تحتاج مرحلة الطفولة إلى رعاية واهتمام من نوع خاص، حيث يتم فيها بناء الشخصية الأساسية للطفل وتأسيس فكره؛ لاسيما في ظل إتجاه المجتمع المصري نحو مواجهة حروب الجيل الرابع والتي قد تساهم بدور كبير في انهيار الدول وهدمها؛ إن لم تلق خططًا إستراتيجية فعالة.
وتعد أغاني المهرجانات موجهة خصيصا نحو هدم الثقافة المجتمعية، والتراث الشعبي والأدبي، وانهيار منظومة الأخلاق في المجتمع المصري، حيث يركز التفكير الهدمي للمجتمعات الجديدة على الأطفال ويحرص على هدم أخلاقهم؛ بإعتبارهم لبنة المجتمع الأساسية ودعامة بناء الدول.
هذا إلى جانب انشغال المرأة المصرية بتلبية إحتياجات منزلها والتصفح عبر الإنترنت والتخلى عن مهنتها الأساسية كأم، وهي تربية وتنشئة أطفالها.
وقد ظهر على الساحة الغنائية خلال الفترة الأخيرة أنواع مختلفة من الأغاني الشعبية التي انتشرت بشكل كبير وأصبح لها معجبيها ومستمعيها، واستحوذت على فئة كبيرة من الجمهور ومن أهمها الأطفال الذين تأثروا بها، وأدمنوها وأخذوا يرددونها ويحفظونه؛ ما انعكس على مفرداتهم اللغوية التي يستخدمونها فيما بينهم.
فضلًا عن تأثيرها السلبي في سلوكهم وطريقة تعاملهم مع الآخرين، وتلويثهم لغويًا، وغرس سلوكيات سلبية متردية في نفوسهم، بالإضافة إلي أن اندماج الطفل مع هذه النوعية من الأغاني، فيستمدون منها المعاني غير القويمة؛ كتقليد الحركات التي يفعلها المطربون والمتواجدة علي الشاشة علي مدار الساعة، وهي في الغالب حركات لا تليق ولا تناسب الأطفال خاصة وأنهم أكثر الفئات تأثراً بها، بل يتخذون من مفرداتها ولغتها قاموسًا يتعاملون به كلغة سرية غائبة عن آبائهم.
هذا بالإضافة إلى غياب الأغاني المخصصة للأطفال التي كانت متواجدة في الماضي وكانت تمنحهم الهدوء النفسي والطاقة الإيجابية والعادات الحسنة، وكانت أغاني هادئة ومناسبة لسن الأطفال في هذا الوقت ونفتقر اليها الآن ومنها (أغنية ماما زمانها جايه – حبيبة أمها).
بينما تمارس أغاني المهرجانات الصاخبة المعتمدة تأثيرًا سلبيًا على الحالة النفسية للطفل وشخصيته، فيفرز هذا الإيقاع طفلًا متفاعلًا مع الصخب، يُعاني من حالة عصبية شديدة عندما يعود إلى أرض الواقع ويتعامل مع من حوله بعد إنتهاء الأغنية بنفس هذا التأثير.
وتم آليات الحد والتصدي لهذه الأغاني الشعبية ومنع أطفالنا من سماعها، في تبني آليات الرقابة الصارمة الحازمة من جانب الآباء وأجهزة التنشئة الإجتماعية للحد من اندماج الأطفال مع هذه النوعية من الأغاني الهابطة، ذلك على نحو مواز من الرقابة على المحتوى والكلمات واللحن حفاظًا على أبنائنا.