مقالات

د. على عبد المنعم يكتب: تنمية الملكات مدخل لدرء الآفات

في يوم 21 أغسطس، 2022 | بتوقيت 12:51 ص

من الأدلة الشرعية التى نؤمن بها كون الإنسان يدرأ المفسدة أعظم من كونه يجلب المصلحة التي يتخيلها ويظنها. ومن ثم فإنه مقابلة لهذا المنطلق الشرعى يمكن القول إن تنمية ملكات الأفراد وصقلها وتهذيبها أولى بكثير من تسليط الضوء على ما يفتقر إليه الإنسان أو يعيبه، بل إن ذلك يمثل مدخلا مهما لدرء كثير من الآفات التى يتصف بها هؤلاء الأفراد ويمارسونها فى سلوكياتهم المنبوذة والمنتقدة من قبل المجتمعات، وفى ذلك يقول ابن القيم كثرة المزاولات تعطى الملكات فتبقى للنفس هيئة راسخة وملكة ثابتة، بما يدعم تشجيع الأفراد وتحفيزهم على استثارة ملكاتهم التى ولدوا مزودين بها ومجبولين عليها بالفطرة.

فالإنسان لم يخلق ليعيش وحده إنما خلق ليتفاعل مع بنى جنسه وكل إنسان يمتلك كثيرا من الطاقات لو تم استثمارها ربت ونمت ولاشك أن لبعض الأفراد نصيبا أوفر ولكن لكل فرد حظا من هذه الصفات. والواقع يرينا أن كثيرا من الأفراد المتميزين كانوا يمتلكون قدرات وطاقات فى مجال تميزهم جعلت غيرهم يسلطون الأضواء عليها وقد تكون تلك الطاقات وبالا عليه فى كثير من حياته التى لا يعلمها كثير ممن لا يعايشون هذا الفرد.

فالأعمال التى تكون غايتها تحصيل ثواب أو دفع عقاب أو إحراز نجاح أو إصابة شهرة لا تكون خاضعة لمبدأ الواجب وحينئذ لاتكون أعمالا خيرة فى كثير منها. وعليه فإن إعلاء هدف الإهتمام بملكات الأفراد وتوجيهها الوجهة السليمة لابد وأن يكون سبيلا مناسبا للتغلب على كثير من المشكلات السلوكية لدى كثير من الأفراد، حينها يحصل الفرد على كل ما ينمى فكره ويصقل عقله ووجدانه ويتاح له من العلوم والفنون والآداب بحسب قدراته واستعداداته وهو حق طبيعى للإنسان يغذى أشواقه المعنوية كما يلبى الغذاء مطالبه المادية فالأمم التى لا تنمى ملكات أبنائها لا تحقق من الحياة إلا جانبها الأدنى وهو الجانب المادى ولا يكون لها من الحياة إلا اسمها.

بقلم أ. د/ على عبد المنعم حسين
أستاذ م بكلية التربية جامعة الزقازيق