مقالات

د.نرمين نصر تكتب: فوبيا اكتئاب السوشيال ميديا!

في يوم 27 ديسمبر، 2022 | بتوقيت 4:39 م

تلعب شبكات التواصل الإجتماعى تلعب دورًا بارزًا في روتين الحياة اليومية، عبر تأثيراتها المباشرة ليس فقط على سلوكيات مستخدميها، بل أيضًا على صحتهم النفسية، فمنذ بداية عام 2006 والتي كانت بداية ظهور شبكات التواصل الإجتماعى (الفيس بوك- الانستجرام- السناب شات) وغيرها من الشبكات الأخرى، وهي مرتبطة ارتباطًا دعائيًا اقتصاديًا بهدف الربح.

فدائما ما تمدنا ببعض العادات والتقاليد التي أثرت بشكل كبير على نفسية المشاركين في هذه الشبكات، وهناك دراسة أجرتها جامعة هارفرد توضح أن شبكات التواصل الإجتماعى وخاصة الانستجرام تسبب في إصابة نسبة 40% بالاكتئاب ممن يستخدمون شبكات التواصل الإجتماعى.

كما أدى إدمان تصفح مواقع التواصل الإجتماعى إلى قلة المشاركة الإجتماعية الفعلية؛ إذ يمكنك أن تجد أفراد الأسرة مجتمعين ولكن كلاً منهم يمسك بهاتفه بدلاً من مشاركتهم الحديث؛ مما أدي إلى إرتفاع نسبة الطلاق والتفكك الأسري، وعلى النقيض يمكن إستخدام تلك المواقع في تعزيز الروابط الأسرية، وزيادة المحبة والود بين الأصدقاء.

وفرضت علينا مواقع التواصل الإجتماعى الإصابة بـ”العزلة الإجتماعية” وذلك بسبب الإستخدام المفرط الخاطئ لها، فالكثير يكتفي بالرسائل والتعليقات والنشر على صفحته أو صفحات الغير؛ سواء بغرض التهنئة أو المواساة، فبالتالي هذا الأمر يسبب مع الوقت الشعور بالاكتئاب، لأن الإنسان كائن حي إجتماعي بطبعه، وتحويل الإجتماعيات “سواء التهاني أو المواساة” بشكل افتراضي غير واقعي؛ يتسبب في مشاعر سلبية تسبب الغربة ومشاعر الإكتئاب
وبالنسبة لصفحات مشاهير الفن والسوشيال ميديا فإن الأمر يمثل سلاحًا ذا حدين؛ فعند النظر للجانب الإيجابي فإن عبارات الثناء والمدح لهم تمنحهم مشاعر إيجابية، وأيضا تعنيفهم أو كتابة تعليقات جارحة أو تعرضهم للتنمر، كما أن انخفاض عدد المتابعين لهم يمنحهم الشعور بالاكتئاب وقلة الثقة بالنفس لأنهم في الواقع يعتمدون على أرقام “المعجبين – والتفاعلات على صفاحتهم”.

بالإضافة إلى أن هناك مشاهير على السوشيال ميديا – أي فقط عبر العالم الإفتراضي، لكنهم غير معروفين للعامة عند نزولهم في الشارع، هذا الأمر أيضًا قد يصيبهم بالاكتئاب، بالإضافة إلى أن هناك من المشاهير أو من يطلقون على أنفسهم “بلوجر” و “يتيوبر” يعيشون حالة من الانفصام فهو يتصرف على نوافذ التواصل الإجتماعى بشيء قد لا يتصرف به في الواقع.

أما المتصفح العادي، فإن استخدامه للسوشيال ميديا يعرضه للاكتئاب؛ نظراً للجلوس أغلب الوقت على تلك الشبكات ومتابعة أخبار المشاهير يجعل كل واحد منهم يتمنى تلك الحياة خاصة المراهقين، فنجد الطفل يقول أتمنى أن أصبح “بلوجر” مثل فلان وفلان، فهؤلاء في نظرهم هم الأفضل لأنهم لا يشاهدون إلا هذا المحتوى غير الهادف وغير الحقيقي؛ بمعنى أن هذه الشبكات أصبحت تصدر لنا صور مثالية للحياة، وعندما يتعرض الأفراد للحياة بما فيها من ضغوطات مقارنة بالتصور الذي تصنعه تلك الشبكات وقتها يصابوا بالاكتئاب والخيبة.