مقالات

إسراء محمد تكتب: مؤثرو الإنترنت واستراتييجات التسويق الخفي

الإثنين 14 أكتوبر، 2024 | 10:48 ص

لم تعد الاتجاهات النظرية والتطبيقية بعلوم التسويق والعلاقات العامة مقتصرةً علي دراسة آليات تحسين سمعة المنظمة وصورتها الذهنية، وتمييزها السلعي، واتصالاتها التسويقية المتكاملة؛ بمعزل عن أبعاد التسويق بالعمولة، والركيز على استراتيجيات المزج بين البعدين التسويقي والبيعي في آن واحد.

وتؤكد العديد من النماذج التسويقية على الدور الجوهري لمنافذ البيع، والمناخ المادي للمتجر؛ كأحد العوامل المؤثرة على توليد النية والسلوك الشرائي للمستهلك، وهو ما يتسق مع نتائج أحدث الدراسات التسويقية والتي توصلت إلى أن (56%) من السيدات ينقلن تجاربهن إلى الآخرين عبر التوصيات الشفوية (WoM) مما يساهم في زيادة انتشار العلامة التجارية وبناء الولاء لها.

ومع اعتماد المنظمات على التطبيقات التكنولوجية في تصميم حملاتها التسويقية؛ مستفيدة من الكثافة الجماهيرية المتنامية لمستخدمي هذه التطبيقات عبر وسائل الاتصال الإلكتروني المتعددة؛ كمواقع الويب، والمدونات، والأدلة الإلكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي، فقد اتجهت أساليب المسوقين الإلكترونيين نحو التركيز على جودة المحتوى المقدم، وبراعة تصميم الويب، لما له من تأثير مباشر على ولاء العملاء، فضلًا عن دور عناصر المزيج الترويجي، والتوصيات الشفوية في تشكيل القيمة المتصورة للعملاء.

ولعبت استراتيجيات وأساليب تطبيق نظم التسويق بالعمولة دورًا بارزًا في ظهور موقع الويب المصممة خصيصًا لاغراض التسويقوالتجارة الإلكترونية، والوعي بالعلامة التجارية؛ ذلك على نحو مواز من تأثير الأتصالات التسويقية المتكاملة في تعزيز الولاء للعلامة التجارية، أبعاد التسويق مثل؛ الإعلانات والعلاقات العامة وترويج المبيعات.

وبالطبع ركزت استراتيجيات التسويق بالعمولة على أساليب توظيف المشاهير والمؤثرين والمدونين؛ كأحد أبرز الصيحات التسويقية المستخدمة بمنصات التجارة الإلكترونية؛ حيث يتم جذب انتباه العملاء، وإثارة اهتماماتهم؛ من خلال التعرض للإعلانات التي تعتمد على المشاهير والرسائل الترويجية المكثفة عبر القنوات الرقمية، ثم يعقب ذلك عملية البحث عن مزيد المعلومات بالقنوات الرقمية المفضلة التي ولّدتها بيئة الإنترنت، والهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعي.

وتعد ظاهرة تقليد المؤثرين Influencer imitation phenomenon إحدى الإستراتيجيات التسويقية التي توظف منشئي المحتوى، والمدونين، وقادة الرأي، والمشاهير؛ لنقل رسائل العلامة الترويجية المراد ترويجها، بالاستفادة من امتلاكهم لقواعد كبيرة من المتابعين الذين يتفاعلون مع صور حياتهم اليومية، وأنماطهم المعيشية، واتجاهاتهم العصرية الحديثة، وتجاربهم مع المنتجات والعلامات التجارية، مما يؤثر على نواياهم الشرائية؛ حيث يعتبرونهم بمثابة صور ذاتية مثالية.

وتنتقل هذه الصور والمعاني إلى العلامات التجارية المسوقة، ومنها إلى المستهلك الذي يتأثر بالمحتوى الذي يتلقاه؛ فيرغب في تقليد المؤثرين والمشاهير في مظهرهم الجسدي، ومواقفهم، وتصرفاتهم، زعمًا منه تحسين سماته الشخصية التي تشبه هؤلاء المشاهير، وهو ما من شأنه توليد نية شرائية؛ بل وتعزيز السلوك الشرائي نحو المنتجات التي يروجونها.

ويعد مشاركة المعلومات، وتبادل الصور والنصوص والتعليقات بين العملاء السابقين والمرتقبين عبر الإنترنت أحد أبرز مزايا وأساليب التسويق الرقمي في التأثير على الجمهور؛ حيث ينظر -غالبًا- المستهلكون المحتملون إلى توصيات وتجارب واقتراحات المستهلكين السابقين على أنها أكثر جدارة بالثقة بشكل ملحوظ؛ مقارنةً بالأنشطة الاتصالية الرسمية، وبرامج العلاقات العامة الموجهة التي تقوم بها المنظمة، لذا تقوم الشركات والمؤسسات بربط محتوي مواقعها الإلكترونية بمحتوي شبكاتها الاجتماعية مثل: فيس بوك، ويوتيوب، وفليكر، وTrip Advisor؛حيث يعد انتشار وشعبية محتواها الإيجابي بمثابة ميزة تنافسية وقيمة مضافة لها.