جامعات

رئيس جامعة أسيوط: بالتطور التكنولوجي تنخفض تكلفة الإبتكارات باهظة الثمن

الخميس 12 مايو، 2022 | 5:40 م

أوضح الدكتور طارق الجمال، رئيس جامعة أسيوط، أن المستقبل لم يعد قريباً لكنه وصل إلينا وتحت أقدامنا، مؤكداً على أهمية التطور التكنولوجي ودور حركتها السريعة فى خفض تكلفة الإبتكارات التى كانت باهظة الثمن عند أول ظهورها وذلك بعد تحول الندرة إلى وفرة بفضل انطلاق عجلة التقدم العلمى.

وحذر الجمال من التأخر فى مواكبة الثورة العلمية العالمية والتى تكون أحد الأسباب المباشرة فى ظهور فجوة مع العالم والمجتمع المحيط وتتسع مع الوقت حتى تؤدى إلى عزلة الأفراد والشعوب بمرور الوقت مقدماً.

جاء ذلك خلال مشاركته فى البرنامج العلمى للمؤتمر السنوى العاشر لجمعية الطب التكاملى واضطرابات النوم والمنعقد بجامعة بدر بعنوان “كونسلتو” بحضور الدكتور مصطفى كمال، رئيس جامعة بدر ورئيس مجلس إدارة الجمعية، والدكتور أحمد عبده جعيص، رئيس جامعة أسيوط السابق ورئيس شرف المؤتمر، والدكتور منصور الكباش، رئيس جامعة سفنكس بأسيوط الجديدة، والدكتور علاء عطية، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات أسيوط الجامعية، والدكتورة سوزان سلامة، أستاذ أمراض الصدر ورئيس المؤتمر، والدكتورة أسماء عبد الناصر، عميدة معهد دراسات وبحوث البيولوجيا الجزيئية، والدكتورة دينا ممدوح، عميدة كلية تكنولوجيا وصناعة السكر، والدكتورة أماني عمر، وكيل كلية الطب، والمهندس ياسر عبدالله، رئيس جهاز مدينة ناصر غرب أسيوط، والدكنورة مديحة درويش، عميدة كلية الطب البيطرى، وسط كوكبة من المشاركين من القيادات الأكاديمية والإدارية والطبية بجامعات أسيوط وبدر وسفنكس إلى جانب حشد من أطباء المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة والتامين الصحي.

وخلال محاضرته والتى جاءت نحت عنوان “المستقبل هنا”، حيث قدم رئيس جامعة أسيوط أمثلة على ذلك مثل شركة كوداك العالمية والتى كانت من أكبر الشركات العالمية ورفضت فى عام 1975 مشروع مقدم لها من أحد المتخصصين فى الشركة لإستحداث الصور الإلكترونية ضمن نشاط الشركة، وهو ما يعكس عجز الشركة عن التطوير والتقدم وهو ما أدى بها إلى إشهار إفلاسها فى 2012، بعكس إنستجرام والقائمة على إستخدام الصور الإلكترونية حتى وصلت إلى بليون مستخدم، وتتجاوز قيمتها المالية 100 بليون دولار، مضيفاً أن التقدم العلمى يشهد 3 مراحل متعاقبة تبدأ بالتطور ثم التأقلم والذى يعقبه إما مواكبة ذلك التقدم أو العزلة والاختفاء فى حال عدم التأقلم.

وأوضح الجمال أن معدل النجاح يعتمد على السير وقطع أول خطوات الطريق بمسافة ما يتم مضاعفة تلك المسافة فى كل خطوة تالية وليس السير بنفس المسافة فقط، مشيراً إلى أن اختراع التلسكوب استغرق 300 عام لكن خلال ال 30 سنة الماضية شهدت كثير من الاختراعات الغير مسبوقة مثل الإنترنت وشبكات الواى فاى والشاشات والتليفونات الذكية، كما أن الترانزيستور أول ما ظهر كان حجمه 5سم لكن الآن وبعد سنوات وصل حجمه 10 نانو ميتا وهو فى حجم الذرة ويساوى 10 من المليون من المللى، وهو ما يأتى ثمرة التطور العلمى وما يتضمنه كذلك من انخفاض للتكلفة وهو ما نشهده فى التليفونات الذكية التى تنخفض سعرها مع كل طرح لجهاز جديد بمواصفات أحدث ، معلناً عن توقعه إلى وصول ثمن I Phone إلى أقل من 5 دولار.

وقال رئيس جامعة أسيوط إن العالم الآن فى مرحلة الجيل الرابع من التكنولوجيا وعلى مشارف الجيل الخامس، موضحا أن العالم الآن اعتاد وجود السيارات ذاتية القيادة والتى لا تحتاج إلى سائق، والتاكسى الطائر، وكاميرات الدرون الطائرة وهو ما جاء ثمرة لاستخدام الذكاء الإصطناعى، وقد نشهد خلال السنوات القليلة القادمة إمكانية توصيل مخ الإنسان بالكمبيوتر.

كما تناول الجمال ما يشهده القطاع الطبى من تطور هائل ثمرة التقدم التكنولجى العالمى سواء فى مجال تطور الأجهزة والمعدات الطبية أو فى الدراسات والتطبيقات العليمة والذى يتضمن على سبيل المثال ما تم فى 2007 من التوصل إلى أول خريطة جينية للإنسان والتى أظهرت أنها تضم ما بين 20 إلى 25 ألف جين لكل إنسان والتى أظهرت أن الأفراد جميعهم متشابهين فى مجمل خرائطهم الجينية ويقتصر الاختلاف على نسبة 1% فقط، وهو المجال الذى يشهد حالياً ثورة هائلة فى إستخدام الجينات فى علاج المرضى والتى تم إعتماد حاليا 7 أدوية منها من هيئة الغذاء والدواء FDA والمستخدمة فى علاج عدد من الأمراض الخطيرة ويتراوح سعرها ما بين 400 ألف إلى 2 مليون دولار ولكن مع التطور العلمي سيتم انخفاض سعر وتكلفة تلك الأدوية وتدخل فى مرحلة الانتشار، مشيداً بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى في توفير حقن العلاج الجيني المستخدمة فى علاج ضمور العضلات الوراثى والتى تبلغ 3 مليون دولار لكل طفل كما بدأ العلماء فى دراسة جينات الإنسان وفى 2018 نجح أحد الأطباء الصينيين الشباب والذى يدعى “هي جيانكوي” فى التدخل الجينى لإنتاج أول توائم معدل جينياً لمقاومة أمراض نقص المناعة البشرية “الإيدز” وهما الطفلتين “نانا ولولو”وذلك بتعديل الحمض النووي للتوائم وإكسابهم صفات مميزة مثل الذكاء وزيادة القدرة على التحصيل، وهو التقدم التكنولوجي الذى تشهده أيضاً كثير من الأقسام الطبية مثل إجراء الجراحات عن بعد بإستخدام الروبرت والتطور الهائل فى مجالات الأشعة والتحاليل وهو ما يلقى على الأطباء بمسئولية فى مواكبة التطور التكنولوجى والرقمى.