جامعات

إيمان علاء الدين: كلمة الرئيس السيسي في قمة المناخ تضمنت رؤية واضحة للدولة المصرية للتكيف والحماية من الظاهرة

الأربعاء 3 نوفمبر، 2021 | 9:52 ص

عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة: الدولة المصرية تحرص على تنفيذ العديد من المشروعات للتحول إلى طاقة نظيفة

قالت الدكتورة إيمان علاء الدين، عضو هيئة تدريس بكلية العلوم بجامعة القاهرة، حول التعليق على إنطلاق قمة المناخ، أمس الأول، إن هناك العديد من الدول تعمل علي إبراز أفضل ما لديها خاصة في المحافل الدولية ولكن يظل انطلاقة التنفيذ عائق أمام البعض، فالعالم قرية صغيرة يؤثر ويتأثر ببعضه، مشيره إلي أننا جميعا، قادة وحكومة وشعب، على هذا الكوكب نتحمل مسئولية إنقاذه من خلال تعزيز الجهود لدفع عمل المناخ الدولي على كافة الأصعدة.

وأشارت علاء الدين إلى كلمه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ووصفتها بالكلمات الحاسمة والتي تضمنت رؤيه واضحة للدوله المصرية للتكيف والحماية من ظاهرة تغير المناخ، كما تضمنت الكلمة تقرير موجز عن أبرز ما قدمته مصر في ملف الوفاء بإلتزاماتها خلال إتفاق باريس للحد من الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ، بالإضافة إلى وضع خطة تنفيذية محددة بمؤشرات قياس الأداء لمبادرات مصر التنموية والمستدامة للتكيف مع ظاهرة تغير المناخ.

وأضافت أن كلمة الرئيس السيسي، شملت على ضرورة إتخاذ بعين الإعتبار إلى حجم التحديات التي تواجها فضلا عن عدم مشاركتها بالنسبة الأكثر في الانبعاثات بإعتبارها لا تحوي صناعات كثيفة الانبعاثات، كما شدد الرئيس السيسي على ضرورة تنفيذ الدول المتقدمة لإلتزامتها خاصة في ما يتعلق ببند مساعدة الدول النامية في جهود التخفيف من حده المناخ والتكيف معها بمبلغ ١٠٠ مليار دولار سنويا.

وتابعت علاءالدين الحديث عن خطورة تغير المناخ على الإنسانية جمعاء في شتى بقاع الأرض، مضيفه أن رد فعل الطبيعة الغاضبة لم ولن يكون مبشرا فقد شاهدنا في الأيام الأخيرة الماضية العديد من الحرائق والانهيارات الجبليه والانهيارات الثلجيه والاعاصير والفياضنات في مختلف دول العالم، وتابعت: أننا على أعقاب كارثه الأشد ضررا من نوعها في مختلف أنحاء العالم وستصعب علي الأجيال القادمة فرصة التكيف والبقاء في ظل تدهور الأنظمة الايكولوجية بسبب آثار تغير المناخ.

كما أضافت أن كل يوم يمضي ولم يتخذ فيه الجميع ولاسيما الدول المسببة للانبعاثات، إجراءات تنفيذية متنوعة ومتكاملة في العالم أجمع هو يوَم ضائع. فيجب علي الجميع التحلي بالطموح، فمازال الوقت أمامنا لإستعادة كوكبنا ومواجهة الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ.

وأشارت علاء الدين إلى أن أبرز الحلول والآليات التنفيذية المقترحة للتخفيف من ظاهرة تغير المناخ تشمل أن الدول الناميه بشكل عام والدول الإفريقية بشكل خاص تعمل على تعزيز الجهود لدفع عمل المناخ الدولي بالإضافة إلى ضروره الإلتزام الدول الصناعية بتعهداتها في إطار إتفاقية باريس لتغير المناخ والتوجه إلى الإقتصاد منخفض الكربون، وتفعيل أطر الشفافية والإبلاغ عن الانبعاثات ووضع نظم للرصد والتقييم بالإضافة إلى نشر التعليم الخاص بالتكييف والتنسيق مع شبكات المجتمع المدني التي ترتكز على معالجه المخاطر والحد من الآثار السلبية للمناخ.

وكذلك ضرورة تعزيز دور وتمكين الشباب خاصة في مجال الجهود والتعليم في العمل المناخي كما أن تحول الإقتصاد التقليدي الى الإقتصاد الأخضر والتكيف مع ظاهرة تغير المناخ بالإضافة إلى ضرورة إبرام الشراكات مع القطاع الخاص في هذا الإطار وتعزيز التنمية المستدامة مع تنميه الإحتياجات التكنولوجية بما يتفق مع منطلق الحفاظ على جوده البيئه واستحداث مشروعات خضراء ومشاركه كافة الأطراف المعنية في عمليات التخطيط والتنفيذ مع إمكانية إزالة مخاطر الإستثمار لتشجيع القطاع الخاص والمجتمع المدني على المشاركه بايجابيه.

كما تتضمن الآليات التنفيذية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ تنظيم  الانشطه التوعويه واستحداث أدوات مالية جديده والمشاركة مع الجمعيات الصناعيه ودمج القطاعات المختلفة لتنفيذ مكون الحفاظ على البيئة بالإضافة إلى ضرورة توفير المعلومات والبيانات الدقيقه وخاصة فيما يتعلق بالوفاء بالتزامات الدول وتعليم وتدريب بناء القدرات والتوعيه العامه لجميع فئات المجتمع بضرورة العمل سويا لإنقاذ هذا الكوكب. فضلا عن أهمية دور الإعلام في نشر الثقافه الخضراء في كافة مناحي الحياة والعمل سويا للحد من الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ وخفض الانبعاثات الضارة.

