اليوم.. وزير الشباب ورئيس جامعة القاهرة فى ندوة وحوار مفتوح مع الطلاب
تستضيف جامعة القاهرة، تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، في ندوة وحوار مفتوح حول “الإستراتيجية الوطنية للشباب”، وذلك اليوم الثلاثاء 28 فبراير، بقاعة الاحتفالات الكبرى، ضمن فعاليات الموسم الثقافي للجامعة، وبالتعاون مع طلاب من أجل مصر.
وقال الدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إن جامعة القاهرة تحرص على عقد الندوات واللقاءات وفتح باب الحوار المشترك مع الطلاب، من خلال إستضافة العديد من الشخصيات العامة والبارزة والقامات في مختلف المجالات الفكرية والثقافية والعلمية والفنية، والإطلاع على خبراتهم وتجاربهم، بهدف تطوير الوعي وتوسيع مدارك الطلاب، وإثراء أفكارهم، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم المعرفية والعقلية، وتعزيز لغة الحوار لديهم، وتغيير طرق تفكيرهم للأفضل، والإرتقاء بذوقهم، وبالتالي تكوين جيل واع يمتلك القدرة على المساهمة في نهضة مصر.
وتناقش الندوة الإستراتيجية الوطنية للشباب وأهمية الدور الذي تلعبه وزارة الشباب والرياضة، والتعاون القائم والمثمر بين جامعة القاهرة ووزارة الشباب في ملف إبداع الجامعات والشباب، والمسابقات الرياضية والفنية والثقافية، واكتشاف الموهوبين والمبدعين في شتى المجالات وتنمية مهاراتهم.
تجدر الإشارة إلي أن الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، حاضر في ندوة توعوية بعنوان “الهوية الوطنية المصرية.. الواقع والتحديات”، والتي نظمتها أسرة طلاب “من أجل مصر” بقاعة المؤتمرات بالمدينة الجامعية، أمس، وذلك بحضور الدكتور جمال الشاذلي، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتورة جيهان المنياوي، منسق عام أسرة من أجل مصر بجامعة القاهرة.
وتناولت الندوة، عدة محاور أساسية، أهمها أبعاد الهوية المصرية، ومكوناتها، والأبعاد الحضارية المختلفة لمصر وتطورها حيث تُعد من أقدم الحضارات بالعالم التي ظهرت قبل كتابة وتدوين التاريخ، ومراحل تاريخها وبداية تاريخ مصر القديمة، والعصور والممالك التي مرت بها لتكوين الهوية الوطنية المصرية، وتطور مفهوم الدولة، والرؤية ثلاثية الأبعاد وهي المواجهة الأمنية للإرهاب، والتنمية الشاملة، وتصويب الخطاب الديني، وتطور مفهوم الأمن القومي، والتحديات التي تواجه الوطن سواء سياسية أو أيديولوجية وثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية.
وقال الدكتور محمد الخشت، إن موضوع الهوية الوطنية على درجة كبيرة من الأهمية لأنه يحدد هوية كل فرد مصري، حيث أن المواطن يستمد هويته من هوية وطنه، مشيرًا إلى أن كلمة هوية تعني مجموعة من السمات المشتركة التي تميز الوطن وتجعله مختلفًا عن غيره، موضحًا أن وجود سمات مشتركة بين جنس البشر يُعد هوية إنسانية وليس هوية وطنية.
وأكد رئيس جامعة القاهرة، أن الهوية الوطنية المصرية لا يوجد ما يناظرها على مستوى العالم، وهي هوية متجانسة تتكون من عناصر عديدة كلها منصهرة في مركب فريد، مثل العنصر الفرعوني والقبطي والأسيوى والأفريقى والنيلى والمتوسطي والعربي والإسلامي.
وشدد الخشت، أن الهوية الوطنية المصرية لها سمات فريدة تميزها عن الهويات الأخرى، وهي التي صنعت معالم الدولة الوطنية ذات التأثير الإستراتيجي على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن الهوية الوطنية المصرية تواجه عددا من التحديات التي لا يمكن العبور منها إلا بتكاتف المجتمع ككل، وشدد على أن تعلو مصلحة الوطن على المصالح الأيديولوجية الضيقة، ومواجهة الفكر والمعتقدات والعادات والتقاليد الخاطئة.
وأشار الخشت، أن حضارة مصر تعتبر أقدم حضارة مدونة عرفتها البشرية ومن أوائل الحضارات التي عرفت الكتابة، مؤكدًا أن مصر بها كم هائل من الآثار وبالتالي لها مكانة فريدة وتُعتبر متحف العالم أجمع، حيث تعددت الحضارات والثقافات التي مرت بها، ولا تزال الرابطة الجوهرية بين الشرق والغرب، كما أن الإنسان المصري يمتلك القدرة على الانتقال عبر أي حضارة والتكيف معها محتفظا بهويته المميزة.
كما أشار رئيس جامعة القاهرة، إلى تطور مفهوم الدولة والذي تضمن العائلة والعشيرة والقبيلة ودولة المدينة والمملكة والامبراطورية والخلافة وفي النهاية الدولة القومية والدولة الوطنية والتى تمثل أخر أشكال تطور الدولة، موضحًا أن فكرة الدولة الوطنية لا تتعارض مع وجود انتماءات أكبر، مشيرًا إلى أن المشكلة تتمثل في وجود الجماعات الإرهابية التي تحاول القضاء على فكرة الانتماء الوطني.
وأوضح الخشت، أن من أبرز التحديات التي تواجه الهوية المصرية هو التحدي الأيديولوجي والثقافي، حيث يجب حماية الفكر والمعتقدات والعادات والتقاليد والقيم ليس من التدخلات الخارجية فقط، وإنما حمايتها أيضا من الداخل بالقضاء على الحركات والأفكار الرجعية ومواجهة دعاة الجمود والتقليد الأعمى من جهة، ومقاومة وفضح حركات الفوضى والإلحاد من جهة أخرى.