د. نجلاء الجعفري تكتب: “أندرإيدچ” هدية طلاب إعلام بني سويف للأبوين هذا العام
اتخذت قرارًا العام الماضي ألا اتشارك الإشراف مع زملائي على مشروعات تخرج قسمي الحبيب هذا العام (2021-2022)؛ فمسئولياتي كأم بالإضافة إلى أعباء مهنة التدريس الواقعة على كل عام تُرهقني كثيرًا علاوة على ذلك فإن التعامل مع هذا الجيل المُندفع يحتاج لكمية فائقة من التريث والاحتضان تزيد أعباء كاهلي أكثر وأكثر.
أصر طلابي الأعزاء على وجودي معهم واختارني زميلي بالقسم الدكتور كريم محمد عادل لأشاركه الإشراف، فلن أمتلك رفاهية رفض هذا التعاون فنحن أول معيدين تم تعيينهم معًا بقسم الصحافة بجامعة بني سويف عام 2011 ونعمل سويًا منذ أكثر من 10 أعوام، وما زادني شغفًا فكرة المجلة فهي أول مجلة تربوية متخصصة موجهة للقائمين علي رعاية وتربية الأطفال والمراهقين في مصر ويمكن أن تكون الأولى من نوعها في العالم العربي بأكمله (فلما لا أشرف ؟؟!!) زميل رائع ومتميز أعمل معه وفكرة تمسني داخليًا بما أنى أم مُثقلة بمسئولية طفلين صغيرين احتاج دائمًا لمن يُوجهني ويُرشدني لتربيتهم تربية سليمة، حينها شعرت بأني سأجد في طيات صفحات مجلتهم من النصائح ما تساعدني في هذه المسيرة وبالفعل قد حدث ذلك.
فعمل فريق العمل (باسم ناصر، شيماء فرغلي، فاطمة محمد، ماهيتاب مصطفى، محمود صابر، مريم أبو المعاطي، مي ربيع، مي عوده، نيفين أسامة) بجد واجتهاد فلمس الجميع هنا أعباء أمهاتهم في تربية أخواتهم الصغار كما شعروا بأعباء أخواتهم المتزوجين في تربية أطفالهم ويمكن القول بأنهم تداركوا مشكلات معظم أمهات وآباء هذا العصر فقرروا إطلاق مجلة (أندرإيدچ) بـ11 باب مختلفين: فنجد الباب الأول للمجلة “فوكَس” يناقش أبرز الأحداث والمستجدات التي تهم القائمين علي عملية التربية، ويهتم الباب الثاني “بالهداوة” بتوعية الأبوين بأساليب التربية السليمة، ويسلط الباب الثالث “انتباه” الضوء على أبرز الممارسات الخاطئة في التربية وآثارها السلبية على شخصية الأبناء وكيفية تجنبها، بينما يسلط الباب الرابع “سوبر هيرو” الضوء على نماذج ملهمة من أولياء الأمور والأطفال الذين تغلبوا على الصعاب وحققوا أحلام قد تبدو للبعض بعيدة المنال، وتطرق الباب الخامس “ألفٌ باءٌ” للقضايا المتعلقة بتعليم الأطفال والمراهقين والصعوبات والمشكلات التي يواجهونها أثناء التعلم وكيفية التغلب عليها، وأهتم الباب السادس “قادرون باختلاف بكيفية تربية ورعاية الأطفال والمراهقين من ذوي الهمم بصورة سليمة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على نماذج منهم استطاعت تحقيق الإنجازات، وسعي الباب السابع “ع الشاشة” إلى وضع روشته للإرتقاء بالمحتوي الموجه للأطفال والمراهقين على شاشات السينما والتليفزيون والأجهزة المحمولة والحواسيب المختلفة، وكذلك تسليط الضوء علي سلبياتهم مع تقديم نصائح للوالدين وتحذيرهم من آثار تعرض الأطفال للمحتويات غير المناسبة لسنهم.
وقام الباب الثامن “صحتهم بالدنيا” بتوعية القائمين على عملية التربية بكيفية الاهتمام بصحة الأطفال والمراهقين وسبل وقايتهم من الأمراض وكيفية التصرف في حالة إصابتهم بها، ويشجع الباب التاسع “فرغ طاقتهم” القائمين على عملية التربية لاكتشاف مواهب وطاقات أبنائهم الكامنة سواء في الفنون أو الرياضة وغيرها، ومساعدتهم علي تفريغها على نحو مفيد لهم وللمجتمع، واهتم الباب العاشر “ألف هنا” بتوعية القائمين على تربية الأطفال والمراهقين بالتغذية السليمة الصحية وإبعادهم عن العادات الغذائية المضرة، وخصصت “أندرإيدچ” بابها الحادي عشر “اسأل أندر إيدچ” لتلقي أسئلة واستفسارات القائمين على التربية والاجابة عنها من خلال الخبراء المتخصصين، ولم ينس الطلاب تربية الأطفال المشاهير فخصصوا لهم ملفًا بعدد مجلتهم الأول لمعرفة آراء الخبراء ونصائحهم للقائمين على رعاية الأطفال المشاهير.
وبعد ما عرضت عليكم أبواب المجلة فاعتقد أننا أمام موسوعة تربوية متكاملة تهتم بصحة الأبناء وتعليمهم وتغذيتهم وثقافتهم وتفريغ طاقاتهم.. إلخ، ويمكن لجميع الآباء والأمهات اللجوء إليها أثناء تربية أطفالهم من عمر سنة لعمر 18 عام.
بالفعل تصادفنا مبادرات حكومية عديدة تهتم بالأسرة المصرية وتربية النشء تلك المبادرات لو اتخذت على عاتقها تبني مشروع تخرج طلاب الفرقة الرابعة بقسم الصحافة جامعة بني سويف هذا العام مجلة (أندرإيدچ) فإن حياة الكثيرين من الآباء والأمهات والأبناء ستتغير؛ فأعتقد من وجهة نظري أن هؤلاء الطلاب يستحقون دعمهم واستمرار فكرتهم التربوية المثمرة، كما أن الأبوين في احتياج لمطبوعة ترشدهم وتوجههم بل وتدعمهم طوال مسيرتهم التربوية الممتلئة بالصعوبات والتحديات.
الدكتورة نجلاء الجعفري، مدرس مساعد بقسم الصحافة كلية الإعلام جامعة بني سويف.