من منا يحلم بعمل يبدع فيه؟.. من منا يريد وظيفة مستقرة يصنع بها ذاته ويبني من خلالها وطنه؟.. تساؤلات كثيرة ترتكز إجابتها على مدى تطبيق المؤسسة لمناهج علم الإدارة.
فعلم الإدارة هو أحد العلوم الإنسانية الحديثة، الذي يهتم بالطريقة المثلى للقيام بالأعمال داخل المؤسسات المختلفة، كما يعرف علم الإدارة بأنه مجموعة القواعد والمبادئ العلمية التي تهتم بالاستخدام الأمثل للموارد من قِبَل المؤسسات لتحقيق هدف المؤسسة بأقل وقت وجهد وكلفة ممكنة.
وهناك العديد من مناهج علم الإدارة فمنها المنهج الكلاسيكي
والذي يختص بتطبيق بعض النظريات والتى من أبرزها نظرية الإدارة العلمية للأمريكي فريدريك تايلور، ونظرية المبادئ الإدارية للفرنسي هنري فايول، ونظرية البيروقراطية للألماني ماكس فايبر، ويتميز هذا المنهج بإعتبار الموارد البشرية بأنها نفس انسانية. كما أن هناك المنهج السلوكي وهو المنهج النقيض للكلاسيكي وأفكاره، حيث ركز على الحافز الاقتصادي، بالإضافة إلى المناهج الحديثة والذي جاء بعد التقدم والإداري الذي حدث في العالم، وينبثق منها عدة إدارات منها الإدارة الموقفية: والذي يعد من أكثر المبادئ الإدارية مرونة، حيث يؤكد على أنه لا توجد نظرية واحدة ثابتة للإدراة يمكن تطبيقها في كل المؤسسات وفي جميع الظروف، ويأتي الإدارة بالأهداف ليركز على كيفية تحقيق المؤسسة لأهدافها، ويعتمد هذا الأسلوب على المشاركة الديمقراطية وحس العلاقات بين المديرين والمنفذين، ويبدأ بتحديد الأهداف والوسائل التي تساعد في تحقيقها.
وعندما نطمح في تنفيذ العديد من المناهج المختلفة في نفس المؤسسة نجد أنفسنا في مأزق حاد للتعامل مع تداعيات كل منهج ولكن عندما نعطي أنفسنا فرصة للتحقق والتفكير خارج الصندوق لتنفيذ استراتيجية مفعله لتكامل هذه المناهج فهذا هو السر.. السر الذي أفصحت عنه جميع الأنشطة والمبادرات الرئاسية منذ تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.. السر الذي جعلنا ننظر إلى مخرجات المشروعات المختلفة بإندهاش وثقة في أن هناك الكثير والكثير من العمل لضمان حياة أفضل للمواطن المصري في شتى المجالات والقطاعات المختلفة.. السر الذي انطبع على كافة قطاعات الدولة لتحقيق الإستفادة القصوى من الموارد والإلتزام بتنفيذ خطة الدولة المصرية للتنمية الشاملة والمستدامة.
فعندما تطالعنا الأخبار بأن جامعة القاهرة تستلهم روح دولة ٣٠ يونيو وأهداف رؤية مصر ٢٠٣٠ كما تحقق الجامعة نقلة نوعية في الإعتماد الدولي الأكاديمي والإصلاح الإداري، بالإضافة إلى أن الجامعة تجري أكبر عمليات تطوير وتحديث بالهيكل التنظيمي وفقا لقرار رئيس الوزراء وبالتعاون مع التنظيم والإدارة، نشعر بمدى الحرص على تنفيذ استراتيجية الدولة المصرية والاستغلال الأمثل للموارد، فنجد استحداث لإدارات جديدة “الموارد البشرية” و “المراجعة والحوكمة” و “التحول الرقمي” بهدف حماية الموارد المالية والبشرية وتعزيز مبادئ الشفافية والنزاهة والمساءلة والمحاسبية، وكذلك إدارة وتنمية المواهب وتطوير الأداء الإداري وزيادة الإنتاجية وتشجيع العاملين علي المشاركة الإيجابية بالتزامن مع التحول نحو جامعة ذكية من جامعات الجيل الثالث.
حيث ذكر البيان الإعلامي لجامعة القاهرة أن الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، أكد أن هذه التعديلات تمثل نقلة نوعية في طريق التحسين المستمر لجودة الأداء الإداري ودعم الجهود المبذولة لخلق بيئة إدارية إيجابية تساهم في تحقيق رؤية وأهداف الجامعة الاستراتيجية، مؤكدا أهمية الدور الحيوي الذي يلعبه الهيكل التنظيمي بالجامعة في تنظيم العمل وتحمل كل مسؤولياته في إطار التحول نحو العالمية. كما أوضح الدكتور الخشت، أن الهيكل التنظيمي سيعمل على توزيع الوظائف والمهام بين العاملين، وبيان المسؤوليات والعلاقات بين الوظائف، كما أنه يوضح هرم السلطة وتدرجها وعلاقة الارتباط بين الرئيس والمرؤوسين، ويعمل علي انتظام تدفق العمليات الادارية بكفاءة وفاعلية، و يساعد العاملين على فهم بيئة العمل بالشكل الذي يمنع الارباك في أداء العمليات الإدارية وكفاءتها وتحليلها، ويساهم في تشجيع العاملين على المشاركة الإيجابية في تفعيل الأداء التنظيمي داخل الجامعة.
كما تم استحداث كل من المجموعة النوعية لوظائف الإدارة الإشرافية لكليات الجامعة، والمجموعة النوعية للوظائف الاستشارية بجداول وظائف الجامعة لأول مرة.
وأنشأت الجامعة وحدات ومراكز متابعة، من بينها توثيق الصفحات الرسمية لجامعة القاهرة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بهدف فتح قنوات اتصال رسمية للتعامل بشكل احترافي مع مواقع السوشيال ميديا، ومتابعة التعليقات ورصد الآراء والمقترحات التي تخدم العملية التعليمية، ودعم وجود منصات رسمية موثقة للجامعة لتعزيز التواصل مع الطلاب وحتى لا يتم تضليلهم من الصفحات التي تستغل اسم الجامعة في نشر أخبار كاذبة.
كما وضعت الجامعة العديد من الضوابط والآليات وإجراءات الأمن، من خلال وضع منظومة رقابية فعالة لضمان جودة وسلامة الأغذية، وطبقت الاشتراطات الصحية على جميع العاملين بالمطابخ وصالات الطعام في المدن الجامعية، بالإضافة إلى حظر تأجير قاعة الاحتفالات الكبرى وأي من منشآت الجامعة بهدف عدم توظيفها لأغراض غير مشروعة وحفاظا على سمعة الجامعة العريقة.
أفكار وتخطيط وآليات تنفيذية ومشروعات على أرض الواقع ومتابعة مستمرة وتقييمات لم ولن تكل قطاعات الدولة لم ولن تسع الكلمات ذكرها مرة واحدة، ولاسيما القطاع التعليمي ومن أبرزها جامعة القاهرة، للنهوض بمستوى خدمة المواطن المصري بمختلف أعمارهم وفئاتهم.
د.إيمان علاء الدين
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com