مقالات

د. رحاب عبد المنعم عميدة كلية الصيدلة والتصنيع الدوائي تكتب: ومضة أمل

الجمعة 27 سبتمبر، 2024 | 12:20 ص

ينطلق السبت في دورته الثالثة المؤتمر الدولي لكلية الصيدلة والتصنيع الدوائي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وهي الفعاليات المنعقدة بالصبغتين المحلية والدولية في آن واحد؛ كونها فرصة ضخمة؛ لاستطلاع اتجاهات السوق ومواكبة متغيرات التطور المطرد في المنتجات والصناعات الدوائية؛ من خلال فتح أسواق جديدة وإقامة علاقات عمل وإبرام عقود شراكة وتعاون مع منظمات أخرى؛ كانت الكلية والجامعة قد حرصت على دعوتهم وفتح مجالات التعاون معهم.

وتنطلق الفعاليات من عدسة إلهام الصورة الذهنية للجامعة؛ حيث الاستفادة من زيادة نصيب التغطية الإعلامية الموجهة لدار أوبرا جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا؛ وهو الصرح العملاق الذي سيشهد توافد مئات العاملين بالقطاع الصيدلي؛ على نحو مواز من جماعات المصالح، وممثلي وسائل الإعلام، ما يلقي بظلاله على تحسين الشهرة التجارية، وتنمية الوعي العام الجماهيري والسوقي نحو الجامعة وكلياتها ككل.

ونطمع في فضل الله؛ لنجاح فعاليات هذا الحدث العلمي الضخم؛ كي يكون عنوانًا للتميز البراق الذي صار مبدأً عامًا مهيمنًا على إستراتيجية الجامعة، وتبعتها الكلية التي قطعت أشواطًا ضخمة نحو التأهيل المهني الكامل للطالب في مختلف التخصصات؛ ودعم ذلك امتلاك رأس مال هيكلي وتنظيمي متسق؛ تتكامل رؤيته الثاقبة مع إمكانات الكلية المادية؛ من تجهيزات وموارد وبنى تحتية؛ يتولى إدارتها وتطويعها موارد بشرية فعالة ومبدعة؛ من أعضاء هيئة التدريس والهيئة التدريسية المعاونة التي تمتلك مقومات الكفاءة والمهارة المهنية الممزوجة بقيم التعاون، والإنجاز، والعمل الجماعي.

لم أكن منصفة؛ إن تناولت مؤتمرنا الصيدلي الدولي؛ بمعزل عن ثقافة التميز المؤسسي والعقلية القيادية التي تؤمن بأهمية الابتكار وجودة العمل المتسق مع احتياجات وأهداف المجتمع، ويأتي ذلك عن طريق تحسين معايير تقييم الأداء وتحسين القيمة النوعية؛ لبناء الثقة بين الطلاب والباحثين، وبين أعضاء هيئة التدريس، والوكلاء، ورؤساء الأقسام الملتزمين بمسئوليات عملهم، والوفاء بوعودهم، وحرصهم المتلاحق علي تنمية قدراتهم وخبراتهم، وتحسين مهاراتهم العملية، فضلًا عن تغليب الأهداف المشتركة للمؤتمر على الاهتمامات الشخصية، والسعي الدائم نحو تجاوز مشكلات العمل التي قد تنشأ بين الزملاء، وإرساء ثقافة العمل الجماعي المشترك، وتغليب المصلحة العامة لاهداف المشروع؛ حتى وإن اختلفت الآراء.

ومن واقع عملي الأكاديمي كعميدة لكلية الصيدلة والتصنيع الدوائي؛ فقد قادتني خواطري الفكرية نحو طرح تساؤلات عدة حول من أين أتى طلابنا في هذا العمر المبكر بهذا المزيج الإبداعي النادر القادر على محاكاة الواقع؛ بل وطرح حلول واقعية لقضايا عصرية في سياقات درامية مثيرة؟ وكيف امتلك زملاؤنا أعضاء هيئة التدريس هذا الرصيد المتنامي من الفهم والإدراك الدقيق لمنهجيات البحث العلمي كي يستنبطوا توصيات مبتكرة لمؤتمرنا الدولي؟

لقد تركت هذه التساؤلات لدي أثرًا مرهفًا؛ دفعني إلى كتابة هذا المقال؛ كي أعبر عن موعد اللقاء المرتقب بالدورة المقبلة للمؤتمر بإذن الله، وهو الموعد الذي أجلس فيه بمعية زملاءي فيه سعيدة بمشاهدة مفردات الإبهار الطلابي الممزوج بتوليفة نادرة من جودة الإنتاج الإعلامي القادر على غزو أسواق العمل؛ على كافة أصعدته المتباينة.