الدكتورة سهير عبدالسلام عضو مجلس الشيوخ والعميد السابق لكلية الآداب في حوار خاص ل”نتعلم مصري”
التعليم في مصر تبذل فيه جهود كبيرة.. وينبغي أن تكون مهمته تدريب الطالب للحصول علي المعلومة وتوظيفها واستخدامها
*حدث “المومياوات الملكية” ينبغي أن يكون مثال يحتذي به في أحداث ومناسبات متعددة.. وكليات السياحة تستطيع أن تصنع الحدث من الأثر
*هناك بعض الدعاوي التي تري لا أهمية للكليات النظرية.. ويجب التصدي لها وأن تدخل موادها الإنسانية في كافة الدراسات العلمية
*التوأمة مع سوق العمل هدف تسعي خلفه المؤسسات التعليمية.. وما ينقصنا هو ارتباط التعليم بالبيئة
*رسائل الماجستير والدكتوراه تجري بطريقة عشوائية إلي حد كبير.. و “كل واحد عايز يعمل ماجستير أو دكتوراه فيما يهتم به”
*يجب وضع خطوط عريضة للتخصصات المطلوب البحث فيها والموضوعات الهامة وعلي الدولة تحديدها
*إنشاء الجامعات الجديدة خلق تنافس وفتح مجالات كثيرة وجديدة ويمهد لتطوير التعليم
*التعليم الفني يعد من أهم فروع التعليم الخادم للمجتمع والداعي للتنمية المستدامة.. ووجود هيئة لجودته تضمن تطويره والإهتمام به
شددت الدكتورة سهير عبدالسلام، عضو مجلس الشيوخ وعميدة كلية الآداب السابق بجامعة حلوان، علي ضرورة أن يكون حدث “المومياوات الملكية” مثال يحتذي به في أحداث كثيره ومناسبات متعددة يمكن تجذب الأنظار نحو قيمة مصر الحضارية.
وأضافت سهير، في حوار خاص لموقع “نتعلم مصري”، أن كليات الآثار لها مجالاتها ولكن الأكثر أهمية هي كليات السياحة والفنادق التي تستطيع أن تصنع الحدث من الأثر وتصدير قوة مصر الناعمة للعالم.
وأشارت سهير إلي أن هناك دعاوي تري الكليات النظرية لم يعد لها أهمية وهنا يجب التصدي لهذه الصيحات نظرا لأهمية الكليات الإنسانية والأدبية والإجتماعية، مؤكدا أن إنشاء الجامعات الأهلية والخاصة الجديدة وتطوير الجامعات الحكومية يفتح مجالات كثيره ويمهد لتطوير التعليم في حد ذاته.
وحول قانون جودة التعليم الفني ووضع البحث العلمي والتعليم بشكل عام والتخصصات المختلفة داخل مصر في الحوار التالي.
*في البداية.. تقييمك لمنظومة التعليم في مصر؟
التعليم في مصر تبذل فيه جهود طويله وكبيرة منذ سنوات، ولكن منظومة التعليم منظومة متكاملة تبدأ من مرحلة التعليم الأساسي وما يليها حتي التعليم المستمر فيما بعد الجامعة، مرورا بكل مراحل التعليم، ونتيجة التغيرات التكنولوجية المتطورة والمتسارعة أصبح كل يوم هناك جديد، فينبغي أن تكون مهمة التعليم في المقام الأول هو تدريب الطالب علي الحصول علي المعلومة وتوظيفها واستخدامها وتطوير ذاته بإستمرار ليتواكب مع المتغيرات والمستجدات في سوق العمل، هذا بالإضافة إلى أهمية التعليم الفني بل أيضا ألا يكون تعليما منفصلا مستقلا بذاته وإنما أن يكون التعليم الفني في طيات أي مهنة ودراسة، فالإعلامي ينبغي عليه أن يدرك فنيات وتقنيات الإذاعة والتليفزيون والانترنت والعمل الإعلامي بشكل عام من جانبه الفني والتطبيقي، والطبيب أيضا يجب أن يكون علي دراية بتقنيات الأجهزة التي يستخدمها وكيفية التعامل معها والاستفادة من إمكانيات الاجهزة التي يتفاعل معها استفادة كاملة، وأيضا كيف يمكنه أن يعالج اعطال مفاجئة قد تصيب أجهزته وينبغي عليه التعرف علي فنيات التمريض إلي جانب كونه طبيب.
