استقبل رئيس جامعة السويس الدكتور أشرف حنيجل، اللواء وليد حامد الحماقي قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، والدكتور عبد الله رمضان نائب محافظ السويس، والدكتور السيد الشرقاوي رئيس جامعة السويس السابق، والدكتور عصام الروبي أحد كبار علماء الأزهر الشريف، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة، وذلك في إطار عقد الندوة التثقيفية الحادية والستين لقوات الدفاع الشعبي والعسكري التي عقدت بقاعة المؤتمرات الكبرى بالجامعة.
بدأ الحفل بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، أعقبها ألقى رئيس جامعة السويس كلمة رحب فيها بالحضور، معربا عن سعادته بهذا الحدث الذي يعد تغطي أحدَ أهمِّ الأدوارِ التي تضطلعُ بها الجامعةُ، وهو تنويرُ العقولِ، ليسَ فقط بصحيحِ العلمِ الأكاديميِّ، وإنما تُعنى الجامعةُ ببناءِ عقولِ وشخصيةِ أبنائِهَا بدقيقِ الإدراكِ والفَهمِ السليمِ للواقعِ المَعيش.
وأوضح رئيس جامعة السويس إن ما تشهدُه بلادُنا، والمنطقةُ بأسرِها، بل والعالمُ كلُّه منْ أحداثٍ وصراعاتٍ، حتّّمَتْ علينا أنْ تواجهَ مصرُ واقعًا إقليميًا خطيرًا، وتواجهَ منطقتُنا تحدياتٍ غيرَ مسبوقةٍ، تتشابكُ معَ ظروفٍ دوليةٍ لمْ يشهدْهَا العالمُ منذُ عقودٍ طويلةٍ.
وأشار إلى أن موقفِ القيادةِ السياسيةِ حِيالَ التطوراتِ الأخيرةِ التي شهدتُها المنطقةُ في قطاعِ غزةَ كان واضحًا منذُ البدايةِ، وقائمًا على شعورٍ عميقٍ بالمسئوليةِ التاريخيةِ والإنسانيةِ لمصرَ في الوقوفِ دائمًا بجانبِ أشقائِها منَ الشعبِ الفلسطينيٍّ، وهوَ دورٌ ستواصلُ مصرُ القيامَ بهِ بنبلٍ وشرفٍ وتجردّ؛ حتَّى ينالَ الشعبُ الفلسطينيُّ حقوقَهُ المشروعة.
وأكد رئيس جامعة السويس مجددًا على الثقة الكبيرةِ والتأييد المطلقِ لكافةِ الإجراءاتِ والتدابيرِ التي قامَتْ وتقومُ بها الدولةُ المصريةُ بقيادةِ الرئيسِ عبدِ الفتاحِ السيسي رئيسِ الجمهوريةِ القائدِ الأعلى للقواتِ المسلحةِ، في هذا الشأنِ وغيرِهِ منَ القضايا الراهنةِ.
كما بعث بتحيةِ احترامٍ وتقديرٍ منْ جامعة السويس للقوات المسلحةِ العظيمةِ لدورِها الوطنيِّ المُقدرِ في الحربِ والسلمِ، ولإخلاصِها المستمرِّ واحترافيتِها المتميزةِ واستعدادِها الدائمِ لجميعِ التحدياتِ التـى تواجـهُ الوطن، مثمنًا دورَ وجهودَ قواتِ الدفاعِ الشعبيِّ والعسكريِّ في دعمِ المجتمعِ المدنيِّ، وتنميةِ روحِ الولاءِ والانتماءِ لكافةِ فئاتِ المجتمعِ مِنْ خلالِ تنظيمِ العديدِ منَ الفعالياتِ والأنشطةِ واللقاءاتِ والمعارضِ، التي تهدفُ كلُّها لتأمينِ الجُبَّةِ الداخليةِ للبلادِ.
وأشار رئيس جامعة السويس إلى أن مَا تقومُ بِه الدولةُ المصريةُ منْ مشروعاتٍ تنمويةٍ عملاقةٍ في مختلفِ القطاعاتِ، تضعُ على كاهلِنا مسئوليةً كبرَى لمواصلةِ العملِ والاجتهادِ للحاقِ بهذا التطورِ الكبيرِ، ولعلَّ مَا يشهدُه قطاعُ التعليمِ العاليِّ والبحثِ العلميِّ في مصرَ منْ نموٍ وتطورٍ سريعٍ، يأتي في ضَوءِ الاستراتيجيةِ الوطنيةِ للتعليمِ العاليِّ والبحثِ العلميِّ التي أطلقَها الدكتور محمد أيمن عاشور وزيرِ التعليمِ العاليِّ والبحثِ العلميِّ.
وأوضح رئيس جامعة السويس أن هذا يؤكِّدُ علَى أنَّ التعليمَ العاليَّ والبحثَ العلميَّ باتَ خيارًا استراتيجيًا لتجاوزِ مختلفِ الصعوباتِ التي تعترضُ خُططَ التنميةِ، خاصةً أنَّ التنميةَ التي لا تتأسَّسُ على مُقوِّماتٍ علميةٍ تدعمُها وتُطوِّرُهَا تظلُّ تنميةً هشَّةً مُفتقدةً للأسسِ الراسخةِ.
