مقالات

فاطمة رجب تكتب: السيادة المصرية.. السلام والإعمار

الجمعة 4 يونيو، 2021 | 9:00 م

في ظل تطور الأحداث في المنطقة والتحالف علي مصر وملئ سد النهضة والضغط علينا في مفاوضات السد ومحاولة لإرباك مصر، وقفت القيادة المصرية السياسية في مصر كالجبل .. صامدة لا يهزها ريح ولا حتي عاصفة، علي الرغم من استعداد الشعب المصري لخوض حربا ضد إثيوبيا وامتلاك الجيش المصري كل مقاومات الحرب، إلا أن القيادة تتبع خطوات السلام في إفريقيا.

مصر.. ثلاثة أحرف أصبحت تهز كيان العالم في الحرب والسلم في المفاوضات والاختراقات في الهجوم والدفاع.. شعب وقيادة تناغمهم يبدو غريب أمام العالم.

بلد محاصرة بطرق غير شرعية مقصودة عمدا، وفي ٦ أيام فقط كانت قادرة علي وقف العدوان علي قطاع غزة وإرسال وفد مصري إلى فلسطين وآخر إلي تل أبيب وفي نفس الوقت وفد إعمار من الحكومة إلى ليبيا للمساهمة في إعادة الإعمار فعلا لا قول.

حتي أعلن الرئيس بناء “مصر السكنية” داخل قطاع غزة لإحتواء الشعب الفلسطيني الشقيق المشرد علي أرضه، ٧ ساعات كانت فاصله في حرب أكتوبر و٦ أيام كانت فاصلة لإنشاء خط مفتوح في الغرب والشمال.

لن تتطلع مصر إلى السيادة علي الدول كما تفعل ايران وتركيا وإسرائيل، ما تفعله مصر هو مساعدة الشعوب للسيادة علي أرضهم والمحافظة علي أوطانهم من الاستعمار الفكري والفعلي، السيادة المصرية عنوانها السلام ومحتواها الإعمار.

لن تنتهي القصه هنا .. فالشعب المصري مؤمن إيمانا كاملا بالقضية الفلسطينية، فما شاهدناه من مساعدات مرت عبر حدود رفح علي أيدي شباب مصرية، كافية لإثبات أن مصر هي القلب وإذا توقف القلب توقف باقي أعضاء الجسد وانعاش الجيران من انعاش مصر.

كما كانت ليبيا هي الحضن للعمالة المصرية في آخر ٦ سنوات قبل مقتل القذافي، فمن الواجب رد الجميل، مرّت القضية الفلسطينية بعدد لا يُحصى من التحولات البطولية في وقت تذهب دولة الكيان الصهيوني بعيداً في الإجرام والتوسع الاستيطاني، لكن ما يعطي اللوحة ألواناً زاهية، وما يمنحها بعداً أسطورياً، هو القرار الشعبي الفلسطيني الذي لا يمكنه التخلي عن وطنه وهو وحده القادر علي إثبات أن العالم تغير سريعا ولكن لازالت القضية واحدة وكأن فلسطين منطقة مهجورة غير مسموح بالتقرب منها، ولكن مصر تقترب حتي زينت شوارع غزه بصورة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي واستقبل المواطنون موكب رئيس جهاز المخابرات العامة استقبالا حافلا، وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن مصر فقط هي الدولة التي يمكنها التدخل في الشأن الفلسطيني ومن هنا نصل إلى البديهيات في الثقة وأن مصر هي حصن الأمان الوحيد في المنطقة وأنها المفتاح وكلمة السر وسيادتها من سيادة المنطقة العربية.

ستظل مصر هي نقطة الضوء في آخر كل نفق مظلم والقيادة الحكيمة في مصر محط أنظار إفريقيا والغرب والشعب المصري يصطف خلف القيادة فمهما كان اختلافنا فيما بيننا فمن المستحيل الخلاف علي الوطن وتحيا مصر.