مقالات

الدكتورة نرمين نصر تكتب: التنمر.. وصحوة الضمير المجتمعي

الجمعة 12 مايو، 2023 | 10:26 م

حرم التنمر بكل أشكاله وصوره، فلقد حرمت السخرية والاستهزاء بالآخرين أيا كان لونهم أو جنسيتهم أو عقيدتهم فالتنمر هو سلوك عدواني وغير أخلاقي ويدل على عدم التربية السليمة وضعف التنشئة، فهو سلوك لا يتفق مع النفس السوية ويهدد أمن واستقرار المجتمع.

ويعتبر التنمر مشكلة خفية تنتشر في كل الأوساط المحيطة بنا سواء الوسط الأسري أو الوسط المدرسي أو بيئات العمل المختلفة والتي تعد من أبرز الأوساط التي تنامت فيها ظاهرة التنمر، ومن ثم يكون تأثيرها قوى سواء على جوانب الحياة العامة أو الخاصة ولكن أثرها الأكبر يظهر على الجانب النفسي للأفراد المتنمرين او المتعرضين للتنمر.

ومن هنا انتشرت ظاهرة التنمر انتشاراً سريعاً في أغلب الأوساط الاجتماعية بداية من الأوساط التربوية الى أماكن العمل من العائلة للأصدقاء حتى مواقع التواصل الاجتماعي فهو عملية متعددة الأطراف ويلعب كل طرف دور يساهم في استمرار تفشي هذه الظاهرة ومن ثم فقد تم تقسيمهم الى ثلاث فئات وهي (المتنمرون – الضحايا – المتفرجون) المتنمرون وهم الذين لديهم الشعور بالهيمنة على الآخرين ويحبون الشعور بالقوة وهذه الرغبة تعززت من خلال الأفكار والشائعات حول الاستقراء وأدوار المؤسسات الاعلامية التي تصور قدرات البطل ومهاراته العالية، فهؤلاء المتنمرين لديهم ضعف في التعاطف مع الآخرين ويعانون من مشاكل عائلية ويشاهدون الاستقواء من قبل أفراد الأسرة وقد يكون ذلك بتعدي الأب وأنه يستقوى على الأم، من ثم يخلق لديه شعور بالاندفاع الفكري والتصرف دون تفكير.

أما الضحايا فهم الذين يعانون من ضعف شخصيتهم ولديهم حساسية عالية ومن ثم سهولة ايقاع الأذى عليهم فهو دائما لديه احساس بالخوف والعجز.

بينما المتفرجون المشاهدون هم الذين يشاهدون الموقف ولا يشتركون فيه ولديهم شعور بالذنب بسبب عدم قدرتهم على التدخل، فهم لا يفرقون بين الصح والخطأ ولديهم ضعف في الثقة بالنفس واحترام الذات ويشعرون دائما بأنهم لكي يكونوا أكثر آمناً أن لا يتدخلوا ولا يفعلوا شيئا فقط يشاهدون الموقف من بعيد.

وعليه فالتنمر هو سلوك عدواني هدفه الايذاء النفسي والجسدي لشخص ما سواء من قبل فرد أو مجموعة من الأفراد مما يترتب عليه خوف وانسحاب من الجماعات والشعور بالعزلة، لذلك حرم الدين الاسلامي هذه السلوك وجاء ذلك بالإشارة اليه في آيات عديدة في كتابه العزيز (يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن) (ويل لكل همزة لمزة) صدق الله العظيم.

لذلك لابد من تفعيل الدور التكاملي بين الأسرة والمدرسة للحد من هذه السلوك المخيف ومن ثم التركيز على النماذج الايجابية المشرفة حتى يقتدى بها الأبناء في حياتهم الشخصية والعملية.