مقالات

د.إيمان علاء الدين تكتب: في ذكرى ثورة 30 يونيو.. العلاقات المصرية الأفريقية

في يوم 30 يونيو، 2021 | بتوقيت 12:51 م

سعت الدولة المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، نحو تطوير التعاون مع الأشقاء الأفارقة واستعادة الدور المصري الرائد في أفريقيا في إطار الاستراتيجية التي تتبناها الدولة المصرية نحو التعاون الفعال مع الدول الأفريقية في ضوء نظرية الأمن القومي الشامل. بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وكافة الدول الأفريقية، خاصة دول حوض النيل ومنطقة القرن الأفريقي.

حيث سعت الدولة المصرية على تنفيذ العديد من الزيارات والمشاركات المتنوعة على المستوى الرئاسي والوزاري والرسمي بالتعاون والتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية، بهدف تعزيز وتنويع مجالات التعاون مع الدول الأفريقية في شتى القطاعات، وكذلك إبرام الاتفاقيات والتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الثنائية بين مصر والدول الأفريقية.

حيث شكل البعد الإفريقى أهمية قصوى لصانع القرار المصرى، كما استطاعت الدولة المصرية بعد ثورة يونية تحقيق العديد من الإنجازات في وقت قياسي وتحركت نحو تعزيز دورها الريادي في القارة الأفريقية، وباتت التحركات المصرية تمضي بخطي ثابتة لتحقيق هدفها فاستردت عضويتها في الإتحاد الإفريقي في ٢٠١٤ كما حصلت علي عضوية مجلس الأمن والسلم الإفريقي لمدة ٣ سنوات، وترأست لجنة المناخ في الاتحاد الإفريقي لعامين، بالإضافة إلي حصولها علي العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي وانخراطها في العديد من القضايا والملفات التي تشكل أجندات دول القارة.

بالإضافة إلى نجاح مصر في استضافة مقر مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات AUC-PCRD، حيث تستهدف أنشطة المركز  إعادة إحياء وتفعيل سياسة الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية.

كما شاركت مصر في الإعداد لمنتدى الإستثمار في أفريقيا عام ٢٠١٨ بشرم الشيخ، من أجل توفير منصة لرؤساء الدول والحكومات، وقادة القطاع الخاص ورجال الأعمال في أفريقيا والعالم من أجل مناقشة مجموعة واسعة من قضايا الأعمال والتنمية في القارة والتعامل مع بعض أهم الشركاء الاقتصاديين وأصحاب المصلحة في أفريقيا.

فضلا عن مشاركة مصر بفاعلية فى قمة الإصلاح المؤسسي والمالي للإتحاد الأفريقي عام ٢٠١٨، وقمة الكوميسا العشرين في لوساكا، وقمة منتدى التعاون الصين – أفريقيا في بكين، والإجتماع الوزارى لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا “التيكاد”، بالإضافة إلى استضافة كل من المؤتمر السابع لوزراء التجارة الأفارقة بالقاهرة، والمعرض الأول للتجارة البينية الافريقية في نفس العام.

كما حصلت مصر على شرف استضافة تنظيم بطولة الأمم الإفريقية عام ٢٠١٩، لما تملكه مصر من بنية تحتية رياضية على أعلى مستوى، والتي أهلتها لاستضافة كبرى الأحداث الرياضية،
كما حرصت مصر على استضافة العديد من الفعاليات الأفريقية مثل خلوة مجلس السلم والأمن الأفريقي والتى أثمرت  بخروج نتائج على النحو الذي يعكس أهمية تفعيل بنية السلم والأمن الأفريقية وتعزيز الدبلوماسية الوقائية.

وامتد الدور المصري البارز  لتعزيز التبادل التجارى مع الدول الأفريقية، وتشجيع رجال الأعمال والقطاع الخاص على الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة فى أفريقيا حيث نفذت الدولة المصرية أنشطة متنوعة في ملف التعاون الأفريقي حتى توجت برئاسة الاتحاد الافريقي خلال عام ٢٠١٩ والذي شهد زخما لتنفيذ الأنشطة والاستراتيجيات في كافة القطاعات المختلفة، لتعلن بداية عهد جديد فى العلاقات مع القارة السمراء ومساندة الأشقاء الأفارقة فى تحقيق التنمية وخاصة استراتيجية أفريقيا التي نريد ٢٠٦٣.

وفيما يتعلق بملف مياه النيل والأمن المائي المصري، تقوم الدولة المصرية بمتابعة والتعامل مع ملف سد النهضة بحرفية شديدة ومتميزة،ونذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر، فقد شاركت مصر في اجتماعات المجموعة الفنية المستقلة المعنية بالسد، بالإضافة إلى المشاركة في اللجنة الوطنية الثلاثية المعنية بمتابعة الدراسات الفنية الخاصة بالسد. كما شاركت مصر في المنتديات التي تتناول موضوعات المياه على المستويات الأوروبية والعربية والأفريقية فضلا عن التأكيد في كافة المراسم الرسمية والقمم الرئاسية على موقف مصر الثابت والذي يقضي بضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

أنشطة كثيرة في ملف التعاون الافريقي سعت الدولة المصرية لتنفيذها منذ تولي الرئيس السيسي، سنظل نحكي ونتحاكا بها من خلال الندوات وورش العمل واللقاءات المختلفة ولعل أبرزها  افتتاح الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة لندوة  “مصر وأفريقيا 7 سنوات من الإنجازات”. حيث ذكر الدكتور الخشت أن الملف الأفريقي على أجندة أولويات الدولة الوطنية لأنه يمثل عمقا استراتيجيا لمصر
وأن الجذور المشتركة بين مصر وأفريقيا تتمثل في الأرض والدم والتاريخ والمصالح المشتركة وان جامعة القاهرة ساهمت في الملف الأفريقي بكل قوة من خلال كلياتها المختلفة في إطار ارتباط استراتيجية الجامعة بالأمن القومي الشامل، بحسب بيان المكتب الإعلامي للجامعة.

ففي ذكري ثورة يونية، سلاما على من أنقذ مصر ولم يتأخر لحظة.. سلاما على كل عين سهرت… سلاما على كل عقل فكر… سلاما على كل أيدي فعلت وعملت الخير لأجل مصرنا الحبيبة…. سلاما على كل روح فدت بها وطننا… سلاما على كل قلب دعي لرفعة مصر، وستظل الدعوات تلاحق الرئيس السيسي بالتوفيق لما أصبحت مصر عليه تحت قيادته.. فتحيا مصر دائما وأبدا.. تحيا الجمهورية الجديدة.

د.إيمان علاء الدين
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com