أدي التحول الرقمي الملفت في وسائل الإعلام إلي الإعتماد الرئيسي علي الصحافة الإلكترونية والتي هيمنت تطبيقاتها وأساليبها الخبرية والاستقصائية علي الساحة الصحفية لفترة كبيرة من الزمن، ذلك علي نحو مواز من التضاؤل التدريجي في الإعتماد علي أنماط الصحافة الورقية.
ومع تنامي هذه التطورات التكنولوجية بشكل سريع ظهر العديد من الأشكال الصحفية الجديدة والتي جاء في مقدمتها كل من: الصحافة الغامرة، وصحافة الواقع الإفتراضي، وصحافة الذكاء الإصطناعي، صحافة الواقع المعزز.
والآن بعد صعود عالم الميتافيرس في الساحة العالمية وتأثيراته في كل جوانب الحياة؛ صار الإتجاه العالمي يسير وبقوة نحو تحول ونقل كل أشكال الحياة الواقعية إلي العالم الإفتراضي الذي تلاشت به الخطوط الفاصلة بين كل من الشاهد، والجمهور، والمشارك، والصحفي الذين صاروا مراقبين ومبدعين ومشاركين متشابكين مع التكنولوجيا، بل قل بعبارة أخري عندما تعيش في العالم الإفتراضي، فأنت مستهلك للوسائط ومبتكر لها في آن واحد.
ستتيح صحافة Metaverse للمراسلين إجراء مقابلات في مساحة افتراضية للمراسل والمُحاور والجمهور، من قلب استوديو ميتافيرس الإفتراضي المجهز بتفاصيل رقمية يمكن بنائها بالبيئات المختلفة التي يتم تصميمها وفقا لأهواء الأطراف المشاركة؛ كبيئة عملية، أو ترفيهية؛ تسمح بالإتصال الحواري التفاعلي بين المشاركين والمشاهدين أيضًا.
فضلا عن توفير مساحة للمستخدمين للتفاعل مع الصور الرمزية الرقمية التي لا يمكنهم التحدث معها في الحياة الواقعية، إلي جانب مشاهدة الصور والتجارب ذات الصلة بالأحداث الجارية؛ كمشاهدة اللقطات والتطورات الآنية في الوقت الفعلي؛ في محاكاة واقعية نابضة من قلب الأحداث، ليس هذا فحسب بل إتاحة الفرصة للمشاركين للانتقاء الذاتي الحر لذويهم من الأطراف اللاعبين راغبي الانغماس في تجارب وقصص الواقع الإفتراضي، الذين يمكنهم القيام بهذه الأدوار بأنفسهم أو من خلال “التوأمة الرقمية الصحفية” التي تتيح لتطبيقات الذكاء الإصطناعي القيام بكافة الأعمال الصحفية والتحريرية نيابة عن المحرر؛ مخترقة بذلك كافة الحدود الجغرافية والزمنية.
يمكن للميتافيرس تحسين صناعة الإتصالات الرقمية، وإضفاء قدر أكبر من الواقعية علي الإتصالات الافتراضية، وتجارب الإجتماعات عبر الإنترنت باستخدام VR و AR. فضلا عن تعزيز يمكن التعلم الإفتراضي وتجربة التدريب والتعليم الصحفي الذاتي من المنزل؛ من خلال محاكاة البيئات التي تحاكي أروقة المؤسسات الصحفية العملاقة بما تحويه من صالات تحرير، ومكاتب تنفيذية.
وعلي مستوي الإتصالات التسويقية المتكاملة للمؤسسات الصحفية، فقد صارت فرص التسويق والإعلان قابلة للتنفيذ والتوسع عبر الرموز غير القابلة للاستدلال NFTs التي تقدم خدمة حفظ حقوق الملكية الفكرية الرقمية له.
وستتيح صحافة الميتافيرس البث المباشر عبر منصاتها التي ستحل بديلًا إستراتيجيًا لوسائل التواصل الإجتماعى التي صارت تقليدية؛ نظرًا لما تتمتع به تقنيات “الآفتار الصحفي” من قدرة هائلة علي المزج بين آنية العرض والتصميم ثلاثي الأبعاد القادرة علي مشاركة مجتمعات الألعاب وغرف الدردشة عبر الإنترنت.