نماذج مصرية

أحد علماء مصر البارزين فى الخارج يكشف حقائق هامة خلال ندوة بجامعة أسيوط

في يوم 4 يوليو، 2021 | بتوقيت 6:22 م

“الباز” يكشف عن دور الهندسة الطبية فى تشخيص وعلاج أمراض سرطان الرئة وفيروس كورونا والزهايمر

شهدت جامعة أسيوط، اليوم، وقائع ندوة علمية هامة حول “الذكاء الإصطناعي في الكشف المبكر عن سرطان الرئة وفيروس كورونا” والتي نظمتها كلية الهندسة، وذلك بحضور الدكتور طارق الجمال، رئيس الجامعة، والدكتور أحمد المنشاوي، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث والمشرف على تنظيم الندوة، والدكتورة مها غانم، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور نوبي محمد حسن، عميد كلية الهندسة، والدكتورة مديحة درويش، عميد كلية الطب البيطري، والدكتورة تيسير حسن عبد الحميد، عميدة كلية الحاسبات والمعلومات، والدكتور مؤمن طه المليجي، رئيس قسم الهندسة الكهربائية بكلية الهندسة، ولفيف من الأساتذة والباحثين والطلاب من المهتمين بهذا المجال.

وأوضح الدكتور أيمن الباز، رئيس قسم الهندسة الطبية بجامعة لويفيل بولاية كنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال محاضرته أن قسم الهندسة الطبية في جامعة لويفيل يضم نحو 30 باحث من مختلف التخصصات والتى تجمع بين الطب والحاسبات والكيمياء وما إلى ذلك من مناحي المعرفة التي تشكل فريق عمل متكامل يضم 30 باحث أغلبهم من الباحثين المصرين، كاشفاَ أن فريق العمل بجامعة ليوفيل يهدف غالى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي فى تشخيص وعلاج عدد من الأمراض الهامة فى تحديد الطريقة الملائمة لعلاج المرضى.

وأوضح الباز أن قسم الهندسة الطبية حقق نتائج واعدة في مجال تحليل معلومات سرطان الرئة والذي يعد أحد الأمراض الخطيرة إلى تصل نسبة الوفاة به إلى حالة بين كل 4 حالات، كما أنه تحديد إذا كان الورم حميد أو خبيث كان تحدياً كبيراَ للأطباء وهو ما عكف علية الفريق البحثي للهندسة الطبية من أجل إجراء قراءة للبيانات الخاصة بمعدل نمو الورم، وشكله واتجاه نموه وذلك لمعرفة ما إذا كان حميداَ أو خبيثاَ وكذلك حدة تطور الورم ومدى عنف الإصابة به، وهو ما أظهر نتائج بلغت دقتها حوالى 97% بعد أن تم إضافة له عامل آخر خاص بتحليلي النفس الخارج من المريض والذى تختلف به نسبة الكربون فى حالة إصابة المريض بورم خبيث من عدمه.

وأضاف أن الهندسة الطبية تتجه كذاك إلى الإستفادة فى تحليل التنفس كذلك فى تحديد مدى إصابة المريض بفيروس كورونا والتى تمثل مؤشر على مدى قدرته على التنفس وتأثير الرئة أو عدمه بالفيروس، موضحاً أن فريق العمل مهتم كذلك حالياً بوضع قاعدة بيانات لمصابى كوفيد 19 توضح فئات الإصابة البسيطة والمتوسطة والحادة وذلك بإستخدام اشعات XRay وCT Scan وذلك لتبكير فى وضعه على جهاز التنفس الصناعى مبكراً، كما يمكن القسم حالياً على دراسة مضاعفات ما بعد الكورونا والتى تختلف آثارها ما بين الإصابة بتضخم فى عضلة القلب أو قصور في حاسة الشم أو الإصابة بالفطر الأسود أو ما إلى ذلك وهو ما دفع فريق العمل بجامعة لويفيل فى إقامة مشروع بحثى بالتعاون مع جامعة باكنجهام وجامعتى أسيوط والمنصورة لتحديد نسبة الإصابة بتلك المضاعفات بين المتعاقبين من الكورونا ومدى قدرتهم على تجاوزها.

أما فى مجال مرض الزهايمر، جارى إجراء دراسات دقيقة لقياس مدى هشاشة قشرة المخ واستعدادها للإصابة بذلك المرضى والذى يُعد أحد أمراض الشيخوخة ولكن بدأ رصد ظهوره بين الشباب فى عمر الثلاثينيات والأربعينات وهو ما يمكن تجنبه أو تقليل حدة الإصابة به عند المعرضين له بإتباع أنظمة غذائية معينة وإجراء تدريبات ذهنية والتى تُعد أفضل وسيلة للوقاية من الزهايمر، حيث أثبتت الدراسة أن العاملين فى مجال الدراسات العلمية والبحث العلمى أقل عرضه من غيرهم من الإصابة بالزهايمر، كما تمثل القراءة واستعادة المعلومات التى تم قراءتها وروايتها على المحيطين ما تم تمريناً ذهنياً فاعل للوقاية من المرضى للشرائح الغير عاملة أو من تعمل فى أعمال تعتمد على المجهود البدنى أكثر منها على المجهود الذهنى.

