مقالات

د.علي عبدالمنعم يكتب: فلسفة النجاح بين المظهر والجوهر

الأحد 7 أغسطس، 2022 | 10:07 م

إن موضوعا مهما كالنجاح ليس من البساطة معالجته فى مقال قصير تحكمه الكلمات والعبارات وعدد الأسطر التى يشغلها، إلا أننى أحاول أن ألقى بعض الأضواء الكاشفة التى يمكن أن يستفيد منها أبناؤنا من طلبة الثانوية العامة بعد مرورهم بهذه التجربة أشير فيها إلى جملة من المعايير التى بمقتضاها يمكن الحكم على نجاح شخص ما فى مجال ما وإلى أى المعايير نستند فى تقييمنا للأفراد داخل المجتمع الواحد؟.

كلها تساؤلات قد تجول بخاطر كل واحد منا، إلا أن هناك علاقة زائفة دائما قد يتوهمها البعض فى الإنسان الناجح ألا وهى أنه يجب أن يكون ذا دخل جيد يغطى احتياجاته والتزاماته فى مجتمعه الصغير والكبير ليستطيع التكيف مع متطلباته واحتياجاته، أقول لك وبخبرتى المحدودة إنك قد تجد أستاذا جامعيا أو تاجرا أمينا أو مدرسا فاعلا أو طبيبا بارعا دخله أقل بكثير من لاعب مشهور أو نجم عالمى أو يوتيوبر على صفحات التواصل الإجتماعى يبهرك بدخله أو تاجر ممنوعات.

وهنا تدخل معايير مختلفة لتقييم الأمر منها الرضا والقناعة والحلال والحرام وراحة البال وطمأنينة القلب وغيرها من القيم النبيلة التى يشعر بها من اكتسب قوته بالحلال وصرفه فى الحلال، ومن ناحية أخرى قد يربط الأفراد النجاح بالذكاء وقدرة الفرد على الاحتفاظ بقدر كبير من المعلومات والمعارف وتخزينها واسترجاعها وقت الإختبار وقد يصاب الطلاب الأذكياء بخيبة أمل حين تجد أن نظام الإمتحانات المتبعة لا تفرزهم وتصنفهم وتميزهم عن أقرانهم من متوسطى الذكاء، إنها أمور شخصية عديدة لا يمكن الجزم بها، فالنجاح له معايير مختلفة ويرتبط به أمور عديدة من بينها قدرة الفرد على التكيف مع أى مهنة أو مهمة يكلف بها أو وظيفة يتقدم إليها، فالإنسان الناجح هو الذى يحسن التوفيق بين قدراته واحتياجاته واهتماماته وبين متطلبات الوظيفة أو المهنة التى يقبل عليها ليفهم الواقع ويستطيع أن يضيف إليه لا ليصبح عالة على مجتمعه وأسرته ومهنته التى يرتزق منها.

أقولها وبصدق إن النجاح يقع بين النسبية والإطلاق كما أنه يختلف باختلاف المجال ودرجة الإتقان والتحقق. اللهم أرزقنا الإخلاص والقبول ويسر لنا مرادنا ومراد أبنائنا إنك ولى ذلك والقادر عليه.

بقلم أ. د/ على عبد المنعم حسين
أستاذ مساعد بكلية التربية جامعة الزقازيق