حصاد الدعم المصري لإفريقيا في التعليم العالي 2022-2023
تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتقديم كافة أوجه الدعم للدول الإفريقية الشقيقة والصديقة فى مجال التعليم العالي والبحث العلمي، استعرض الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، حصاد الدعم المصري لإفريقيا في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي خلال العام المالي 2022-2023.
وأكد وزير التعليم العالي على عُمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر وإفريقيا، وما تقدمه مصر لمختلف دول القارة في كل المجالات، ويأتي على رأس أولوياتها التعاون في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، موضحًا أن القيادة السياسية تُولي اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف الذي حظى باهتمام بالغ خلال الأعوام السابقة، والمُساهمة في تنفيذ رؤية مصر الهادفة إلى مزيد من الانفتاح على القارة السمراء، وتنفيذ طموحات أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.
وأشار عاشور إلى أن إجمالي المنح المصرية المُخصصة لدول القارة الإفريقية خلال العام الدراسى 2022-2023 تزيد على 12781 منحة في المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا وفى التخصصات المختلفة، وتشمل: منح برامج التبادل الثقافي، ومنح وزارة التعليم العالي باللجنة الفرعية في وزارة الخارجية، ومنح الجامعات المصرية الحكومية والخاصة، ومنح من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وأضاف الوزير أن مصر تقدم كل الدعم لمختلف دول القارة من خلال استضافتها لمقر اتحاد الجامعات الإفريقية لدول شمال إفريقيا، والذى يقوم بالعديد من الأنشطة كالتدريب والتوعية، كما تقدم الدعم للاتحاد العام للجامعات الإفريقية من خلال تنظيم مؤتمرات لدعم البحث العلمي، والشراكة في البحوث الطبية والصيدلانية.
وأشار عاشور إلى أنه تم توقيع اتفاقية إنشاء مقر وكالة الفضاء الإفريقية، والتي تستضيفها مصر تنفيذًا لقرار القمة الإفريقية في فبراير 2019، مما يُساهم في تطوير وازدهار قطاع تكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها في القارة الإفريقية، موضحًا أن توقيع الاتفاقية يمثل نقطة البدء في تشغيل وتنفيذ سياسة واستراتيجية إفريقيا للفضاء على أرض الواقع، وتحقيق أهداف أجندة إفريقيا 2063، لافتًا إلى أن مقر وكالة الفضاء الإفريقية جاهز للتشغيل تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بسرعة الانتهاء منه.
ولفت عاشور إلى جهود الوزارة في دعم أشقائها من خلال تخصيص منح تدريب قصيرة الأمد لشباب الدول الإفريقية في مجالات البحث العلمي، ومنها: (الفضاء والاستشعار من البُعد، وبحوث الفلك والجيوفيزياء، والبحوث الصحية والأوبئة وبحوث الفلزات والبترول)، كما تعمل الوزارة على استخدام وتوظيف بيانات الأقمار الصناعية لحل المشاكل البيئية الإقليمية المُشتركة، وكذلك تعظيم الفائدة من الموارد البحرية ورصد وتخريط الأماكن الواعدة للصيد المفتوح، وقد تم تقديم تدريب لعدد 28 متدربًا إفريقيًا ممثلًا لـ 14 دول إفريقية على الزراعة والغذاء والتربة باستخدام تقنيات الاستشعار من البُعد ونُظم المعلومات الجغرافية.
ونوه الوزير إلى استعداد مصر هذا العام لاستضافة المؤتمر الطبي الإفريقي في نسخته الثانية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك لأهمية المؤتمر والقطاع الطبي وتقديم الدعم للدول الإفريقية في هذا القطاع الهام، وخصوصًا أن مصر تقدم منحًا لأكثر من 20 دولة في العلوم الطبية والصيدلانية، والتي تخطت 4474 منحة للطب البشرى، 1476 منحة لطب الاسنان، 101 منحة للعلاج الطبيعي، 495 منحة للعلوم الصيدلانية، 34 منحة للطب البيطري.
