جامعات

“إعلام القاهرة” تناقش مسارات التكامل بين الإعلام الرقمي والتقليدي في مؤتمرها الدولي ال26

في يوم 11 يوليو، 2021 | بتوقيت 11:55 م

وزير الإتصالات: نعمل على تجهيز الدولة للإنتقال إلى الذكاء الإصطناعي

هويدا مصطفى: صناعة الإعلام تشهد العديد من المتغيرات علي مستوى التقنيات والتأثيرات المتبادلة بين الإعلام الرقمي والتقليدي

وسائل الإعلام التقليدية تواجه تهديدا جزئيًا لمهنيتها ولكنها تستطيع التعايش والتكيف بتطوير آلياتها وأدواتها

الإعلام الجديد مطالب بتفادي الشائعات والتركيز علي الجوانب المهنية مستلهما مبادئ ميثاق الشرف الذي يسعي المؤتمر لوضعه

وسام نصر: المؤتمر يضم أكثر من 70 بحثا من دول عربية وأفريقية

عقدت كلية الإعلام جامعة القاهرة، اليوم الأحد، مؤتمرها العلمي الدولي السادس والعشرين تحت عنوان “الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي: مسارات للتكامل والمنافسة”، تحت رعاية الدكتور عمرو طلعت، وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، وبرئاسة الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة كلية الإعلام، وتحت إشراف الدكتورة وسام نصر، وكيلة الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، وبمشاركة عدد كبير من الباحثين المصريين والعرب، وعدد من أساتذة وخبراء الإعلام المصريين والأجانب.

ويناقش المؤتمر عددا من القضايا في صناعة الإعلام، من خلال العديد من الدراسات العلمية والحلقات النقاشية التي تبحث في تقنيات الإعلام الرقمي والتأثيرات المتبادلة بينها وبين وسائط الإعلام.

وقالت الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة الكلية، إن صناعة الإعلام تشهد تغيرات كبيرة، إذ تنتقل من الشكل المملوك للحكومة إلى إعلام رقمي أكثر حرية، وأحيانا فوضوي، يتيح لأي شخص بمجرد امتلاك انترنت القدرة على نقل الأخبار ونشرها، والتصوير والتوثيق، مما دفع بعض وسائل الإعلام التقليدية إلى النقل عنه، وبالتالي تهديد مهنيتها جزئيا، بالإضافة إلى خاصية سرعة الانتشار والنفاذ دون عوائق.

وتابعت مصطفى: يثار هنا إشكالية إنتهاء الإعلام التقليدي، ولكن تشير التجارب إلى أن وسائل الإعلام تتعايش وتتكيف وتطور من نفسها، وهنا يظهر السؤال حول كيفية قدرة الإعلام التقليدي على البقاء، ومواجهة أزمة نقص الإعلانات، مؤكدة أن الوسائل التقليدية عملت على الاشتراك في العالم الرقمي، وذلك عبر اطلاق مواقع إلكترونية، وإشراك الجمهور في صناعة المحتوى، ولكن يظل تراجع الإعلام التقليدي لا يعني انتهاءه، وبالتالي لا جدوى من إثارة الصراع بينهما.

وأضافت عميدة الكلية أنه من جانب آخر، يتطلب الإعلام الجديد تفادي الشائعات، والتركيز على الجوانب المهنية، والتخلص من عيوبه، ومن هنا جاءت فكرة مؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة، وتستهدف العمل على وضع رؤية لميثاق شرف للإعلام الرقمي، ودراسة العلاقة التكاملية بينها وبين الإعلام التقليدي، ودراسة آثاره النفسية والاجتماعية، وتأثيراته على القائمين بالاتصال، وظواهره المستجدة مثل توظيف المؤثرين في التسويق، وتوظيف الذكاء الإصطناعي في كشف الأخبار المزيفة، وغيرها، مؤكدة أن المؤتمر يتصدى لقضايا الأمن السيبراني، وصحافة الفيديو، وأبعادهما المختلفة.

وفي ختام كلمتها، توجهت مصطفى بالشكر لوزير الإتصالات على توجيه كلمة للمؤتمر، ورئيس الجامعة على رعايته، ووكالة الكلية للدراسات العليا على جهودها في تنظيم المؤتمر، وجميع فريق العمل على المؤتمر، بما فيهم الطلاب المشاركين في التغطية الإعلامية والتنظيم.

وشهد المؤتمر خلال جلسته الإفتتاحية، استعراض كلمة مسجلة للمهندس عمرو طلعت، وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي أكد فيها أن صناعة الإعلام فاعلة في تشكيل وعي المجتمعات، حيث أوضح أن الثورة الرقمية أحدثت نموذجا جديدا في الإعلام، الذي يتكامل مع الإعلام التقليدي، مع اتسامه بالشمول والإتاحة والتفاعلية، وذلك عبر البث الحي، صحافة الموبايل، وصحافة المواطن وغيرها.