الجانب التطبيقي في التعليم جانب هام جدا يكتسب من خلاله الطالب مهارات للتعامل من خلال مهنته بشكل شامل وكامل ويكون لدية رؤثة لرؤية المشكلة من جوانبها المختلفة، بالإضافة إلي الجانب الفكري والإنساني في الدراسات، أصبح اليوم هو جانب مهمل إلي حد ما، علي اعتبار أننا نعيش عصر العلم والتقدم والتكنولوجيا ولم يصبح هناك اهتماما بالمواد الإنسانية والدراسات الإجتماعية رغم أهميتها لأنها تشكل الجانب المعنوي والنفسي للإنسان، وبالتالي لابد من دراسات علم النفس والفلسفة والمنطق والتفكير النقدي والتحليلي لأن الإنسان في حياته يحتاج إلي إليهم.
*هل تري أن الإهتمام بشكل أكبر نحو الكليات العملية؟
بالضبط، هذا هو المحور الأساسي، ولكن لا يمكن إهدار أهمية الدراسات الإنسانية والأدب واللغات والفنون والفلسفة والمواد الأدبية والمعارف الإنسانية علم النفس، كلها مواد تشكل وجدان الإنسان، أيضا لابد من الإهتمام بالإبداع وثقله ورعايته، لكل إنسان ابداعاته فينبغي علي الجامعات أن تنمي وتطلق تلك الإبداعات، سواء فنية أو أدبية وغيرها، الإبداع يشكل جانب وجداني هام في حياة البشر، فالانسان لا يمكن أن يكون مادة صماء كل دراساتها دراسات علمية بعيدة عن الجانب الإنساني.
*وكيف يمكن حل هذا الأمر؟
هناك بعض الدعاوي التي تري أنه لم يعد للكليات النظرية والإنسانية أهمية، وهنا يجب التصدي لهذه الصيحات خاصة أن وجود الكليات الإنسانية والأدبية والإجتماعية أمر هاما جدا في العملية التعليمية، كما أنه ولابد وأن تتدخل تلك المواد الإنسانية في كافة الدراسات العلمية لتشكل البعد الآخر للدراسات العلمية وهي البعد الإنساني والوجداني، في كل الكليات العلمية ينبغي أن يكون فيها بعض الدراسات الإنسانية والإجتماعية التي تهتم بجوانب أخري غير الجوانب العلمية والمادية.
*ما تقييمك للتخصصات الحالية ومدي ارتباطها بسوق العمل؟
التوأمة مع سوق العمل أصبح هدف واضح وصريح وتسعي خلفه المؤسسات التعليمية والمؤسسات الخاصة بجودة التعليم، ولكن ما ينقصنا هو ارتباط التعليم بالبيئة، في كل مدينة ومجتمع بدائي أو ريفي أو حضري توجد هناك معطيات للبيئة ينبغي تنمية التعليم الفني الخاص بتلك البيئة، فتنشأ حرف تراثية وأيضا متوأمة مع البيئة، وكل هذا يميز الصناعات والتعليم المحلي وهذا التميز يجعله قادر علي المنافسة العالمية، ففي المدن الساحلية ينبغي أن ينشأ كليات لتعليم صيد الأسماك وحفظها وتعليبها وتصديرها، والمدن مثل سيناء وغيرها طرق تصنيع التمر والحرف اليدوية التراثية، وهذه الأمور التي يجب أن يتم تطويرها بشكل علمي وكيفية استخدام التقنيات الحديثة في تنمية الصناعات التراثية، لتصبح لديها قدرة علي المنافسة علي المستوي العالمي، فيصبح ما هو محلي عالمي.
