بمشاركة 50 باحث دولي … جامعة النيل الأهلية تناقش أثر التكنولوجيا على الثقافة والمجتمع
اختتمت جامعة النيل الأهلية، اليوم الإثنين، فعاليات مؤتمر” التعايش في العصر الرقمي: التكنولوجيا وتأثيرها على الثقافة والمجتمع”، والذي عقد بالمقر الرئيسي للجامعة بالشيخ زايد، بالتعاون مع المعهد الألماني للأبحاث الشرقية ببيروت، وافتتحت فعالياته، أول أمس، السبت بمشاركة 50 باحثا دوليا، ونخبة متميزة من الأكاديميين والباحثين من مصر والجامعات العربية والعالمية من كندا والمانيا وبلجيكا والسعودية وعمان وتونس والعديد من الدول الاخري.
ويتناول المؤتمر القضايا والتحديات الرقمية والتحليلية التي تتطلب التدريب المسبق على تطبيقات العلوم الإنسانية الرقمية في سياقات جغرافية ودولية وثقافية متنوعة.
وفكرة المؤتمر قدمها الدكتور عيد محمد، أستاذ الدراسات الأمريكية المشارك، وشارك في تنظيمه الدكتور أحمد عبدالسلام، أستاذ التاريخ الإسلامي، والدكتورة ياسمين أمين، ممثل المعهد الألماني للأبحاث الشرقية – مكتب القاهرة، ويمثل المؤتمر شراكة وتعاون بين المعهد الألماني للأبحاث الشرقية ببيروت وجامعة النيل الأهلية.
وإفتتح فعاليات المؤتمر الدكتور توماس فورتز، مدير المعهد الألماني للأبحاث الشرقية، والدكتور فيليكس هالا، رئيس القطاع التعليمي والثقافي بالسفارة الألمانية بالقاهرة، ومن جامعة النيل الدكتور حسن علي، عميد كلية الإدارة.
وجاء إنعقاد المؤتمر في هذا التوقيت ليستكشف كيف يمكن للعصر الرقمي تحسين الأداء الحالي فيما يتعلق بمفاهيم التغيير الثقافي والاجتماعي والديني.
وفي كلمته كممثل لجامعة النيل الأهلية، أكد الدكتور حسن علي، عميد كلية الإدارة بالجامعة، على أهمية الدراسات البينية، والربط بين التكنولوجيا والعلوم الاجتماعية والإنسانية، خاصة وأن المؤتمر شمل عدد من التخصصات المختلفة، وجمع نخبة من الخبراء المتميزين عالميا في مجالاتهم، ومن ذوي الخبرات والمهارات الفريدة في مجال العلوم الإنسانية الرقمية وذلك بهدف النهوض بوضع المعرفة الحالي للباحثين العرب في مجال الأدب والثقافة والإعلام والفنون والتاريخ والدين وعلم الإجتماع.
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور عيد محمد، أستاذ الدراسات الأمريكية المشارك، أن بحوث الإنسانيات الرقمية لا تنصب فقط على حفظ وأرشفة معطيات العلوم الإنسانية، بل على تأطيرها وتحليلها كذلك، ويعتمد المبحث الأكاديمي الموسوم “التحليل الثقافي” على دراسة كم هائل من مصادر المعلومات الثقافية والأدبية والتاريخية، كالكتب والصور والجرائد وغيرها، وذلك من أجل استنباط الأفكار والأطر المعرفية والآراء الثقافية الممكنة، ويشمل ذلك تطبيق عدة مناهج وتقنيات حاسوبية للوقوف على المكونات الثقافية بطريقة تجعلها مفيدة للأبحاث في العلوم الإنسانية.
وقال الدكتور عيد محمد، أنه رغم أن التحليل الثقافي هو مجال بحثي جديد لم يتجاوز مجالات الأرشفة والرقمنة، إلا أن العديد من الجامعات الغربية قد كثفت اهتماماتها في هذا المجال البحثي منذ فترة، وفي هذا الصدد قامت جامعة ماكغيل بكندا والمتخصصة في هذا الحقل المعرفي بإصدار المجلة الأكاديمية المحكمة “مجلة التحليلات الثقافية”.
وأضاف أن ثَمة مخزون هائل من المواد العربية المؤرشفة رقميًا، والتي تتيح فرصا جمة لإعادة اكتشاف التاريخ والثقافة العربية والإسلامية، وبينما يشكل هذا المخزون المعرفي الرقمي مجالا خصبا للبحوث، إلا أنه في حاجة للتأطير والهيكلة ليصير جاهزا كمادة بحثية قابلة للدراسة والتحليل، ولذا يسعى المؤتمر من خلال تتبّع التراكمات التاريخية ومساراتها إلى وضع أرضية صلبة لفهم التطورات الانتقالية وكذا بنية الفكر والثقافة العربية والإسلامية عبر أدوات التحليل الثقافي.