مقالات

د.هويدا عزت تكتب: الجهاز الإداري للدولة ما بين تطبيق وتحقيق جودة حياة العمل

الجمعة 6 أغسطس، 2021 | 3:01 م

يعتبر الجهاز الإداري للدولة الجهة المعنية بتنظيم حياة الموظف العام منذ دخوله الخدمة، وحتى خروجه منها، سواء من حيث تعيينه، ومرتبه، وقياس أدائه، ومجازاته، وترقيته.

وقد مر هذا الجهاز منذ إنشاؤه بمراحل مختلفة ارتبطت هذه المراحل بالمتغيرات السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية، والتشريعية، مما تطلب إحداث تعديلات كبيرة فى هيكله الإداري بما يتلائم مع هذه المتغيرات.

إلا أن ما لفت نظري في التطورات الأخيرة للإصلاح الإداري التي أطلقتها الحكومة في عام 2014، وتم إدراجها في خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030، هو الإهتمام ببيئة العمل، الأمر الذي لم يتم تناوله في التطورات السابقة.

حيث دفعت التغيرات والتطورات التي طرأت على الحياة الوظيفية، الحكومة إلى توفير بيئة عمل راقية المستوى ومتطورة أو ما يطلق عليها الآن “جودة حياة العمل”؛ لتلبية إحتياجات وطموح الموظفين وتطلعهم نحو تحقيق ذاتهم، فقد أصبح الموظف أكثر تعليمًا ووعيًا، مما دفعه إلى الحصول على أقصى المكتسبات في وظيفته، وليس مجرد السعي وراء المرتب من أجل الوفاء بمتطلبات المعيشة.

لذا، وضعت الحكومة في خطتها للإصلاح الإداري الإهتمام بعدد من الأمور الإدارية والمادية، ومنها التحرر من الهياكل التقليدية الجامدة للوظائف، وإعادة النظر في ساعات وظروف العمل، الترقيات، وأنظمة التقاعد، وتحديات الرقابة، بالإضافة إلى النظر في العوامل المسببة للإرهاق والملل الوظيفي.

كما تسعى الحكومة من خلال تبنيها لمفهوم “جودة حياة العمل” إلى مواجهة تدني الأداء، وتحسين صورة موظف الحكومة والجهاز الإداري أمام المواطن والمجتمع.

ويؤدي وجود مستويات عالية من “جودة حياة العمل” إلى التقليل من المعايير غير المرغوب فيها، ومنها زيادة معدلات حوادث العمل، والشكاوى، والإضراب والامتناع عن العمل، وكذلك معدلات الغياب ودوران العمل، والجزاءات، الأمر الذي ينعكس على الإنتاج ونمو الأداء الاقتصادي والمالي.

وفي ظل الإستعداد لإنتقال العاملين بالجهاز الإداري للدولة للعاصمة الإدارية الجديدة، فإن توفير البيئة المناسبة للوظيفة، ليست مسألة بسيطة، بل هي قضية مركبة، لها إرتباط بأسس تخص الأمور المالية التي يعتمد عليها الموظف اعتمادًا أساسيًا في حياته ونفقاته، وعوامل فنية خاصة بمشاعر العاملين تجاه أعمالهم والتي تحقق لهم الرضا الوظيفي.

الدكتورة/ هويدا عزت
باحثة وكاتبة في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة