تعاون علمي وبحثي بين البحوث الفلكية والشركاء من المملكة المغربية
أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، حرص الدولة على خلق البيئة العلمية المُشجعة للباحثين والمُبتكرين، مشيرًا إلى أهمية التعاون والتكامل بين المعاهد والمراكز البحثية، واستفادة كل جانب من الآخر؛ لتحقيق رؤية الوزارة، بما يخدم رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، وكذا أهمية التعاون الدولي مع الجامعات والمراكز البحثية الدولية المرموقة، بما يسهم في تنفيذ مشروعات تطبيقية لتطوير الأداء في مجالات عدة لخدمة مشروعات التنمية والاقتصاد الوطني.
وفى هذا الإطار، وفي ضوء جهود المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لنشر وتعليم الفلك بمصر والمنطقة العربية، قام الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد ورئيس الرابطة العربية للفلك وعلوم الفضاء التابعة لجامعة الدول العربية، بزيارة للمملكة المغربية الشقيقة؛ للمشاركة في عدد من الفعاليات العلمية، حيث شارك المعهد في تنظيم المدرسة الفلكية الدولية بعنوان (دراسات الطقس الفضائي ورصد لحطام الفضاء والأجسام القريبة من الأرض)، والتي ينظمها مرصد أوكيمدن التابع لجامعة القاضي عياض المغربية خلال الفترة من 7 إلى 14 يوليو 2023، بحضور وزير التعليم العالى بالمملكة المغربية، وممثل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، ولفيف من قيادات البحث العلمى بالمملكة المغربية، وعدد من الشركاء الدوليين العاملين في مجال رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائى، وبمشاركة 40 طالبًا من طلبة الدراسات العليا بالدول العربية والإفريقية وجنوب شرق أسيا وفرنسا.
وأشار القاضي إلى أن المعهد يمتلك المحطة الوحيدة المدنية في إفريقيا لرصد الحطام الفضائي، والتي تم تدشينها في ديسمبر 2020، وشاركت بأعمال أرصاد كثيرة منها حوادث الحطام الفضائي الأخيرة والخاصة بالصواريخ الصينية من نوع لونج مارش، مضيفًا أنه نظرًا للزيادة المضطردة في برامج الفضاء العالمية فإن حوادث الحطام الفضائي وكذلك سقوط الأجسام الفضائية أصبحت أمرًا مهمًا لصناعة وتكنولوجيا الفضاء، لذا يقوم المعهد بدعم مؤسسات الدولة بزيادة إمكانيات الرصد للأقمار الصناعية والحطام الفضائي في عدد من محطات الرصد التابعة للمنظومة الوطنية للأرصاد التي يديرها المعهد.
وأضاف القاضي أنه خلال فعاليات زيارة المملكة المغربية تم عقد لقاء مع رئس جامعة محمد الخامس بالرباط؛ لمناقشة أوجه التعاون بين الجانبين في المجالات البحثية والعلمية، فضلًا عن توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين المعهد والجامعة؛ بهدف تبادل الزيارات العلمية بين الباحثين والأكاديميين من الجانبين، وكذا تبادل الطلاب، والمشاركة فى مشروعات بحثية، وتنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل، مضيفًا أن التعاون مع جامعة محمد الخامس يأتي في إطار حصول مركز الدراسات الإفريقية للحد من المخاطر بالمعهد على اعتماد الاتحاد الإفريقي، كمركز تميز على المستوى الإفريقي في مجال دراسات وإدارة المخاطر والحد منها، والذى من شأنه توسيع دائرة التعاون بين المعهد والمعاهد الإفريقية في هذا المجال، ولاسيما مع وجود تهديدات للعديد من المخاطر الطبيعية داخل القارة الإفريقية والتي تهدد التنمية المستدامة بها.
ولفت القاضي إلى أن برنامج الزيارة شمل زيارة مؤسسة الطارق، إحدى مؤسسات المجتمع المدني المغربية العاملة في مجال رصد الشهب والنيازك من خلال ذراعها البحثي مع جامعة الحسن الثانى، وتم التباحث حول تفعيل التعاون بين الجانبين؛ لإلقاء مزيد من الضوء على القضايا العلمية وكذا المخاطر الطبيعية مثل سقوط الشهب والنيازك والأجسام القريبة من الأرض، وخلال اللقاء تم زيارة المتحف العلمى للمؤسسة، والذى يضم أجنحة بها عدد من أشهر النيازك التي سقطت في الأراضي المغربية، ويسعى معهد البحوث الفلكية حاليًا لإنشاء متحف مشابه في مصر، حيث يوجد لدى المعهد دراسات في هذا المجال لرصد الشهب والنيازك والمذنبات وعلى رأسها نيزك جبل كامل، ونيزك النخلة وغيرهما.