وأضاف عاشور أن الوزارة تقوم بتفعيل عمل فروع الجامعات المصرية بالخارج في السودان وجنوب السودان وتشاد، موضحًا أن الوزارة تسعى إلى المزيد من التوأمة بين الجامعات المصرية ونظيرتها الإفريقية، منوهًا إلى أن المراكز البحثية المصرية تقوم بالتواصل مع الباحثين الأفارقة لإجراء مشروعات بحثية مُشتركة خاصة في مجالات (الزراعة والغذاء والموارد المعدنية والطاقة الجديدة والمتجددة والصحة وتكنولوجيا الفضاء والاستشعار من البُعد).
وأشاد الوزير باستضافة مصر للعديد من مسابقات الابداع والابتكار للموهوبين وصغار الباحثين بالمراكز البحثية؛ وذلك لزيادة الوعي حول أهمية التعليم والبحث العلمي، كقاطرة للتنمية في إفريقيا، وتحقيق أجندة إفريقيا 2063، والتي تُعيد لمصر الريادة من خلال اجتذاب الطلاب والمُبدعين للتناغم والتعاون المُشترك، والوقوف على إمكانيات في البحث العلمي، مشيرًا إلى تنظيم الوزارة للعديد من المؤتمرات العلمية بمشاركة الخبراء الأفارقة والأكاديميين؛ بهدف زيادة التبادل العلمي في مختلف التخصصات الطبية والعلمية والتقنية، ومن أبرزها التعاون مع الأكاديمية الإفريقية للبحث العلمي التابعة للاتحاد الإفريقي في مجال البحوث وجار التنسيق على التعاون مع الأكاديمية في مؤتمر الابتكار والهندسة.
ومن جانبه، أشار الدكتور إسلام أبوالمجد، مستشار الوزير للشئون الإفريقية، إلى أن الوزارة شاركت في إعداد أجندة الابتكار للتعاون الإفريقي الأوروبي، والتي سيتم الاتفاق عليها وإطلاقها في الاجتماع الوزاري القادم، بحضور وزراء التعليم العالي والبحث العلمي الإفارقة، لافتًا إلى أنه تمت الإشادة بتجربة مصر في الجامعات التكنولوجية لتحقيق الفجوة في التعليم الفني، وتحقيق فرص عمل لوظائف المستقبل، وجار العمل على تنفيذها في الدول الإفريقية من خلال أجندة الابتكار، التي تشتمل على 4 عناصر مهمة، وهي (الصحة العامة، والتحول الأخضر، والقضايا المتقاطعة، والعلم المفتوح).
وأضاف أبوالمجد أن الوزارة شاركت مُمثلة عن الدولة المصرية في كافة اجتماعات الاتحاد الإفريقي، ومنها الاجتماع الوزاري لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي الأفارقة، والاجتماعات الاستراتيجية لإعداد وتنفيذ الاستراتيجيات العلمية والتقنية بالقارة الإفريقية، وخاصة استراتيجية العلوم والابتكار، التي تم الانتهاء منها، ومن المُقرر أن تُعرض على القمة الإفريقية القادمة.
وصرح الدكتور عادل عبدالغفار، المُستشار الإعلامي والمُتحدث الرسمي للوزارة، أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بالتعاون الإفريقي من خلال تعزيز التعاون المشترك مع أشقائها في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا استمرار الوزارة في دعم الأشقاء الأفارقة في مرحلتي (البكالوريوس والدراسات العليا) من خلال كافة الجامعات المصرية، فضلًا عن توفير المزيد من المنح الدراسية، وتبادل الخبرات المُشتركة في شتى المجالات التعليمية والبحثية، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من التعاون لدعم العلاقات مع الأشقاء الأفارقة، وذلك في إطار الدعم الذي توليه الدولة المصرية لكافة أشقائها بالقارة الإفريقية.