افتتاح “أكاديمية العربية للتصنيع” لتدريب الكوادر البشرية في مجال تطوير الصناعة والتحول الرقمي
كتبت-نور عبد الرحمن:
افتتحت، اليوم، أكاديمية الهيئة العربية للتصنيع للتدريب لتحقيق التدريب من أجل المستقبل في مجالات الإدارة الآلية لعمليات التصنيع، والرقمنة وفقا لمعايير الثورة الصناعية الرابعة.
وشهد مراسم الإفتتاح الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، والدكتورة نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، والفريق عبد المنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، وقال الدكتور طارق شوقي، إن الأكاديمية تعد أحدث نموذج لتطوير التعليم الفني بإستخدام الأجهزة التكنولوجية المتطورة حيث تم تحديثها وتطويرها، بهدف تأهيل الكوادر البشرية في مجال الإدارة الآلية الذكية في مجالات الصناعة المختلفة والتحول الرقمي وفقا لمعايير الثورة الصناعية الرابعة.
وأضاف شوقي أن هذا يأتي في إطار الخطة التي تنتهجها الوزارة لتطوير والاهتمام بالتعليم الفني والتي بدأتها بإنشاء المدارس التكنولوجيا التطبيقية بشراكة ثلاثية بين الوزارة التي تقدم المدرسة والمعلمين، وبين القطاع الخاص كممثل لأصحاب الأعمال الراغبين في إعداد الموارد البشرية اللازمة لتشغيل مصانعهم، إضافة إلي ممثل لهيئة دولية لضمان جودة العملية التعليمية، وقد لاقى هذا النموذج التعليمي إقبالًا كبيرًا من الطلاب الحاصلين على شهادة الإعدادية، وخصوصا هؤلاء الحاصلين على مجاميع مرتفعة تؤهلهم بسهولة للالتحاق بالتعليم العام.
ومن جانبها، قالت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، إن افتتاح أكاديمية الهيئة العربية للتصنيع يعكس التوجه الحالي للحكومة المصرية لبناء ودعم القدرات للكوادر البشرية بالقطاع الصناعي بهدف مواكبة التطورات الصناعية العالمية والاستعداد للثورة الصناعية الرابعة، مشيرةً إلى أهمية توفير كافة البرامج والإمكانيات التدريبية للعاملين بالقطاع الصناعي بهدف تمكينهم من التعامل مع البرمجيات والماكينات الرقمية وانترنت الاشياء وهو ما يسهم في تعميق الصناعة الوطنية.
وأشادت جامع بالإمكانات التكنولوجية الكبيرة للأكاديمية في مجالات التصنيع والتحكم الصناعي والاتصالات وأمن المعلومات، مشيرة إلى أن مشاركة عدد من كبريات الشركات العالمية في الاكاديمية يسهم في الإستفادة من الامكانات الكبيرة لهذه الشركات في تطبيق احدث البرامج التدريبية العالمية.
وأكد الفريق التراس علي أهمية تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لنقل وتوطين التكنولوجيا في مجالات التحول الرقمي والإدارة الآلية الذكية لعمليات التصنيع وتطوير نظم التدريب وتنمية الكوادر البشرية في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، بالتعاون مع الخبرات العالمية المتخصصة في هذه المجالات.
وأكد التراس أن أكاديمية العربية للتصنيع تتبني رؤية التنمية المستدامة مصر ٢٠٣٠ ،لتحقيق تدريب الكوادر البشرية من أجل المستقبل، مشيرا إلي تطوير وتجهيز الأكاديمية بماكينات ومعدات تصنيع بالتحكم الرقمي عالية الجودة بمختلف أنواعها وأجهزة تحكم متعددة الأنظمة للتأهيل ورفع كفاءة العاملين، فضلا عن تجهيز معمل مزود بفصل تدريبي بأجهزة محاكاة لأنظمة التحكم للماكينات للتدريب علي آليات برمجة أنظمة التحكم الخاصة بماكينات التصنيع المبرمج، وأيضا برامج متخصصة للتدريب علي التصميم والتصنيع.
وأضاف أن هناك مجال التحكم الصناعي للتدريب علي تحقيق التكامل بين تشغيل ماكينات التحكم الرقمي واكتشاف الأعطال وحلها في أقصر وقت ممكن وتم تزويد الأكاديمية بمعمل متخصص للتدريب علي أنظمة التحكم لماكينات التحكم الرقمي المبرمجة.
