مقالات

د.علي عبدالمنعم يكتب: وفى ألفتهم إيلافى

في يوم 17 سبتمبر، 2022 | بتوقيت 12:20 ص

فى وقت استشرى فيه الفساد بما يخالف الفطرة البشرية التى خلق الله الناس عليها لا يستطيع الإنسان السوى أن يتحمل ما يراه من مخالفات ومهاترات تحمل فى طياتها الظلم والقهر والتردى الأخلاقى والقيمى دون محاولة منه لتعديله أو تغييره ولو بشعور داخلى منه بعدم الرضا وقليل من الناس من يلجأ حينها إلى الرياضة الروحية لينأى بنفسه بعيدا عن هذا السياق المشين فيتحاور مع ذاته لينتقد ما يرى ويسمع فى شكل مونولوج أو حديث مع النفس يكون قائما ما بين الشخصية وذاتها أى ضميرها الصامت، حينها يحتضن الإنسان ظله فى نوع من الحوار المتمدن الذى فيه كثير من الإحالات والإسقاطات لجمهور من المستمعين لن يتدخل ولن يسمح لهم بتبادل الأفكار والمشاعر ووجهات النظر والانطباعات عما هو قائم.

إلا أنه مع تشابك الأحداث وتوالى الصراعات قد يشكل ذلك عبئا نفسيا كبيرا على الفرد لا يقوى على تحمله حينها يلجأ إلى البوح عند أقرب منطقة للتقابل والإلتقاء مع المحيطين المقربين المحبوبين ممن يأمل الفرد فيهم نصحا أو توجيها خالصا لوجه الله الكريم يأمن حديثهم من قلبه لقلوبهم حينها ينتقل المونولوج من الجانب المرضى بفتح الميم إلى الجانب المرضى بضمها حيث يجد من يقدم له النصيحة بهدوء يهديه تجاربه وخبراته فى شكل حكمة أو خبرة يقدم دعما إيجابيا غير عادى يثلج القلب ويريح النفس.

حينها تصبح هذه الكلمات أقوى من المهدئات العصبية والنفسية فيتقبلها الفرد بنظرات من الرضا والراحة يطمئن فيها لخبرات ناصحه ورؤيته الشاملة للحياة ومعتركها وصراعاتها التى لا تنتهى.

فما أحوجنا إلى هؤلاء الأفراد فى حياتنا ففى ألفتهم إيلافنا. وبعد فإن هذا مقالى أتركه تحت إرادتكم أهديه لكم ولتعليقاتكم البناءة دامت محبتكم الغالية فى قلبى ودمتم بخير وصحة وعافية وراحة بال.
وعلى الله التكلان …،

بقلم أ.د/ على عبد المنعم حسين
أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية المساعد بكلية التربية جامعة الزقازيق