*ما رأيك في وضع كليات الآثار بالجامعات المصرية؟
كليات الآثار لها مجالاتها، لكن الأكثر أهمية هي كليات السياحة التي تستطيع أن تصنع الحدث من الأثر، كيف تروج له وكيف تقيم مهرجانات سياحية في المناطق الأثرية وكيف تصدر القوة الناعمة للعالم، السياحة في أي دولة يستخدموا الحدث في الميادين، علي سبيل المثال رأس السنة تجد كل الميادين المعروفة في البلاد الأوروبية تحتفل بهذه المناسبة أيا كان الحدث، نحن لدينا أعياد يمكننا أن نحتفل بها لتصبح حدث عالمي يجذب السياحة الي مصر.
جامعة حلوان تتميز بالكليات الفنية والهندسية والسياحة والفنادق وكلها لها دور كبير، الجامعة رائدة في هذه التخصصات، ينبغي علي مستوي الدولة ومؤسساتها ووزارة السياحة أن يكون الإهتمام بالحدث السياحي الذي يجذب السياح ويصدر قوة ناعمة للعالم عن معالم مصر.
* هل استطعنا الإستفادة من حدث “الموميامات الملكية” بشكل يخدم مصر؟
ينبغي أن يكون حدث المومياوات الملكية مثال يحتذي به في أحداث كثيره ومناسبات متعددة يمكن أن تجذب الأنظار نحو قيمة مصر الحضارية.
*هل البحث العلمي في مصر يؤدي الغرض منه؟
البحث بطريقة عشوائية، إن كل واحد عايز يعمل ماجستير أو دكتوراه فيما يهتم به، يخلق موضوعات عشوائية إلي حد كبير، ينبغي أن تكون هناك خطوط عريضة للتخصصات المطلوب البحث فيها والموضوعات الهامة التي تتطلب دراستها.. الدولة تحدد المجالات البحثية المطلوبة، علي سبيل المثال في مجال الصناعة مجالات مطلوبة معينة تجد بها دراسات علمية هندسية طبية نفسية اجتماعية في مختلف التخصصات كل مشكلة تواجه الدولة وتحتاج لبحث علمي فيها ستجد أن البحث يشمل كل التخصصات ويكون هناك خطة بحثية شاملة لأهم المشكلات والاحتياجات التي تتطلبها الدولة والمجتمع يعمل عليها كافة التخصصات، لتخرج في النهاية نتائج علمية مفيدة للمجتمع وللدولة، ولازم يوظفها فيما يخدم احتياجات الدولة ويواكب التغيرات العالمية، بمعني يأتي بما هو جديد إلي الدولة والمجتمع ويتتبع المناهج الحديثة والمتطورة ويوظفها في حل مشكلات المجتمع والتوصل لنتائج جديدة تنافس التقدم العالمي.
*تقييمك للتعليم المصري مقارنة بالدول الأخرى؟
الدولة في اتجاه الجامعات الأهلية والخاصة تتنافس إلي جانب التعليم الحكومي وهذا فتح مجالات كثيرة وجديدة في مجال التعليم لأنه أصبح هناك منافسة، وهذا يمهد لتطوير التعليم في حد ذاته، وظهور أساتذة متطورين لديهم قدرة علي مواكبة الاتجاهات العالمية في التخصصات المختلفة.
*هل مجلس الشيوخ لديه اقتراح أو مشروعات قوانين يناقشها خاصة بالتعليم؟
تعرض علينا قوانين، وآخرها كان قانون جودة التعليم الفني وقولنا فيه وأجرينا تعديلات ودائما في أي موضوع للمنافشة نستضيف المسؤول ونتفهم منه.
*هل سيكون لقانون جودة التعليم الفني أهمية؟
القانون يتعلق بإنشاء هيئة لجودة التعليم الفني وهذا أمر مطلوب جدا لأن التعليم الفني يعد من أهم فروع التعليم الخادم للمجتمع والداعي للتنمية المستدامة، وهو يطلق عليه قاطرة التنمية، ووجود هيئة لضمان الجودة تضمن جودة ذلك التعليم وتطويره والإهتمام به، وذلك كان بناء علي توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، للاهتمام بالتعليم الفني والمهني.