ونوهت الدكتورة إيمان علاء الدين على أنه على الرغم من أن مصر لا تعتبر من الدول المتسببة في الانبعاثات الكثيفة على مستوى العالم؛ إلا أن الدولة المصرية حريصة على تنفيذ كافة التزاماتها في إطار الموارد المتاحة. فمنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، تعمل مصر على خفض الانبعاثات لتقليل البصمة الكربونية والحد من آثار تغير المناخ من خلال خطة  عمل متكاملة تعمل بشكل مستدام ومتميز والتي من ابرزها وصل دعم الدولة المصرية للمشروعات التنمويه والمستدامه للتكيف والتخفيف من ظاهرة تغير المناخ الي نسبة ٥٠٪ عام ٢٠٢٠ ومن المرتقب ان تصل الى نسبه ١٠٠٪ في عام ٢٠٣٠، كما أن مصر عملت على إنتاج ٢٠٪ من مصادر الطاقة المتجدده ومن المتوقع أن تزيد نسبتها الي ٤٢٪  عام ٢٠٣٥، بالإضافة إلى دعم ترشيد الطاقة والنقل النظيف وتشجيع إستخدام وصناعة السيارات الكهربائيه والبنيه التحتيه والإدارة المتكاملة للمدن الساحلية وطرح سندات خضراء وإعداد الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠ والتي تتضمن وضع السياسات والأهداف الخاصة بالدولة المصرية مع الاخذ في الإعتبار التحديات الناتجة عن مواجهة فيروس كورونا.

ولفتت علاء الدين إلى حرص الدولة المصرية على تنفيذ العديد من المشروعات للتحول الى طاقه نظيفه من خلال التوسع وإنشاء شبكه المترو والمونوريل والقطار الكهربائي وإنشاء المدن الذكية والمستدامه وتنفيذ مشروعات لترشيد استخدام المياه وتبطين الترع والمصارف لتقليل الهدر من المياه وإنشاء الكباري والطرق الجديدة لتقليل الانبعاثات كما أن المبادره الرئاسية “حياه كريمة” مثلت دورا محوريا في تنفيذ المشروعات التنموية للحفاظ على حياة الإنسان من التأثيرات الضارة لتغير المناخ وتأتي المبادرة الرئاسية لتحويل السيارات الى غاز الطبيعي لتكون نواه لإنطلاقة جديدة في مشروع النقل المستدام داخل الجمهورية الجديدة، كما يشمل تبني الدولة المصرية للصناعات والتكنولوجيا الخضراء خاصة في المصانع الجديده والتحكم وخفض الانبعاثات الضارة في المصانع القديمة خطوة هامة ورئيسية في تحسين جودة الهواء داخل الجمهورية بالإضافة إلى إقرار قانون تنظيم المخلفات والعمل على تمويل منظومة متكاملة لاداره المخلفات الصلبه والتي تكلفت ١٠ مليار جنيه لانشاء مصانع إعادة التدوير والمدافن الصحية والمحطات الوسيطه وإنشاء البنيه التحتية لمنظومة متكاملة.

وأشادت بدور الجامعات في التثقيف ورفع الوعي البيئي ولاسيما جامعة القاهرة حيث تبنت جامعة القاهرة، برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت، استراتيجية التحول الي جامعة من الجيل الرابع وربط العلم والمعرفة لتلبية احتياجات المجتمع والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة وربط البعد البيئي بالبعدي الاقتصادي والاجتماعي، مضيفه أن جامعة القاهرة حرصت على إطلاق القوافل التنموية الشاملة والتي تضم فكر إعادة تدوير المخلفات للاستفادة منها في صناعة منتجات ذات عائد إقتصادي وتوفير تكلفة دفنها والتخلص الأمن من تلك المخلفات حتى لا تتسبب في الانبعاثات الضارة للغازات الدفيئة. بالإضافة إلى استحداث الجامعة لمكتب الاستدامة البيئة بغرض بناء القدرات الشبابية والتوعية البيئية كما أن جامعة القاهرة فازت بجوائز عديدة في مجال التنمية المستدامة وأضافت عضو هيئة التدريس أن هناك العديد والعديد من الأنشطة الريادية للجامعة في مجال المحافظة على البيئة والحد من تغيرات المناخ وتقليل البصمة الكربونية لايسع تلك الكلمات ذكرها مرة واحدة.

وأختتمت علاء الدين بوصف كلمة الرئيس خلال القمة بالكلمات الحاسمة التي صاحبتها خطط مفعلة ورؤية مستقبلية شاملة ليست لمصر فقط بل للقارة الأفريقية كلها، والتي عكست قدرة الدولة المصرية على الوفاء بالتزاماتها.. فكانت تلك الكلمات بمثابة دق ناقوس العمل للجميع بضرورة خفض الانبعاثات وإزالة الفجوه بين التمويل والاحتياجات الفعليه وإلزام كافة الدول المعنية بإزالة كافة العقبات من أجل الحفاظ على هذا الكوكب من الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ.