مقالات

د. علي عبدالمنعم يكتب: الثانوية العامة.. أصفاد حول الأعضاد

الجمعة 5 أغسطس، 2022 | 11:23 م

ساعات قليلة يترقب فيها أولياء الأمور نتيجة الثانوية العامة ليحددوا بعدها مصائر أبنائهم ومستقبلهم وهم يؤمنون بأن التفوق الدراسى والحصول على أعلى الدرجات هو القوة الدافعة للإلتحاق بكليات القمة والفوز الحقيقى بعد معاناة هذه الفترة العصيبة التى عانى فيها الأبناء والآباء كثيرا.

وعلى الرغم من أن الجهود التى تبذل فى منظومة الثانوية العامة من قبل الدولة وأولى الأمر تحاول التوعية ضد هذا التوهم الزائف لتبصير الآباء والأمهات بمراعاة قدرات أبنائهم واهتماماتهم وميولهم ورغباتهم.

وبصفتى تربوى عاصر كثيرا من الخبرات حول هذه التداعيات والأحداث أنصح أولياء الأمور بكشف النقاب عن اهتمامات أبنائهم فى ضوء قدراتهم وميولهم فى ظل تغير ثقافة المجتمع الحالى، وأنا أتساءل هل يستطيع المجتمع أن يفرز الأبناء ويصنفهم ليظهر ما لديهم من مهارات فنية عظيمة ومواهب وقدرات على الإبتكار والتحليل والتنظيم فى ظل عالم الذكاء الإصطناعى والبرمجة ليؤهل الأبناء لقيادة الجمهورية الجديدة التى تتبناها الدولة فى ضوء رؤية مصر 2030؟.

إننا بحاجة إلى تكاتف الجهود لتوعية أولياء الأمور قبل الأبناء أنفسهم لتوجيههم إلى هذه المسارات المستقبلية الجديدة التى يحتاجها المجتمع الحالى، إننا بحاجة إلى أفراد لديهم قناعة حقيقية أن البقاء للأكفأ من ذوى المهارات والقدرات، فالنجاح للأصلح الذى رزق النصيب اللازم من ملاءمة الاستعداد له وحسب الابن أو الابنة من الفوز أن يلتحق كل واحد منهم بكلية أو جامعة يشعر فيها بذاته تلبى رغباته تتفق وامكاناته العقلية والنفسية ليتفوق فيها بحيث تستغل المواهب وتنضج القدرات والملكات بدلا من الانقياد الأعمى لمسميات ما أنزل الله بها من سلطان ولا عائد منها تلك التى يصطنعها المجتمع لنفسه لتصبح أصفادا حول أعضاد الأبناء لا محركة للقوى البشرية التى تشكل أساسا للنهوض بالمجتمعات وتقدمها.

بقلم أ. د/ على عبد المنعم حسين
أستاذ مساعد بكلية التربية جامعة الزقازيق