كما أشار رئيس العربية للتصنيع إلي مجال الإتصالات، حيث تم تزويد الأكاديمية بمعامل للتدريب علي تكنولوجيا المعلومات والإتصالات والذكاء الإصطناعي والحوسبة الإلكترونية وإدارة شبكات الحاسب، بهدف بناء قدرات الشباب وتوفير مواهب عالية الجودة في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات.
وأضاف أن هناك مجال أمن المعلومات حيث تقدم الأكاديمية الدعم الفني من خلال المسح ثلاثي الأبعاد واستخدام الهندسة العكسية وربطها بالتنفيذ عن طريق ماكينات التحكم الرقمي لتعزيز دور إدارة البحوث والتطوير، وأيضا التدريب علي منظومة الأمن الرقمي الخاص بالمنظومات الإدارية وكذلك عمليات التشغيل الرقمية لماكينات وخطوط الإنتاج المرقمنة.
وفي سياق متصل، أكد التراس أن أكاديمية الهيئة العربية للتصنيع تفتح أبوابها لكافة الباحثين والدراسين والعاملين في كافة قطاعات الصناعة من مصر والمنطقة وايضا برامج متخصصة للتدريب علي التصميم والتصنيع، مشيرا إلي بحث دراسة تنفيذ البرامج التدريبية للطلاب المتفوقين في مصر وافريقيا لتوفير كوادر فنية عالية الجودة في مجال الإتصالات والمعلومات لمصر والمنطقة الأفريقية والعربية، لتلبية متطلبات السوق المتغيرة والتحديات التي تواجه مجال تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات.
من جانبه، أعرب السيد “كريستيان ثونز” رئيس المجلس التنفيذي لشركة DMG MORI دي إم جي موري الألمانية، عن تقديره لهذا التعاون المشترك مع الهيئة العربية للتصنيع، واصفا إياه بأنها خطوة رائدة لمصر وللمنطقة الأفريقية لتوطين تكنولوجيا الإدارة الألية الذكية في التصنيع والرقمنة وفقا لمعايير الثورة الصناعية الرابعة، مشيدا بخطط الحكومة المصرية لتعميق التصنيع المحلي وتوطين التكنولوجيا الحديثة وتدريب الكوادر البشرية وفقا لأحدث آليات نظم التدريب الرقمية الحديثة.
كما أشاد ثونز بالإمكانيات التكنولوجية والخبرات الفنية بالعربية للتصنيع ودورها في دعم الرقمنة لكافة مجالات الصناعة والمشروعات التنموية بمصر، مؤكدا أهمية تحقيق الشراكة والتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع في مجالات الرقمنة والتدريب وتطوير تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات ،بالإضافة إلي كافة مجالات التعاون القائمة مع الهيئة منذ قرابة ٤٠ عاما مضت.
وأضاف أنه تم توريد وتجهيز أكاديمية الهيئة العربية للتصنيع بأحدث الأجهزة المدمجة الذكية والأنظمة التدريبية في العالم، مؤكدا علي أهمية التعاون الجاد مع العربية للتصنيع في تنفيذ خطتها في التحول الرقمى ومجالات التصنيع الذكي المتعددة، موضحا أن “دي ام جي موري” ستوفر أفضل وأحدث حلول متخصصة في الإدارة الآلية الذكية في التصنيع والإتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحقيق التحول الرقمي في مصر وتدريب الكوادر البشرية على هذه التكنولوجيا الحديثة وفقا لآليات الثورة الصناعية الرابعة.
يذكر أن التدريب بأكاديمية العربية للتصنيع يتم في معامل حديثة تم تجهيزها بالأجهزة والماكينات المرقمنة والبرمجيات ومساعدات التدريب اللآزمة من حواسب وأنظمة محاكاة وغيرها، ويتم الربط بينهم بشبكة داخلية، علاوة علي نموذج حي لمصنع ذكي متكامل مما يوفر للمتدرب كافة السبل اللازمة للتدريب وتمكنه من الممارسة الفعلية لهذه التطبيقات، بما يحقق تحول رقمي آمن يستهدف عائد أفضل علي الإستثمار ورفع كفاءة الإنتاج وجودته والتحكم في التكاليف وتعميق المكون المحلي وربط دورات العمل مع الموردين وشبكات الموزعين والعملاء، بالإضافة إلي القيام بالصيانة التنبؤية واستخدام التحليل الكمي وآليات الذكاء الإصطناعي لتقييم الآداء ووضع خطط مستقبلية للمصنع لتحقيق معايير الإدارة الذكية.