مقالات

الدكتور محمد الشرقاوي يكتب: العلاج بين المتعة والندم!!

الأربعاء 10 مايو، 2023 | 12:49 م

تعتبر الاستجابة العاطفية للعلاج والتداوي أحد الدوافع المحفزّة للحثول علي خدمة علاجية ممتعة ناتجة عن إثارة الحواس الخيالية والعاطفية المصاحبة لتجربة العلاج، والتي تولد الشعور بالجمال، والترفيه، والمتعة، والخيال، وهي المشاعر المتعلقة بطبيعة الخدمة العلاجية المقدمة؛ وبحالة التفاعل المقترنة بها؛ كالتفاعل مع الطبيب؛ وروح الود والألفة التي يتمتع بها.

وقد ترتبط المتعة أيضا بمزايا مادية خاصة بالخدمة العلاجية؛ كجودتها، وسعرها، وعروضها الترويجية، أو اقتران العلاج بمادرات خيرية وإنسانية لخدمة المجتمع؛ يقدمها المركز الطبي أو الطبيب المعالج.

كما يمكن لعوامل أخري أن تؤثر علي السلوك الشرائي للخدمات العلاجية، منها ظروف صناعة القرار الشرائي؛ حيث يفضل المرضي اختيار الخدمات العلاجية التي تراعي جوانب المسؤوليتين الاجتماعية والأخلاقية؛ امتثالًا للمعايير الاجتماعية.

كذلك الحال في حالة الحصول علي أموال ناتجة عن حالات وفاة؛ يكون من المرجح إنفاقها علي خدمات علاجية مؤجلة ذات ميزة نفعية مباشرة لتخفيف المشاعر السلبية، ودحض ثمة احتمال للشعور بالذنب، بينما يفضل المستهلكون شراء المنتجات الممتعة؛ كهدايا للآخرين أكثر من شرائها لأنفسهم، وكذلك في حالة التواجد بالأماكن العامة التي تولد للمستهلكين أهدافًا ذاتية، وأسبابًا متعددة لمكافأة أنفسهم، ومن ثم تقليل مشاعر الذنب والندم عند شراء هذه المنتجات.

في المقابل يشعر المريض بالأسف والندم بعد الشراء؛ نتيجة لمشاعر الصراع الداخلي الناجم عن التنافر بين حالتي الرضا وعدم الرضا؛ حيث يشعر المريض أن العلاج لا يناسب توقعاته أو لا يستحقه أو بسبب إفراطه في التفكير، واستغراق الكثير من الوقت والجهد في العملية الشرائية؛ معتقدا أنه كان من الأيسر الحصول علي ذات النتيجة، من طبيب آخر.

ويؤدي انغماس المستهلك في تيار الشراء الاندفاعي إلي تعرضه لعاطفة سلبية عصبية مصحوبة بمشاعر الذنب والخجل التي يحاول نفسيًا التكيف معها.

وتزداد محاولات التكيف في حالة شراء المنتجات الممتعة كالعلاج الترفيهي أو الكمالي؛ مقارنة بالمنتجات النفعية ذات الفوائد المادية المباشرة؛ حيث يجد المستهلك صعوبة في تبرير شرائه لهذه المنتجات، وتخفيف حالة الشعور بالألم والذنب؛ خاصة إذا كانت ثقافته القومية أو الدينية تحث علي التوفير وتعارض أشكال الإسراف والتبذير.