مقالات

د.محمود فوزي يكتب: ومضات العلاقات العامة

الجمعة 24 فبراير، 2023 | 11:46 م

تجاوزت المدرستان النظرية والتطبيقية لمجالات التسويق والعلاقات العامة آليات تحسين سمعة المنظمة وصورتها الذهنية، وتمييزها السلعي..الخ؛ لتتجه نحو توظيف نظريات وديناميات العلوم البينية؛ كالإدارة، والتنمية البشرية، والسياحة، وعلم النفس والإجتماع، وغيرها من العلوم وثيقة الصلة بجوهر الإستثمار في مواردنا البشرية؛ كأصول إنسانية متنامية التطور قادرة على تسخير كافة الموارد المادية؛ بمختلف القطاعات ومجالات الأعمال.

وتقوم وظائف وأهداف العلاقات العامة على مزيج فريد من سمات وملامح الإبداع الوظيفي، التي تعد ضمانةً رئيسية لتنفيذ هذه المهام على الوجه الأمثل؛ كالبحوث والإتصالات والتخطيط والتنظيم والتقييم، وغيرها من الوظائف التي تتطلب من مسئول العلاقات العامة امتلاك القدرة على إنتاج وتوليد أفكار ومنتجات جديدة، أو طرح حلول غير تقليدية للمشكلات، وانعكاس هذه المهارات المكتسبة والموهبة الإلهية على السلوكيات الشخصية والإجتماعية للموظف، كمزيج من المعرفة والخبرة والذكاء.

هذا المزيج الإبداعي من عناصر الإبتكار والتفكير الخلّاق؛ يفرض علي المنظمة تبني إستراتيجيات ممنهجة لإدارة التغيير والتطوير نحو الأفضل؛ تقوم على ركائز الثقة المتبادلة بين الموظفين، واستقلالية قراراتهم، ووفرة المعلومات داخل بيئة المنظمة، وسهولة الحصول عليها، وتقليل احتمالات الشك والتوتر، وإتخاذ القرارات الصائبة القائمة على معلومات صحيحة.

هذه اللمسة الإبداعية تتطلب من متخذي القرار بالمنظمة ومديريها التنفيذيين إرساء سياسة إدارية بقسم الموارد البشرية بالشركة، تمنح حرية تامة للموظفين في طرح الأفكار والحلول المبتكرة، والتعبير عنها، وتقييم مستوى التجديد والحداثة فيها ومدى قابلية وإمكانية تنفيذها، وكذلك المشاركة الفعالة في صناعة القرارات الإدارية بالشركة؛ من خلال تنظيم نوافذ ومنتديات حوارية مفتوحة بين الموظفين وذويهم ومع جماعات المصالح؛ لتدعيم شبكات الإتصال الداخلية والخارجية غير الرسمية بينهم. فضلًا عن استمرارية خلق المنظمة للدوافع والمتغيرات التحفيزية المتعددة لموظفيها؛ وتشجيعهم على استقلالية قراراتهم، وغرس الثقة والتفاؤل بينهم نحو مستقبل الشركة وفرص الإرتقاء والتدرج الوظيفي العادل بمستوياتها الوظيفية، ومن ثم تحسين أدائهم، واستنفار قواهم الذهنية والعملية، واستثمار كفاءتهم في الإرتقاء بجودة مخرجات العمل والإنتاج.

هذه اللمسة الإبداعية لا يمكن تعليمها أو اكتسابها بالمناهج والمقررات التعليمية وحدها؛ التي بلا شك تصقل وتنمي هذه الموهبة؛ التي يمنحها الله تعالى لمن يشاء، وتمثل دومًا قدرةً ابتكاريةً لممارس العلاقات العامة الموهوب في تخطيط سيناريو رائع وفعّال لتنظيم المؤتمرات والأحداث الخاصة بمؤسسته، أو رسم ملامح استراتيجية ناجحة لإدارة واحتواء إحدى الأزمات التي تعرضت لها منظمته، وتحويلها لميزة تنافسية ترجح كفة الشركة على حساب خصومها ومثيري الشكاوى الكيدية ضدها.

كما تتجلى هذه اللمسة الإبداعية بوضوح في “كاتب النصوص” المبدع القادر على صياغة بيانات صحفية جذابة؛ توضح رؤية المنظمة وتعكس سياستها التسويقية واستراتيجياتها الإدارية، وتروج منتجاتها وعلامتها التجارية؛ بأقل عدد من الفقرات والكلمات المعبرة، كي تمهد السبيل لمصمم التطبيقات الرقمية للشركة من اقتباس بعض من هذه النصوص في إعداد مضامين المواقع والشبكات الإلكترونية للمنظمة علي مواقع التواصل الإجتماعى، وكذلك في تحرير مطبوعاتها الدعائية الورقية.