د. نجلاء الجعفري تكتب: دراستي تناولت قضايا الإقليم الذي أنتمي إليه بإرشادات أستاذي الذي أحبه ونصفه الثاني
بعد أن انتهيت من مناقشة رسالة الماجستير، بقسمي الحبيب قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وتم ترقيتي لدرجة مدرس مساعد بقسم الصحافة كلية الإعلام جامعة بني سويف، بدأت تصارعني مجموعة من الأفكار للتسجيل لدرجة الدكتوراه، فأنا أعشق الإبحار في مجال الإعلام الرقمي، وفي نفس الوقت مهمومة بقضايا المجتمع المحلي وأوضاع وسائل الإعلام المحلية، ولما لا فأنا ابنه محافظة بني سويف التي تنتمي لإقليم شمال الصعيد.
كنت في حيرة من أمرى إلى أن اتصلت في يوم بأستاذي الراحل الدكتور محمود علم الدين -أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة- واستأذنت منه أن نتقابل في مكتبة بالكلية لنتحدث سويا، لم يخذلني أستاذي كعادته فقد فهمنى من أول نقاش دار بيننا وشعر ما يدور بداخلي وأدرك ما لا أدركه، فإذا به يوجهني إلى دمج كل الأفكار التي تدور بعقلي سويا الإعلام الرقمي والإعلام المحلي وقضايا إقليم شمال الصعيد وصار العنوان “تلبية وسائل الإعلام التقليدية والجديدة للاحتياجات الإعلامية لجمهور إقليم شمال الصعيد”… (دراسة تحليلية وميدانية).
رغم أن التجارب الدولية المحلية مختلفة، إلا أن أستاذي طلب منى القراءة والبحث في أوضاع الإعلام المحلي التقليدي والرقمي في الدول الغربية وفي إفريقيا وآسيا، وأجعل خلاصة ما أقرأه فصلا في رسالتي أو فصلين، كل ذلك ليجعلني أستاذي متعمقة الفكر ومختلفة عمن سبقوني في مناقشة الإعلام المحلي، أخذت جولة حول العالم بسبب أستاذي الذي كان يدفعني دائما لوضع رؤية لتطوير الإعلام المحلي داخل مصر، قد تطلب مني معرفة أوضاع الإعلام المحلي حول العالم عامًا كاملًا، ولكننى استفدت الكثير، بعد وفاة أستاذي الدكتور محمود علم الدين صرت أتعامل مع هاذين الفصلين كأنهم الإرث الذي تركه أستاذي لي –وما أجمل الإرث حينما يكون علما- فصممت على أن أهتم بهما أكثر وأكثر والذي ساعدني على ذلك ما أرشدتني إليه أستاذتي الغالية الدكتورة ليلى عبد المجيد أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة -التي استكملت الإشراف بعده على رسالتي- كنت في غاية السعادة بأن هاذين الفصلين بهما رؤية الأستاذ المبدع والرائد في مجال الإعلام الرقمي وأستاذتي “زوجته المخلصة” في آن واحد.
الشهر الماضي تم مناقشة رسالة الدكتوراه الخاصة بي، في قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، تلقيت من لجنه المناقشة المكونه من الدكتورة نجوى كامل، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، مجموعة من التعليقات الإيجابية التي تشيد بمجهودي في هذ الفصلين، وكذلك بعض الملاحظات البسيطة التي إن قمت بها سيصير الفصلين أكثر عمقًا، وحصلت على درجة الدكتوراه بتقدير مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بتبادل الرسالة مع الجامعات الأخرى، وكل ذلك بفضل الله تعالي ثم أستاذي الذي كان يرشدني كثيرًا ومن بعده زوجته المخلصة ولجنه المناقشة الموقرة، فشكرا لهم جميعا على كل ما فعلوه من أجلى، فدراستي تناولت قضايا الإقليم الذي أنتمي إليه بإرشاداتهم الثرية وتوجيهاتهم الرائعة.