مقالات

د.إيمان علاء الدين تكتب: الكلمات المفتاحية

في يوم 30 مايو، 2021 | بتوقيت 10:44 م

الكلمات المفتاحية هي الكلمات التي نستخدمها للترويج لما في داخل الدراسة أو الموضوع حيث تكشف الكلمة المفتاحية الكثير والكثير عن البنية الداخلية للدراسة أو الورقة البحثية أو الموضوع، فتكون بمثابة عرض للخطوط العريضة التي تتضمنها الموضوع أو الدراسة، كما يتم استخدامها كخطوة أساسية لتجميع المادة العلمية الخاصة بالدراسات المختلفة. بالإضافة إلى إمكانية استخدام الكلمات المفتاحية من خلال البحث الإلكتروني أو البحث الورقي. فالبحث الاليكتروني يكون من خلال محركات البحث على الويب والبحث الورقي يتضمن البحث في الكتب العلمية او الرسائل الجامعية او الأوراق العلمية او  الدراسات النظرية والعملية الورقية، وكثيرا ما ينتابنا الفضول لمعرفة الكثير من حولنا، فنلجأ لاستخدام كلمة مفتاحية فمثلا نبحث على جوجل عن “مصر في عهد الرئيس السيسي”، فنقرأ ونشاهد ونسمع العديد والعديد من الأنشطة التي تتبناها وتنفذها الدولة المصرية منذ تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

ولعلنا نستعرض سويا أنشطة الدولة المصرية من خلال استخدام كلمة مفتاحية “مصر في عهد الرئيس السيسي” خلال ثلاثة أيام فقط. فنبدأ بتوجه السيد الرئيس السيسي إلى جيبوتي لعقد لقاء قمة مع رئيس جمهورية جيبوتي، والتي تعد الأولى من نوعها، حيث شهدت عقد قمة مصرية – جيبوتية، لمناقشة مختلف الملفات المتعلقة بالتعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً على الصعيد الأمني والعسكري والإقتصادي، بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين الشقيقين ويجسد الإرادة القوية المتبادلة لتعزيز أطر التعاون بينهما، وكذلك التباحث وتبادل الرؤى حول أهم التطورات فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بحسب بيان المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية.

ويحضرني جانب كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظريه الجيبوتي حيث شكر سيادته نظيره الجيبوتي مما يعكس “علاقات أخوية متينة واستراتيجية ممتدة على كافة الأصعدة بين البلدين، مستندةً إلى إرادة سياسية قوية ومتبادلة للارتقاء بها إلى آفاق أرحب”، كما أوضح سيادته فيما يخص اللقاء الثنائي حيث قال “تناول بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتي على مختلف المستويات السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية، واتفقنا على أهمية الانطلاق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين، فضلاً عن تكثيف التعاون في مجال بناء القدرات من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية”.

ففي هذه الكلمات الجامعة الشاملة أوضح السيد الرئيس السيسي الخطوط العريضة والأهداف الاستراتيجية التي سيتم تنفيذها لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين .. كلمات جامعة شاملة تعتبر بمثابه كلمة السر خاصة  لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين .. كلمات جامعة شاملة توضح مدى كفاءة الدور المحوري التي تقوم به الدولة المصرية ولاسيما بعد أن أوضح السيد الرئيس السيسي الآليات التنفيذية التي تقوم بها الدولة المصرية .. فلم يكتفى السيد الرئيس بالشكر على حفاوة الاستقبال ولم يكتفى الرئيس بذكر الخطوط العريضة والأهداف الاستراتيجية لتعزيز التعاون بين البلدين، بل استكمل سيادته بتحديد الآليات التنفيذية والأنشطة المختلفة ومؤشرات قياس الأداء لهدف تعزيز التعاون بين البلدين.

كما أوضح سيادته “أنه تم الإتفاق على أهمية العمل المشترك نحو توفير الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المصرية في جيبوتي، وإتاحة المجال أمام الشركات المصرية للمساهمة في مشروعات البنية التحتية، إضافةً إلى تيسير نفاذ المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الجيبوتية والمضي قدماً بافتتاح فرع لبنك مصر في جيبوتي، كما توافقنا على أهمية الإسراع بالإجراءات الخاصة بإنشاء المنطقة اللوجستية المصرية في جيبوتي خلال الفترة المقبلة لتيسير تصدير مختلف البضائع المصرية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في القطاعات ذات الأولوية، خاصةً في مجال النقل وربط الموانئ، ومجال الصحة، حيث يجري التنسيق بين الجانبين لإنشاء مستشفى مصري في جيبوتي، فضلاً عن التعاون في مجال الاستزراع السمكيي وكذلك تكثيف الجهود في مجال مكافحة الفكر المتطرف وتأهيل الدعاة من خلال تكثيف نشاط الأزهر الشريف في هذا الشأن، بما يساهم في تعزيز الاستقرار في المحيط العربي والأفريقي بالإضافة إلى أهمية تكثيف التعاون بين البلدين فيما يتصل بأمن البحر الأحمر كشريان استراتيجي هام يحظى بأهمية بالغة لدى الجانبين وكذلك استعراض  المستجدات الخاصة بقضية سد النهضة، وهو الملف الذي يمس المصالح الحيوية للمنطقة برمتها، والتاكيد على حتمية التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة في أقرب فرصة ممكنة، وبما يحقق مصالح الجميع ويعزز من أواصر التعاون والتكامل بين بلدان وشعوب المنطقة. والتأكيد على رفض مصر لأي مسعى لفرض الأمر الواقع من خلال إجراءات أحادية لا تراعي مصالح وحقوق دولتي المصب”.

