مقالات

د. هويدا عزت تكتب: هل يمكن تحقيق السعادة في مكان العمل؟

الأربعاء 22 مارس، 2023 | 6:56 م

خلال رحلة الحياة يسعى الإنسان إلى تحقيق السعادة، حيث يختلف مفهوم السعادة من شخص لآخر، وطبقًا لتعريف الأمم المتحدة للسعادة، فهو مدى رضا الشخص عن حياته، وجاء ذلك بمناسبة تخصيصها يوم ٢٠ مارس من كل عام “يوم عالمي للسعادة”، اعترافًا بأهمية السعادة في حياة البشر.

ويُنظر إلى بيئة العمل كأحد مسببات السعادة ورفع مستوى الرفاهية لدى العاملين، حيث تخلق سعادة الموظفين جوًا إيجابيًا ويشجعهم على تحسين رفاهيتهم الشخصية، مما ينعكس على صحة الموظف البدنية والعقلية، كما تمنح السعادة الموظفين شعورًا بالرضا والانتماء، مما يساعدهم على القيام بمهامهم اليومية وبذل قصارى جهدهم في عملهم دون شعورهم بأن العمل عبء عليهم.

كما أظهرت دراسة تلو الأخرى أن الموظفين السعداء لهم علاقة مباشرة بنجاح المنظمة، وأن الموظفين السعداء هم الأكثر إيثارًا، ولطفًا، ومرونة، بالإضافة إلى أن لديهم طاقات إيجابية لبناء علاقات إنسانية أفضل مع زملائهم والعملاء المتعاملين مع المنظمة.

وتوصلت الدراسات في أدبيات الإدارة إلى أن إسعاد الموظفين ليس عملًا صعبًا على المنظمة، حيث اختلفت معايير السعادة لدى العاملين داخل بيئة العمل، فبعد أن كان يُنظر للمكاسب المادية (الحوافز والمكافآت)، على أنها من عوامل إسعاد الموظفين، جاءت الأبحاث لتُشير إلى أن هناك عوامل أخرى يمكن للمنظمة القيام بها لإسعاد موظفيها، ومنها: إدراك المنظمة لحاجات وتطلعات العاملين، والعمل على حل مشكلاتهم، وتقديم الدعم والمساندة لهم، والعمل على مواكبة توقعاتهم، فضلًا عن إقامة علاقات ناجحة مع العاملين من خلال المعاملة العدالة، وإشراكهم في إتخاذ القرارات، والتواصل الصريح والمفتوح معهم، مُحاطًا بالثقة المتبادلة.

الدكتورة هويدا عزت كاتبة وباحثة في العلوم الإدارية وفلسفة الإدارة