«دبلوماسية الفنون وهوية الدول» لقاء مع «چيهان زكي» بالجامعة الألمانية بالقاهرة
أهمية تدريس مادة التاريخ في المدارس المصرية بشكل يتناسب مع أصالة المحتوى الحضاري والإنساني لدولة بحجم مصر
إستقبلت الجامعة الألمانية بالقاهرة النائبة الدكتورة چيهان زكي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب وعضو المجمع العلمي وأستاذ الحضارة المصرية بمركز البحوث بجامعة السوربون، في لقاء واسع مع الدارسين والمتخصصين من أقسام كلية العلوم التطبيقية والفنون بالجامعة والعمداء وأعضاء هيئة التدريس وكبار المسؤولين بهذا الصرح العلمي الدولي حول أهمية ملفات الفنون والثقافة في اطار إستراتيجيات الدول -مع بداية الألفية الثالثة- وفي ظل تسارع وتيرة الأحداث الأقتصادية والسياسية والإجتماعية على الساحة الدولية.
وأكدت الدكتورة جيهان زكي في بداية اللقاء على أن مصر هي دولة ثقافية عظمى، تستمد عظمتها وتفردها من إرثها الحضاري كونها دولة صاحبة ريادة في مجال الثقافة والفنون ويشهد لها التاريخ بما صنعته من إنجازات جلية أثرت في البشرية جمعاء، فقد أدرجت آثارها في العوالم القديمة ك”عجائب للدنيا” مثل الأهرامات ومعابد الكرنك وفيما بعد، في العوالم الحديثة ك “مواقع تراث إنساني” مدرجة على قائمة اليونسكو.
وأوضحت زكي خلال اللقاء أن “الدبلوماسية الثقافية” هي أحد فنون الإدارة وهي من أهم الإستراتيجيات التي تستخدم لإرساء دعائم متجددة للسياسة الخارجية للدول، وتزداد الحاجة إليها في حالة الأزمات والصعوبات شديدة الوطئة بين الدول وبعضها، لذا فإنها لم تعد ترفا في ساحة العلاقات الدولية اليوم، بل أصبحت أداة محورية للتعريف بمقومات البلاد ورؤيتها للعالم وعمقها الحضاري وحيوية شعبها من خلال إنتاجات المبدعين والمثقفين ورجال الفكر ورواد الفن وأعضاء البعثات.
كما أكدت أن هذا النمط من الدبلوماسية يبرهن على أن العمل الثقافي والفني يملك وحده إمتياز التواصل بسلاسة مع النخب لا سيما القاعدة العريضة من المجتمعات، قافزة على الحدود السياسية، مما دفع دول كثيرة لتعظيم الإستثمار في التمثيل الثقافي الدولي ودعمه بقوة كأداة نافذة المدى وعابرة للحدود في مواجهة التحديات الدولية وقادرة على حث شعور طيب بالاستحسان لدى الآخر وجلب نوع من إجلال وتقدير شعوب العالم.
وتطرقت زكي في طرحها إلى أهمية تدريس مادة التاريخ في المدارس المصرية بشكل يتناسب مع أصالة المحتوى الحضاري والإنساني لدولة بحجم مصر والإستفادة في نفس الوقت من الحداثة والتطور في إستخدام التقنيات الحديثة كي تتم تنشئة الإنسان المصري وتكوينه على أسس سليمة.
وأكدت على أن إهتمام الإنسان بدراسة تاريخه ينبع من عمق وعيه بأنه صمام الأمان لحاضره ومنصة عتية يَثِب من فوقها نحو غدٍ أفضل، ومن هنا يجدر الإهتمام بدراسة وتحليل التاريخ إذ أنه يُعتبر علمٌ يقوم على سرد الماضي ويحاول إستنطاق البقايا الأثرية والكتابات التوثيقية لإستعادة ما وقع من أحداث والإستفادة من دروسه سواء أكان ذلك متعلق بالطبيعة أو بالسياسية أو بالمجتمع نفسه.
نظمت فعاليات أعمال الندوة النقاشية السفيرة نهاد زكرى، مسئول تخطيط السياسات الدولية بالجامعة، بالتنسيق مع الدكتور ياسر جمال حجازي، رئيس الجامعة، وأوضحت السفيرة أن هذا اللقاء يأتي في إطار حرص الجامعة على عقد سلسلة من الندوات واللقاءات يشارك فيها الطلاب مع المسؤلين في مختلف التخصصات لطرح الرؤى حول القضايا الحيوية ذات الإهتمام المحلي والعالمي.