ومن العودة من زيارة دولة جيبوتي الي جولة التفقد المعتادة لسيادته خلال يوم العطلة الرسمية، حيث تفقد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الجمعة الماضي، اعمال تطوير عدد من المحاور والطرق الجديدة بمنطقة شرق القاهرة كما اطلع سيادته علي اعمال التطوير في المحاور المحيطة بمطار القاهرة الدولي، وكذلك توسعة و رفع كفاءة الطرق الداخلية للاحياء المحيطة بمنطقة شيراتون السكنية  وذلك لتخفيف الأعباء المروريه عن تلك المنطقة وربطها بالمحاور الرئيسية، بالإضافة إلى تطوير شبكه المرافق بتلك المنطقة بإحلال وتجديد خطوط المياه وتنفيذ خط صرف صحي بطريق الاوتوستراد لخدمة التجمعات السكنية المستقبليه، بالإضافة إلى إنشاء شبكة صرف الأمطار.

كما التقي سيادته بعدد من المواطنيين الذين تصادف تواجدهم اثناء الجولة حيث تبادل سيادته الحديث معهم بشأن احوالهم المعيشية والاستماع الي طلباتهم، فلم تكن الأولي من نوعها، بل سبقتها مواقف عديدة.. جعلت المصريين يصطفون حول الرئيس السيسي ويلقبونه ب«جابر الخواطر».. مواقف برهنت ومازالت تبرهن على مدى إهتمام السيد الرئيس السيسي بتذليل عقبات كافة المواطنين بمختلف أعمارهم وفئاتهم، وتوفير حياة كريمة ينعم بها جموع الشعب المصري.

ومن جولة السيد الرئيس الي اجتماعات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث تنوعت الاجتماعات لتشمل كافة الأبعاد والمحاور الرئيسية لتنفيذ رؤية مصر ٢٠٣٠ ، حيث تناول الإجتماع “متابعة مشروعات التنمية السياحية على مستوى الجمهورية”، بحسب بيان المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية،
حيث وجه السيد الرئيس بضرورة الاستغلال الأمثل لأصول الدولة من الأراضي والسواحل وصون قيمتها كثروة قومية، وذلك من خلال مراجعة نسب التنفيذ والتشغيل بالمشروعات السياحية التي لم تكتمل حتى الآن، سعياً نحو تحقيق الأهداف التنموية والاقتصادية التي قامت من أجلها تلك المشروعات بالأساس، كما وجه السيد الرئيس بإتمام الأنشطة الأثرية والثقافية العالمية، على نحو يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، ويبرز جهود الدولة الجارية للارتقاء بالمواقع الأثرية على مستوي الجمهورية، وأيضاً يتكامل مع عملية التنمية والتحديث الشامل التي تشهدها المحافظات التي تتضمن تلك المواقع، وفي إطار النهج المستمر لاستعادة وإبراز الثقافة والحضارة المصرية عبر العصور المختلفة، وذلك على غرار ما تم في احتفالية موكب المومياوات الملكية.

وتتوالي الإجتماعات بإجتماع تناول “متابعة جهود إحلال الواردات وتوفير مستلزمات الإنتاج المحلية للصناعة الوطنية، بالإضافة إلى مستجدات إقامة المدن والمجمعات الصناعية في مختلف محافظات الجمهورية”، حيث وجه السيد الرئيس بمواصلة تعزيز جهود تعميق التصنيع المحلي وتوطين التكنولوجيا بهدف توفير منتجات عالية الجودة تلبى احتياجات السوق المحلي بالمقام الاول، ولسد الفجوة بين الصادرات والواردات، وتحقق الاكتفاء الذاتي من العديد من مدخلات الصناعة. كما وجه السيد الرئيس بالاستمرار في تنفيذ خطط إنشاء المجمعات الصناعية على مستوى الجمهورية لما تمثله الصناعة الوطنية كقاطرة للتنمية الاقتصادية، بالاضافة الى زيادة حجم الصادرات المصرية للخارج دعماً للاقتصاد القومي.

كما تناول اجتماع آخر “متابعة المشروعات الخاصة بجهاز مشروعات الخدمة الوطنية في عدد من القطاعات على مستوى الدولة” حيث وجه السيد الرئيس بتدقيق كافة الدراسات الخاص باستصلاح الأراضي في سيناء من جميع الجوانب الفنية والعلمية والبيئية خاصة مصادر المياه ونوع التربة، وذلك للوصول إلى أفضل معدلات الإنتاج من المحاصيل الزراعية بما يساعد على تعزيز العوائد الاقتصادية وإقامة الصناعات ذات الصلة، مع ضمان وصول كافة الخدمات والمرافق للأراضي الجديدة خاصة التغذية الكهربائية بالتكامل مع المشروع القومي لتنمية سيناء.

كلمة مفتاحية عبرت عن أنشطة كثيرة ذكرت وأخري لم يسع المقال ذكرها، تعبر عن مدى حرص الدولة المصرية على المضي قدما نحو تنفيذ خطط استراتيجية وتنفيدية  لخدمة المواطن المصري  بما يحقق الاستدامة .. أنشطة عظيمة الأثر يقوم بها الرئيس بشخص سيادته لمتابعة سير الخطوات التنفيذية والتشديد على الإلتزام بالجداول الزمنية المحددة للانتهاء من الأعمال .. أنشطة عظيمة الأثر تبرهن على قدرة الدولة المصرية على التخطيط والتنفيذ المتقن لتحقيق حلم المصريين والتغلب على كافة المخاطر والمشكلات التي تواجهم.

د. إيمان علاء الدين
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة

Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com