صرح الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمى، أن الوزارة حريصة على خلق التواصل والتناغم بين جهات البحث العلمى وقطاع الصناعة، ونقل نتائج مخرجات الجهات البحثية إلى القطاعات التنموية المختلفة، وتفعيل دور البحث العلمى التطبيقى فى خدمة المجتمع، تنفيذًا لرؤية واستراتيجية الدولة للتنمية المستدامة 2030.
وأشار الوزير إلى دور المراكز البحثية التابعة للوزارة فى تطوير عملية البحث العلمى، ونقل التكنولوجيات الحديثة وتطبيقها، مشيرًا إلى أن المراكز والمعاهد البحثية التابعة للوزارة تعمل بشكل دائم على متابعة الجديد فى تخصصاتها العلمية، ورفع قدرات الباحثين لديها، مؤكدًا على اهتمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بنقل نتائج البحوث العلمية ومُخرجاتها والخبرات المكتسبة إلى القطاعات التنموية المختلفة، بما يسهم فى زيادة معدلات الإنتاج وتحسين الأداء ونوعيته.
ولفت الوزير إلى أهمية التواصل بين جهات البحث العلمى وقطاع الصناعة، وكذا تطبيق التكنولوجيات الحديثة من أجل توفير بدائل محلية لقطع الغيار ومستلزمات الصناعة، وتوطين صناعتها ضمن إستراتيجية الدولة 2030، فضلًا عن تعظيم القيمة المضافة من إنتاج الخامات واستغلالها بالشكل الأمثل.
ونوه عاشور إلى إفتتاح مبنى المعامل الجديد بمركز بحوث وتطوير الفلزات الذي تم تطويره ليوافق أحدث النظم العالمية على مستوى الأجهزة والتجهيزات والمُقامة وفقًا لأحدث المُستويات العالمية سواء على مستوى الأجهزة أو التجهيزات التى تخدم الصناعة، مشيرا إلى ضرورة الإهتمام بتعظيم القيمة المضافة من إنتاج وتصنيع الخامات، والاستغلال الأمثل لها وإجراء البحوث والدراسات لمعرفة مناسبة الخامات المحلية لصناعة منتجات نهائية، وتقليص التصدير للخامات بشكلها الإبتدائى، والاهتمام بالطاقة البشرية.
ومن جانبه قدم الدكتور عماد عويس، رئيس مركز بحوث وتطوير الفلزات، عرضًا لأهم المخرجات البحثية التى قام المركز بتنفيذها خلال عام 2022، فى إطار تعظيم الإستفادة من الأبحاث العلمية وتطويعها في عملية الإنتاج من خلال تحويلها إلى منتجات صناعية.
وقد قام المركز بإنتاج أول فارغة محرك سيارة حقيقي، بالتعاون مع كلية الهندسة جامعة القاهرة، ووزارة الإنتاج الحربي، وإحدى شركات القطاع الخاص، ونجحت الشركة فى تصنيع عربة بمكونات محلية تصل إلى ٧٧٪ وتم ترخيصها، إلى جانب فتح المجال للإستثمار فى الصناعات المغذية للسيارات.
ونجح مركز بحوث الفلزات فى إنتاج سبيكة «السيليكون منجنيز» ذات الطلب المتزايد، وتقليل الصغط على استيراد الخامات الأولية اللازمة لتصنيع هذه السبيكة.
ومساهمة فى التغلب على التحديات التى تواجه إنتاج سبائك السيليكون منجنيز من خلال تطوير بحث علمي وتطبيقه على أرض الواقع؛ تمكن المركز في تحويل الخامات المتاحة المصرية “فقيرة المنجنيز” إلى “خبث غنى بالمنجنيز” و “حديد غفل”.
ونجح “بحوث الفلزات” فى تدشين أول وحدة نصف صناعية لتطوير وتصنيع وتجميع وإنتاج نماذج البطاريات التجارية متعددة الشحن، لتكون الأولى من نوعها فى مصر.
كما تم إفتتاح وحدة جديدة بقسم تكنولوجيا الصلب والسبائك الحديدية؛ لإنتاج صلب للاستخدامات التكنولوجية المتقدمة، تقوم بإعادة صهر أنواع الصلب بتكنولوجيا جديدة وإنتاج أنواع صلب أكثر نقاوة وأعلى خواص تكنولوجية لخدمة الصناعات الحربية والفضاء والطيران وصناعة المعدات.
كما نجح المركز فى تصميم وتصنيع كابينة ذاتية التطهير والتعقيم لاستخدامها فى الإجراءات الوقائية والاحترازية، وتحضير وإنتاج مطهر ومعقم بديلًا للكحول والكلور لمعالجة الأسطح، وتصنيع كمامات واقية قابلة لإعادة الإستخدام مدعمة بجسيمات نانومترية، وإنتاج النموذج الأولى لقناع الوجه المتعدد الإستخدام المزود بفلتر N95 بإستخدام تقنيات مقاومة للبكتريا والفيروسات، وذلك ضمن جهود المركز خلال جائحة كورونا.
علاوة على ذلك، نجح المركز في تصميم وتنفيذ عدة أجهزة بحثية وعلمية منها، جهاز توليد الأوزون من أكسجين الهواء الجوي، وجهاز قياس درجة حرارة الجسم، وجهاز التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، وتم التصنيع من خلال التعاقد مع إحدى الجهات الصناعية والتي قامت بالإنتاج الكمي واستخدامها في عمليات التطهير والتعقيم، وتصميم وتنفيذ وتصنيع كمامة معالجة بالفضة النانوية المُحضرة بالطرق الكهروكيميائية، يُعاد استخدامها لعدة مرات، فضلًا عن تصميم وتصنيع مفصل صناعي ميكانيكي للاستخدامات الطبية بإستخدام تكنولوجيا الهندسة العكسية، وكذا نجاح المركز فى تصنيع نماذج طبية وأدوات طبية وجراحية، إلى جانب جهود المركز فى تصنيع قطع الغيار، من خلال الوحدات النصف صناعية، وتقديمها للشركات للتصنيع الفعلى.
وأشار عويس إلى أن المركز يقوم بتنفيذ عدد من المشروعات التعاقدية الممولة من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا وصناديق وزارة البحث العلمى، من بينها؛ مشروع لإعادة تدوير بطاريات الرصاص الحمضية القديمة وتحويلها إلى خلايا شمسية، ومشروع استرجاع الفلزات القيمة من المخلفات الإلكترونية للتطبيقات المتقدمة، وكذا عدة مشروعات تعاقدية لصالح جهات الإنتاج والخدمات لتدريب المهندسين والفنيين ورفع كفاءة العاملين فى مجال تكنولوجيا اللحام والمسابك، والقيام بأعمال التفتيش والإصلاح والصيانة وعمل المواصفات والإجراءات منها؛ تعاقد مع مصنع حلوان للصناعات غير الحديدية “مصنع 63 حربى”، ومصنع 100 حربى “أبو زعبل”، ومصنع النصر.
وأكد عويس أنه جار العمل فى (5) مشروعات تعاقدية مُمولة من صناديق ومؤسسات وزارة البحث العلمى، ومنها: مشروعات تصميم وتصنيع كسارة مصرية لتكسير الفليروألويز، واستغلال التأثير الكهروضوئى الشمسى لاستخراج المعادن الهامة وإنتاج مياه نقية من المحاليل الملحية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات فى تعظيم الإستفادة من الخامات المعدنية الصناعية فى مصر، والممولين من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والإبتكار، وكذا مشروع سيراميكيات مُقدمة مُعتمدة على الكربيدات والنيتريدات لتطبيقات الطاقة عند درجات الحرارة العالية الممول من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا.
ومن جانبه، أشار الدكتور عادل عبدالغفار، المستشار الإعلامى والمتحدث الرسمى لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، إلى أن الوزارة حريصة على تنفيذ الأنشطة والفعاليات التى تدعم العلاقة بين الباحثين بالمراكز والجهات البحثية التابعة للوزارة وقطاع الصناعة، وتعزيز التعاون بينها وبين الجهات الصناعية؛ للتعرف على إحتياجات الشركات الصناعية، وبحث زيادة مساهمة التصنيع المحلى، ووضع خارطة مستقبلية لتطوير أنشطة البحث العلمى التطبيقى وتوجيهها لتلبية إحتياجات القطاع الصناعى المحلى فى سياق خطة الدولة للتنمية المستدامة وتنفيذ رؤية مصر ٢٠٣٠.
جدير بالذكر، أن مركز بحوث وتطوير الفلزات يخدم البحث العلمى فى مجال صناعة الصلب والمسابك والتى تمثل أهمية كبيرة فى خدمة العديد من الصناعات الحيوية ومنها؛ الصناعات الدفاعية وصناعة السيارات، والطائرات، والسكك الحديدية، والبنية التحتية الخاصة بالمياه والنقل وشبكات الصرف، وتصنيع التوربينات والصمامات والوصلات، والمسبوكات الداعمة، والوصلات، وأجهزة إطفاء الحريق، وكذا الأجهزة المنزلية، وخدمة صناعة المعدات الطبية والجراحية اللازمة للرعاية الصحية.