وزير التعليم العالي ورئيس جامعة القاهرة يفتتحان أعمال ترميم وصيانة المبنى الإداري لكلية الآداب
الخشت: لأول مرة عمليات الترميم تتم بالمواصفات الأثرية وبخبرة أساتذة متخصصين
توثيق علمي كامل لحالة المبنى الراهنة بعد إعادته إلى حالته الأصلية التى كان عليها
المشروع إستكمال لعمليات الحفظ والصيانة للمباني التراثية التى بدأت عام 2018 بمبنى القبة وبرج الساعة وسور الجامعة وواجهات بعض الكليات والمكتبة التراثية والمدن الجامعية
إفتتح الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، خلال جولتهما صباح اليوم، أعمال ترميم وصيانة المبنى الإداري الأثري لكلية الآداب أقدم مبانى كليات جامعة القاهرة، وإعادة المبنى الأثري إلى سابق عهده بكامل قيمته الفنية والمعمارية.
وخلال الجولة، قدم الدكتور محمد الخشت، رئيس الجامعة، شرحًا مفصلًا لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، عن مشروع ترميم وصيانة المبنى الإداري الأثري لكلية الآداب، والذي يعكس حرص جامعة القاهرة على الحفاظ على هويتها وتراثها المعماري الأثري والمتمثل في مبانيها التراثية والتاريخية.
وقال الخشت، خلال عرضه، إن أعمال ترميم وصيانة المبنى الإداري لكلية الآداب، بدأت شهر يونيو العام الماضي، مشيرًا إلى أنه ولأول مرة يتم إجراء عمليات ترميم لمبنى الكلية طبقًا للمواصفات الأثرية بواسطة خبراء من كلية الآثار بعد سنوات طويلة من عدم التطوير أدت إلى تضرر المبنى بشكل كامل وبدأ في فقد هويته التراثية والأثرية.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أنه تم العمل على رفع كفاءة المبنى من خلال تحديث البنية التحتية من إضاءة وأعمال كهرباء وميكانيكا ونظام إطفاء الحريق وإعادة ترميم المدرجات الدراسية بمحتوياتها من أثاث وشبكات النت والتكييف ووسائل تعليمية حديثة بما يتناسب مع تحقيق الهدف في خدمة العملية التعليمية داخل الكلية.
وأشار الخشت، إلى أن المبنى الأثري لكلية الآداب مبني على طراز يحاكي الطراز اليوناني الروماني، ومحاكاة العناصر المميزة لهذا الطراز من حيث النسب والشكل العام، كما يعتبر المبنى من الداخل تحفة معمارية من حيث التخطيط والنسب الجمالية والوحدات الزخرفية المتناغمة والملونة والمذهبة حيث تم تنفيذ حليات وزخارف كثيرة بغاية الدقة داخل المبنى وخارجه.
وأكد الخشت، أن عملية الترميم تمت وفقًا للقوانين والمواثيق الدولية التي تنظم عملية الترميم والصيانة للمباني الأثرية والتراثية من حيث استيفاء كافة أعمال التوثيق والتسجيل العلمي لحالة المبنى الراهنة بكافة الطرق التقليدية والحديثة وتحري الوصول إلى الحالة الأصلية التي كان عليها المبنى من خلال الوثائق والسجلات المحفوظة بالكلية والجامعة، إلى جانب إتباع الأسلوب العلمي في عمل كافة المكاشف والفحوص والتحاليل العلمية الدقيقة الكافية للتيقن من أصل خامات المبنى والأسلوب المستخدم حتى يتم استخدام نفس الأسلوب والخامات.
وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أنه تم إعداد خطط الترميم الدقيق وعمل المكاشف اللونية، والقيام بأعمال العزل المائي لكامل سطح المبنى طبقًا للمواصفات الفنية ومعايير الجودة العالمية، بالإضافة إلى أعمال الإزالة لطبقات الدهانات المستحدثة والتالفة لأسطح الجدران والأبواب والشبابيك ومعالجتها وإعادة طلائها بالمواد والألوان المطابقة للحالة الأصلية وطبقًا للمواصفات الفنية، وإزالة طبقات الطلاء المستحدثة بالمناضد والمقاعد الأصلية ومعالجتها وإعادتها إلى حالتها الأصلية.
وأكد الخشت، أن الجامعة تعمل بشكل متواصل لحفظ وصيانة مبانيها التراثية والأثرية، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يأتي بعد عدد من مشاريع الحفظ والصيانة التي بدأت في 2018 لمبنى قبة الجامعة وبرج الساعة وأسوار الجامعة والمدخل الرئيس والباب الجمهوري، واستكملت بترميم وصيانة عدد من واجهات مباني كليتي العلوم والاقتصاد والعلوم السياسية، وترميم وصيانة ورفع كفاءة عدد من مباني المدينة الجامعية خلال عامي 2019 و2020 و2021 بالإضافة إلى إستمرار العمل بمشروع إعادة إحياء وترميم وتأهيل وصيانة المكتبة التراثية بالجامعة لتعود لها مكانتها وتؤدي دورها داخل المنظومة التعليمية للجامعة وبدون المساس بالقيم التراثية والتاريخية للمكتبة، ويتم في كل مشروع من مشاريع الصيانة والترميم بجامعة القاهرة تقديم ملف توثيق وتسجيل لتأصيل وحفظ كل القيم الفنية والمعمارية لمباني الجامعة كخطوة مهمة لصيانة هذا التراث المعماري الفريد للأجيال القادمة.
جدير بالذكر أن مبنى كلية الآداب شيد على مساحة 2000م2 ويحتوي على مدرجين رئيسين مساحة كل مدرج 336م2 بارتفاع 12م بالإضافة إلى العديد من المدرجات الفرعية والمكاتب الإدارية وعدد اثنين فناء مفتوح، ويحتوي المبنى على العديد من الوحدات الزخرفية المعمارية ذات الطابع الفريد مثل 120 تاج عمود مزخرف ومذهب وعدد 100 سرة زخرفية و40 كابولي و4500 متر طولي من الأشرطة المذهبة.