ملفات

رئيس جامعة القاهرة يوجه نصيحة للطلاب والطالبات الحاصلين علي الثانوية العامة

السبت 28 أغسطس، 2021 | 12:42 ص

كتب الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، منشور علي صفحته الشخصية في الفيسبوك، موجها حديثه للطلاب والطالبات الحاصلين علي الثانوية العامة هذا العام.

وتضمن المنشور: بناتي وأبنائي من طلاب الثانوية العامة

أرجو ألا تتحيروا في إختيار الكلية التي سوف تلتحقون بها، ولا تسمع إلا لنفسك، فهذا قرارك وهذا مستقبلك.

نصيحتي لكم هي ما نصحت به نفسي وعملت به عندما كنت في مثل عمركم.

نصيحتي هي: اختر الكلية التي تتلاءم مع قدراتك وتُحب التخصص فيها ويمكنك من خلالها الوصول إلى هدفك.

ولا تختار كليتك على أساس المجموع.

تخلص من وهم كليات القمة إذا كانت لا تتناسب مع موهبتك وما تحب أن تكونه، حتى لو كنت حاصلا على الدرجات المؤهلة لها.

ابنتي ابني .. اعرف نفسك

لابد أن تعرف قدراتك ومواهبك، واعمل على تنميتها.

بداخل كل إنسان كنز. اكتشف الكنز داخلك واعمل على تنميته.

لابد أن تعرف حدود قدراتك بشكل دقيق، دون تضخيم وتمجيد، فلا تكون مثل الذين يعانون من تضخم الذات، وينتفخون ويتكبرون. وأيضا لا تقلل من شأن ذاتك ولا تستصغرها، ولا تجلد نفسك بأخطائك، بل حاول تجاوز الأخطاء دون تأنيب وشعور مضخم بالنقص.

اعرف قدراتك في حجمها الطبيعي، واكتشف مواهبك وحاول أن تتخصص في المجال الذي يلائم هذه الموهبة.

كان معنا في الإعدادية زميل لا يستطيع أن يُجارينا في الرياضيات والعربي والعلوم، وكان موضع استهجان من الأغلبية للأسف. لكنه كان موضع تقدير مني؛ لأنه كان فنانا حقيقيا، ويمتلك أنامل رسام عالمي. لكن من أسف لم تقدره بيئته، وتعرض لضغط نفسي رهيب. لكن لو كانت البيئة جيدة، لتم توجيهه نحو التميز في موهبته النادرة. ولو كنت منه لضربت بالجميع عرض الحائط، وركزت في موهبتي.

اكتشف نفسك، لا تقيس نفسك على غيرك، فإن الله قد وزع المواهب مثلما وزع الأرزاق.

المهم هو أن تكتشف طريقك، والأهم أن تسير فيه حتى ولو كان تحقيق ذاتك بعيد المنال، لكن يجب أن تصر على أن تسير حتى النهاية، فهناك سوف تجد ذاتك.

وهنا أنصحكم بقراءة حياة نجيب محفوظ فسوف تجدون فيها شيئا لا يقل روعة عن أدبه المكتوب.

فعلى الرغم من تفوقه التحق بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، بحثا عن مجال ينمي به موهبته.

وكانت النتيجة في النهاية هي الحصول على جائزة نوبل في الآداب.

إذن كنت أنت، ولا تسير وراء القطيع.