ورأى وزير الإتصالات أن هذه الثورة الرقمية أعادت تشكيل الواقع الإعلامي، وذلك عبر تقنيات الواقع المعزز، وسلسلة الكتل، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والبيانات الضخمة، مشيرًا إلى أن خوارزميات الذكاء الإصطناعي أسهمت في كشف المحتوى المزيف وصناعة المحتوى الإعلامي، وظهور صحافة الروبوت، مع دمج تقنيات انترنت الأشياء والحوسبة السحابية في التغطيات الصحفية ونقل وتسويق المحتوى.

وكشف طلعت عن أن وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعمل على تجهيز الدولة للانتقال إلى الذكاء الاصطناعي، وقد قفزت أكثر من خمسين مركزا على هذا المؤشر، مبينًا أن هذه التكنولوجيا خلقت تهديدات خطيرة، منها القرصنة الإلكترونية، وغيرها، وهنا أعدت وزارة الاتصالات إطارا تشريعيا لسد تلك الفجوة، كما تشير تلك الظاهرة إلى مخاطر الأتمتة على مستقبل الوظائف البشرية، وإن كان الواقع يشير إلى أنه لا استغناء عن العنصر البشري.

وأكدت الدكتورة وسام نصر، أمين عام المؤتمر ووكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، أن المؤتمر العلمي الدولي للكلية في نسخته السادسة والعشرين يتميز هذا العام بخارطة متنوعة من الحلقات النقاشية المتميزة، بخبرات عربية ودولية حول قضايا مهمة في الإعلام الرقمي والتقليدي، والتي تستعرض ضرورة السعي تحت تجويد العمل الإعلامي، مؤكدة على ضرورة أن تتناول الحلقات النقاشية القضايا المجتمعية المهمة وثيقة الصلة بالإعلام الرقمي والتقليدي، وذلك بهدف وضع ميثاق شرف للإعلام الرقمي، وتضم المائدة البحثية أكاديمين وخبراء من مختلف كليات الإعلام.

وأكدت نصر، أن المؤتمر يتوجه نحو صناع القرار الإعلامي من خلال تنظيم جلسة نحو الذكاء الإعلامي وذلك في سبيل لفت نظر صناع القرار الإعلامي إلى دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الصناعة الإعلامية.

وأوضحت أمين عام المؤتمر أن المؤتمر يؤكد ريادة كلية الإعلام جامعة القاهرة، إذ يضم أكثر من 70 بحثا من دول عربية وأفريقية، مقسمة على 12 جلسة بحثية متعددة الموضوعات والتي تضم موضوعات الذكاء الاصطناعي، وتأثيرات الإعلام الرقمي، وغيرها، مما يهدف إلى وضع ميثاق شرف إعلامي وأطر تنظيمية ترشد الأداء الإعلامي، مؤكدة أن التميز الحقيقي للمؤتمر يتمثل فيما يضمه من أبحاث مختلفة، ويقام المؤتمر تحت رعاية كريمة من وزارة الإتصالات.

ولفتت نصر، إلى أنه في ختام فعاليات المؤتمر، سيتم توزيع جوائز للباحثين تكليلا لجهودهم في الأوراق البحثية، حيث يعلن في الختام عن أفضل بحث في المؤتمر، وذلك باختيار لجنة من أساتذة الكلية، فيما كشفت عن أن المؤتمر يتضمن بحثا جماعيا لفريق من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وفريق من الأكاديمية العربية للنقل البحري، وفريق من معهد البحوث العربية.

وبينت “نصر”، أن المؤتمر لم يبتعد عن رؤية مصر للتنمية المستدامة ومجاراة الخطوط التنموية للدولة لمواجهة الأزمات العالمية والمحلية، متوجهة بالشكر لكل القائمين على المؤتمر وكل من ساهم في إنجاح المؤتمر، حيث تقدمت بالشكر لوزارة الاتصالات ورئاسة الجامعة على رعاية المؤتمر، وكل من قدم جهدا علميا وفكريا وبدنيا في إنجاح هذا المؤتمر، وعلى رأسها عمادة الكلية ولجان المؤتمر، ورؤساء والجلسات والمعقبين عليها ومقرريها والمشاركين بها.

يذكر أن المؤتمر العلمي الدولى لكلية الإعلام جامعة القاهرة، في نسخته السادسة والعشرين، الذي تعقد جلساته عن بعد Online، يُعقد تماشيا مع الإجراءات الاحترازية لمواجهة جائحة كورونا، ويشمل تقديم بحوث ورؤى علمية وعملية حول مسارات التكامل والتنافس بين وسائل الإعلام بشكلها التقليدي، والمنصات الرقمية، وذلك في ظل بيئة إعلامية جديدة فرضها التطور التكنولوجي، وألقت بظلالها على أنماط إنتاج المحتوى الإعلامي، وتسويقه، والتعرض له.

وقد انعكست هذه التطورات في عدد من المحاور التي يتناولها المؤتمر، وعلى رأسها: تأثيرات الثورة الرقمية على شكل ومضمون الرسالة الإعلامية، والتأثيرات المتبادلة للإعلام الرقمي والتقليدي، والقائم بالاتصال بين الإعلام الرقمي والتقليدي، الأطر التنظيمية للإعلام الرقمي والتقليدي، وإشكالية العلاقة بين الإعلام الرقمي والتقليدي، وأخيرا الإعلام الرقمي وعلاقته بالأمن المعلوماتي.