تمثل منظمات المجتمع المدني مكونا أصيلا في نسيج المجتمعي النصري الذي تتسابق فئاته نحو بذل الخير وغرس مفاهيم العمل التنموي؛ والذي يعد الحقل الفني أحد أبرز فروعه، في سياق الرسالة التثقيفية والتنويرية والتوعوية لوحدات المجتمع وأجهزته التربوية.
الأمر الذي يتطلب تكاتف الأفراد ومنظمات المجتمع المدني لنشر هذا الوعي لخدمة فئات خاصة في المجتمع مثل: (الأيتام – مرضى التوحد – أطفال أسوياء).
وكان لزاما الإشارة إلي المبادرة التوعوية الرائدة التي أطلقتها وزارة الثقافة؛ وحملت اسم مشروع (بستان الإبداع) الذى تبناه قطاع الفنون التشكيلية بالوزارة تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني.
لقد تضمن هذا المشروع بين طياته العديد من المبادرات الفردية البارزة التي تستحق الثناء؛ وإلقاء الضوء عليها انطلاقا من مفهوم المسئولية الاجتماعية التي تزداد أهميتها في الوقت الراهن؛ علي نحو مواز من استراتيجيات التنمية المجتمعية المستدامة التي تتبناها الدولة.
فبجانب الوجبات الفنية الدسمة التي يقدمها المشروع للأطفال؛ يتطوع البعض لتوفير وجبات غذائية مجانية متكاملة للأطفال الذين يتم استقبالهم ضمن فعاليات هذا المشروع.
لقد نجح هذا المشروع “بستان الإبداع” الذي انطلق في غضون يوليو 2023 في تأكيد معاني العمل التطوعي وغرس دلالاته في ثنايا المجتمع؛ وكانت جولات المشروع وأنشطته الثقافية والخيرية مثالا بارزا علي هذه القيمة الأخلاقية النبيلة؛ كي يؤكد على أهمية الأنشطة الثقافية والفنية في تغذية الفكر والمعرفة لدى الطفل المصري.
ولم يتوقف المشروع عند هذا الحد بل كان للمساهمات الفردية المادية دور مهم في تعزيز فكرة التكافل الاجتماعي وتنمية الإحساس بالمسؤلية الاجتماعية؛ خاصة أن التغذية الجيدة كما تشير بيانات اليونيسف هي حجر الأساس لنمو الطفل، حيث يتمتع الأطفال الذين يحصلون على تغذية جيدة بقدرة أفضل على النمو والتعلم واللعب والمشاركة بفاعلية في نسيج مجتمعاتهم.
