مقالات

د.علي عبدالمنعم يكتب: وشم على الخشم.. قراءة فى أبعاد النفاذ الإجتماعى مع الآخرين

السبت 30 يوليو، 2022 | 9:50 م

معروف بما لايدع مجالا للشك إن العلاقات بين الأشخاص تتقدم تدريجيا مع مرور الوقت ولكن هناك فريق آخر يرى أن العلاقات بين الأفراد تحكمها العوائد والتكاليف، بمعنى أن تطور العلاقات بين الأشخاص يعتمد فى المقام الأول على حجم وطبيعة العوائد التى يجنيها الأفراد من علاقتهم ببعضهم البعض، وشتان الفرق بين العلاقتين.

حيث تشير الأدبيات التربوية والنفسية إلى أن الإنسان قد يفصح بكل ما لديه من أسرار شخصية وتجارب حياتية لمن يشعر معهم بالأمان النفسى أولا ويرى فى أعينهم الرغبة فى مساعدته واحتوائه، ولكن الإفصاح عن الذات يجب أن يكون بضوابط كى يأمن الإنسان المتحدث تبعات ما قد يجنيه بلسانه بعد البوح والتعبير عما يجيش بصدره من انفعالات ومشاعر وأحاسيس.

ولعل إختيارى لعنوان هذا المقال جاء وصفا للسيناريو الذى يمر به أى منا فى علاقته بغيره؛ تلك العلاقة التى تبدأ بالحوار الروتينى الذى يتم فيه الإفصاح عن المعلومات السطحية من قبل الشخص لقرين له أو من يراه مناسبا يمكن صداقته ثم تأتى المرحلة التالية وهى المرحلة الاستكشافية العاطفية حيث يتم التوسع فى الإفصاح عن المعلومات السطحية مع البوح بالاتجاهات الشخصية حول القضايا والأحداث العامة التى يمر بها الشخص فى حياته.

لتأتى المرحلة التالية وهى المرحلة العاطفية التى يبدأ فيها الفرد بالإفصاح عن الخصوصيات وكشف جوانب الشخصية ككل لكى تأتى أخطر المراحل وهى مرحلة الإفصاح الحميمى عن مختلف الموضوعات الشخصية ونطلق عليها مرحلة الإستقرار لدرجة أن يكون لدى الفرد قدرة على التنبؤ بما بداخل قرينه أو صديقه المفصح عن ذاته كالوشم الذى يبدو جليا له على خشمه، حينها لا يستطيع الفرد التملص من تلك العلاقة بسهولة، لذا كن حذرا فى سيناريو علاقاتك بالآخرين واحذر وصولك لمرحلة الاستقرار فى النفاذ الاجتماعى مع الآخرين. اللهم أرزقنا الإخلاص والقبول إنك ولى ذلك والقادر عليه.

بقلم أ. د /على عبد المنعم حسين
أستاذ مساعد بكلية التربية جامعة الزقازيق