جامعات

بحث تأثير التغيرات المناخية والزلازل علي التراث المعماري المصري.. ندوة بالجامعة اليابانية

الأربعاء 24 نوفمبر، 2021 | 11:51 ص

حميده: مدينة الإسكندرية معرضة للغرق في حال إرتفاع منسوب مياه البحر ثلاثة أمتار بحلول عام 2100

نظمت ‏الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا ندوة مشتركة مع منظمة اليونسكو، تحت رعاية الدكتور أحمد الجوهرى، رئيس الجامعة، بعنوان “تأثير التغيرات المناخية والزلازل علي التراث المعماري المصري المسجل ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي”.

وعرض الدكتور سيد حميده، التقرير الأخير للبنك الدولي حول المخاطر والكوارث الطبيعية المرتبطة والناتجة عن التغيرات المناخية التي قد تتعرض لها مصر حاليا ومستقبلا، وتناول من خلال عرضه أهم الكوارث والمخاطر الطبيعية التي شهدتها مصر منذ عام 1900 وحتي عام 2020، موضحا أنه لوحظ إرتفاع درجات الحرارة منذ عام 1900 حتي عام 2020، وذلك بمعدل 0.1 لكل عشرة سنوات وإرتفاعها بمعدل 0.53 كل عشرة سنوات خلال الثلاثون عام الماضية، كما لوحظ انخفاض معدلات الأمطار بنسبة 22% خلال الثلاثون عام الماضية.

وأشار إلى أن من أهم الكوارث الطبيعية التي شهدتها مصر منذ عام 00 ١٩ هي الزلازل والفيضانات بنوعيها السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة وكذلك الفيضانات النيلية أيضا الفيروسات والأمراض البكتيرية وكذلك الهبوط الأرضي وتساقط الكتل الصخرية بالاضافة الي العواصف الترابية والرعدية.

كما تناول موضوع المحاضرة ظاهرة التغيرات المناخية وأهم الكوارث الطبيعية الناتجة عنها وتأثيراتها المباشرة علي مواقع التراث العالمي بمصر وهي منطقة آثار أبو مينا والقاهرة التاريخية ومدينة منف وأهراماتها وآثار النوبه من معبد أبوسمبل لمعبد فيله، وكذلك منطقة آثار دير سانت كاترين وهي المواقع الستة المصرية المسجلة علي قائمة اليونسكو للتراث العالمي بالإضافة إلى موقع التراث الطبيعي وادي حيتان بالفيوم.

كما تناولت المحاضرة أهم أحداث الفيضانات والسيول التي شهدتها مصر منذ عام 1957 حتي نوفمبر 2021، وأشار حميده إلى أهم التغيرات في درجات الحرارة ومعدلات إرتفاعها خلال الثلاثون سنة الماضية وانخفاض معدلات الأمطار أيضا بالرغم من ازدياد معدلات السيول والفيضانات علي المدن الساحلية، وكذلك المناطق الجبلية في صعيد مصر.

وعرض الدكتور حميده الوضع الراهن لمواقع التراث العالمي بمصر وكذلك تأثيرات السيول والفيضانات عليها خاصة سيول نوفمبر 1994 و2015 و2020 وتأثيرها علي المواقع الأثرية في الإسكندرية ووادي النطرون وكذلك تأثير سيول نوفمبر 1994 علي مقابر وادي الملوك بالاقصر.

وإستخدم حميده، التحليل الرقمي بإستخدام برامج بلاكسس وابكس ثري دي لدراسة تأثير السيول علي تلك المواقع الأثرية وكذلك وضع خطط وأساليب الحماية المناسبة لها وقد أكد من خلال الدراسة أن مدينة الإسكندرية معرضة للغرق في حال إرتفاع منسوب مياه البحر ثلاثة أمتار بحلول عام 2100 إذا استمرت درجات الحرارة في الإرتفاع لأربع درجات.

وتطرق إلى أهم مشروعات الحماية للتراث المبني في مصر ومنها مشروع الحماية بالكتل الخرسانية لقلعة قايتباي بالإسكندرية بطول 700 متر وأيضا مشروع التخفيض لمنسوب المياة الارضية بموقع كوم الشقافة بالاسكندرية، وكذلك إنشاء أسوار وحوائط حول مقابر وادي الملوك بالأقصر لحمايتها من تأثيرات السيول المستقبلية والذي أوصى بحثه بزيادة إرتفاعها إلى 200 سم بدلا من 100سم.

وقد تناولت المحاضرت بعض التوصيات والحلول القائمة علي حلول الطبيعة لحماية تلك المنشآت التراثية الهامة.

وقد إنتهى البحث ببعض الدراسات الرقمية لتحديد معامل الأمان لبعض الأعمدة الحاملة داخل بعض الآثار الجوفيه الهامة وكذلك تحديد مدي تأثير السيول والفيضانات علي المنشآت السطحية من خلال بعض النماذج الرياضية الحديثة.

والجدير بالذكر، أن هذه الندوة واحدة من سلسلة ندوات يقيمها مكتب اليونسكو بالقاهرة بالتعاون مع مركز الآداب والثقافة بالجامعة المصرية اليابانية حول “التغيرات المناخية والحد من مخاطر الكوارث الطبيعية” منذ شهر مايو ٢٠٢١.