ثم استعرض رئيس الجامعة إمكانات كليات الجامعة التي تقوم على مبدأ التفرد والتميز، وخطوات التوسع الافقي للجامعة التي تزامنت مع التوسع الرأسي حيث تمكنت الجامعة خلالَ الشهورِ الماضيةِ أنْ تلحقَ بركبِ التميزِ، لتحتلَّ مكانًا وسطَ أشهرِ تصنيفاتِ الجامعاتِ ليسَ محليًا فحسب؛ بلْ تمكنَّتْ منَ الدخولِ في العديدِ منَ التصنيفاتِ الإقليميةِ والدوليةِ، بفضلِ العملِ المتواصلِ منْ منسوبِيها وتميزِهم في مجالِ البحثِ العلميِّ.
وأشار رئيس جامعة السويس إلى المشروعاتِ الجديدةِ للجامعةِ؛ معربا عنْ تقديرِه وكلِّ منسوبي الجامعةِ لجهدِ ودعمِ اللواء أ.ح/ عبد المجيد صقر محافظِ السويسِ، في تسهيلِ كافةِ الإجراءاتِ والتدابيرِ لإنشاءِ جامعةِ السويسِ التكنولوجيةِ الجديدةِ، كذلك ما تقومُ بهِ الجامعةُ من خطوات للانتهاءِ منَ المرحلةِ الأولَى مْن فرعِ جامعةِ السويسِ بأبورديس بمحافظةِ جنوبِ سيناءَ، حيثُ تمَّ الانتهاءُ منْ نسبةِ 100% منَ الأعمالِ الإنشائيةِ للمرحلةِ الأولى للجامعةِ بتكلفة حوالي مليار و 110 مليون جنيه.
وفي نهاية كلمته، وجه رئيس جامعة السويس كلمة للطلاب أكد فيها على أن إيمانَ مصرَ بشبابِها إيمانًا راسخًا لا يتزعزعُ، فهم شركاءُ الحاضرِ ونبراسُ المستقبلِ المنيرِ المُشرقِ.
ثم قدم طلاب كلية التربية الرياضية عرضًا بعنوان مصر عبر العصور وسط تفاعل وإعجاب كافة الحاضرين للحفل تناول استعراضات فرعونية فلكلور صعيدى وفلاحي، بالإضافة إلى استعراضات على بعض الاغنيات الوطنية والشبابية التي لاقت استحسان وتفاعل كبير من الحضور والطلاب.
ثم تحدث فضيلة الدكتور عصام الروبي الداعية الإسلامية الكبير، ووجه للحضور سؤالا: ماهي الأرض التي باركها الله تعالى للعالمين؟ وأوضح أن الحق سبحانه قد أجاب عن هذا السؤال في سورة “التين”، موضحا أنها أراض الشام وأرض الفيروز سيناء الغالية، التي باركها الله تعلى بالتجلي على جبل الطور على سيدنا موسى عليه السلام.
ثم استعرض الروبي تاريخ الصراع التاريخي على الأرض المباركة منذ معارك عين جالوت وصولا إلى معركة العاشر من رمضان السادس من أكتوبر. ثم أكد أن الأرض التي باركها الله هي أرض سيناء الغالية، وأكد أن الدين الإسلامي يشجع على الوطنية والانتماء، مشيرا إلى أن مصر لها ضمان من الله بالحفظ والأمان إلى يوم القيامة.
ثم عرض فريق مسرح الجامعة مسرحية بعنوان “عقلك خلاصك” التي تناولت حروب الجيل الرابع التي تعتمد على محاولة تلويث عقول الشباب بالزيف والافك والمعلومات المغلوطة.
وقدم كورال جامعة السويس فقرة فنية لعدد من الاغنيات الوطنية والشعبية التي لاقت تفاعلا كبيرا من الحضور والطلاب، ثم قدمت فقرة فنية من جمعية الصفا ذوي الهمم حيث قدم الطالب حازم الصباغ الطالب بكلية الآداب عرضا للكاراتية.
أعقب ذلك عرض فيلما تسجيليا قصيرا ترينا لشهداء مصر الابرار ثم ألقى اللواء وليد الحماقي قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، كلمة أعرب فيها عن سعادته لتواجده في جامعة السويس، معبرًا عن شعوره بالأمل والمستقبل المشرق بتواجده وسط طلاب الجامعة، الذين تعول عليهم مصر كييرا لبناء الجمهورية الجديدة، مؤكدا على أن بذل الأرواح لقاء أمن وأمان الكنانة هو واجب يسعى له كافة أبناء القوات المسلحة.
وأشاد الحماقي بما شاهد من فقرات مشرفه في هذه الندوة لاسيما فقرة ذوي الهمم، وأكد قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري أن العلم هو مصباح النور الذي يضيء طريق المستقبل، مشددا على ضرورة التمسك والحرص على تحصيل العلم لبناء مصر، وفي نهاية كلمته وجه “الحماقي” حديثه للحضور مؤكدا على أنه لا داعي للمزايدات على جهود الدولة المصرية لمساعدة الأشقاء في غزة، مشددا على مصر كانت وستظل تعتبر القضية الفلسطينية قضية لا يمكن أن تتخلى عنها.
ثم قام رئيس جامعة السويس بالاشتراك مع قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري بتكريم أسر الشهداء، ثم تكريم ذوي الهمم من طلاب الجامعة وجمعية الصفا لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة المشاركين بالندوة.
وتم تبادل الدروع بين رئيس الجامعة وقائد القوات، تقديرا للقوات الدفاع الشعبي والعسكري وجامعة السويس.