وفى ختام محاضرته، تطرق الدكتور أيمن الباز إلى بعض المحاور التى شأنها تطوير الحركة العلمية فى مصر والتى يأتى فى مقدمتها أهمية وضع خطوط إرشادية للبحث العلمى طبقاً للمعايير العلمية والعالمية.

وكذلك الإتجاه إلى الباثولوجيا الذكية والتى تهدف إلى وضع قاعدة بيانات فى مجال الباثولوجيا ممكن أن يمثل كنز معرض للمستشفيات الجامعية المصرية، كما أشار إلى ضرورة تعزيز قيم الإلتزام والانضباط بنظام العمل لدى الشباب وتأهيلهم للعمل فى فريق عمل جماعى والذى يمثل ركائز النجاح فى كبرى المؤسسات العلمية العالمية.

ومن جانبه، أكد الدكتور طارق الجمال، رئيس جامعة أسيوط، علي حرص إدارة الجامعة الكامل واتجاهها خلال الآونة الأخيرة نحو الإهتمام بمختلف التخصصات العلمية التي تواكب التطورات الحديثة في شتي مجالات العلوم والتكنولوجيا وإعطائها المزيد من الدعم لخلق مجتمع جامعي قائم علي أسس ومعايير تكنولوجية عالمية تضاهي الدول المتقدمة، مرحباَ في ذلك بكافة أوجه التعاون المثمر مع مختلف المؤسسات التعليمية والبحثية وتوسيع قاعدة الشراكة مع تلك المؤسسات بما يسهم في تطوير وتحسين العملية التعليمية، ومثمناّ علي إستراتيجية الجامعة الهادفة التي تبنّت التركيز علي نهضة البحث العلمي والارتقاء به وفتح آفاق جديدة للحركة العلمية يستفيد منها أبنائنا الطلاب وتلبي احتياجاتهم وتؤهلهم للمنافسة علي كافة المستويات المحلية والإقليمية.

كما أعرب الجمال عن امتنان الجامعة وترحيبها بإنضمام الدكتور أيمن الباز كواحداً من أبرز العلماء المصريين المتميزين في مجال الهندسة الطبية ومشاركته الهامة في رحاب جامعة أسيوط التي تحمل رسالة علمية تركز علي الإستفادة القصوى من كافة أدوات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي وتقنيات ومستجدات الابتكار والإبداع، معلناً في ذلك عن تطلع الجامعة خلال الفترة المقبلة لإنشاء قسم للهندسة الطبية بكلية الهندسة وذلك بدرجة علمية مشتركة وتعاون أكاديمي مع جامعة لويزفيل.

وأكد الدكتور أحمد المنشاوي على حرص إدارة الجامعة على دعم وتطوير الحركة التعليمية والبحثية بكافة مجالاتها الطبية والإنسانية والمجتمعية وخاصة المجالات المتعلقة بقطاع العلوم الهندسية وتنظيمها للعديد من الندوات العلمية فى مختلف تخصصاتها وتعزيز أواصر التعاون المشترك مع مختلف الجامعات على المستوى الدولي والإقليمي وذلك لخدمة البحث العلمي وتبادل الخبرات والدرجات العلمية المشترك بين الطرفين، مؤكداَ على تميز كلية الهندسية وما تذخر به من كوادر بشرية رائدة من شباب الباحثين المتميزين فى مختلف التخصصات وهو ما جني ثماره في حصول الجامعة على المركز 301 عالميا في تصنيف شنغهاي الأكاديمي لجامعات العالم “ARWU” في قطاع العلوم الهندسية و الكهربائية والإلكترونية فقد حصلت الجامعة على المركز الأول على المستوى المحلى ضمن 72 جامعة مصرية في قطاع العلوم الهندسية.

وأشاد الدكتور نوبي محمد حسن بدعم إدارة الجامعة المتواصل لمختلف كلياتها وقطاعاتها وتسخير كافة إمكانياتها لدعم العملية التعليمية وتوفير المناخ العلمي الملائم لابناءها الطلاب وإتاحة الفرصة أمامهم وإلقاء الضوء على أهم الموضوعات والقضايا الهامة في شتى المجالات.

وفى نهاية الندوة، قدم الدكتور طارق الجمال درع الجامعة اهداءاً للدكتور أيمن الباز والذي يُعد أحد علماء مصر المتميزين فى الخارج.