د. هويدا عزت تكتب: لماذا نقلق من العودة إلى العمل بعد الإجازة؟!
وقت الإجازة يعني أشياء مختلفة للناس، منها اللعب والتسوق، والقيام ببعض الزيارات العائلية أو السفر لقضاء الإجازة على البحر أو تناول كميات كبيرة من الطعام، أو النوم لفترات طويلة، وبغض النظر عن مدى الراحة التي يحظى بها الناس خلال فترة إجازتهم، إلا أن هناك شيء واحد موجود في كل مكان تقريبًا بعد انتهاء الإجازة رسميًا وهو “تقلب الحالة المزاجية والقلق من العودة للعمل”.
من السهل أن نفهم سبب القلق من إحتمال العودة للعمل بعد إنتهاء الإجازة، حيث يتعين التعود من جديد على أعباء عمل، والتعامل مع الآثار المنهكة لإضطراب العمل، لبعض الناس منها الاستيقاظ مبكرًا مرة أخرى، والتعرض لإزدحام الطرق والمواصلات، وهذه الأشياء كافية لإخراج الشخص من المزاج الجيد.
ولكن إذا كان من المفترض أن تكون الإجازات نعمة كبيرة لسعادتنا ورفاهيتنا، فلماذا نشعر بالقلق بعد ذلك؟ يقول جيروين ناويجن عالم النفس في جامعة بريدا للعلوم التطبيقية الذي درس الإجازات من حيث صلتها بنوعية الحياة، إنه على الرغم من أن الناس يرون عمومًا دفعة سعادة في أيام إجازتهم، فإن هذه الفوائد تتضاءل بسرعة بعد العودة إلى العمل، ويوضح قائلاً: “إنهم على الأرجح يشعرون بالراحة أثناء الإجازة لأن لديهم المزيد من الحرية لفعل ما يريدون”.
وينصح خبراء النفس حتى لا نتعرض لتقلب المزاج ما بعد الإجازة أن يتم التخطيط لعودته إلى العمل مبكرًا قليلاً، حيث نمنح أنفسنا فترة انتقالية بالاسترخاء في المنزل قبل الانتهاء من الإجازة والعودة للعمل، فنقوم فيها بتعديل مواعيد النوم لتتناسب مع الرجوع للعمل، وأن يكون عبء العمل خفيفًا نسبيًا في اليوم الأول، والدردشة مع زملاء العمل أثناء احتساء كوبًا من المشروبات، والقيام ببعض التمارين الذهنية والتأمل، ومنها ما قد يشمل التفكير المُسبق للعودة للعمل أيضًا، وإعداد قائمة بمهام الأسبوع الأول.
الدكتورة هويدا عزت باحثة وكاتبة في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة