رسالة دكتوراه بآداب أسيوط توصي بإعادة إحياء طريق الذهب عبر الصحراء الكبرى الإفريقية
الباحثة أماني قطب تحصل علي درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولي مع التوصية بالطباعة علي نفقة الجامعة
حصلت الباحثة أماني محمد قطب، المدرس المساعد بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة أسيوط، علي درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولي مع التوصية بالطباعة علي نفقة الجامعة، في رسالة بعنوان “طريق الذهب في الصحراء الكبري الإفريقية ودوره الحضاري”، دراسة تاريخية حضارية.
وقدمت الباحثة ملخص للرسالة، تضمن: “كان طريق الذهب أحد أهم الطرق في العالم الإسلامي، وأسهم بدور بارز في عملية التلاقح الحضاري بين الشعوب الإسلامية، حيث سلكته القوافل العابرة للصحراء بغرضي الحج والتجارة معا، وقد عٌرف طريق الذهب بأكثر من تسمية منها طريق الواحات أو طريق القصور أو طريق الذهب، ولطريق الذهب فرعين هما الواحات والقصور، وكان الأخير ممر رئيس للقوافل التجارية بشكل خاص، حيث تميز عن الطرق الأخرى، بوجود تجمعات القصور الصحراوية التي كانت مراكز تجارية نشطة امتدت بطول الصحراء الكبري، كما أسهمت الحركة التجارية على هذا الطريق فى إبراز دور القصور والقصبات، حيث كانت القوافل تتخذ منها محطات للبيع والشراء، والتزود بما يحتاجونه لإتمام الرحلة، وكانت هذه القصور تقع في مفترق الطرق مما جعلها نقاط انطلاق لتفرعات أخري للطريق الرئيس.
وتابعت: وأهم ما يميز طريق الذهب وجود المراكز التجارية، واستتباب الأمن، وتوفر نقاط المياه على مسافات متقاربة، وقدر بعض الباحثين الفترة التي يقطعها الراكب لعبور هذا الطريق بستة أشهر، ونظرًا لأهمية هذا الطريق أطٌلق عليه الطريق الصحراوي الدولي- إن جاز التعبير-.
واستكملت: وقد اتخذت القوافل العابرة لطريق الذهب مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي تضمن سلامة الرحلة، منها الحرص علي السير في قوافل كبرى، وتحديد وقت معين من العام لإنطلاق الرحلة، وكذلك تخزين الماء، واتخاذ الإدلاء العالمين بمسالك الصحراء.
وكان لطريق الذهب تأثير كبير في التواصل بين أبناء العالم الإسلامى، وبالأخص مصر وبلاد المغرب وبلاد السودان الغربي، حيث تم نقل السلع ومعها الأفكار والحضارة بين تلك البلاد، وكذلك عبر منه العلماء الذين حاضروا في مراكز العلم والحضارة في هذه البلاد، كما جاز خلاله طلاب العلم إلى المعاهد العلمية الكبرى في أنحاء العالم الإسلامي.
وعلى الرغم من الدور الحضاري الكبير لطريق الذهب إلا أنه تعرض للتراجع وتلاشى دوره، لعدة أسباب منها وجود أخطار عرضت حياة العابرين عليه للخطر كالرياح الشديدة، ووجود قاطعى الطريق، وكذلك نقص المياه، كما أثرت الضرائب التي فرضت علي المارين عليه من قبل السلطة الحاكمة أو القبائل التي حلت مكانها في أوقات ضعف السلطة المركزية، وأخيرًا أسهم التوجه الأوربي ناحية بلاد العالم الإسلامي -وخاصة السودان الغربي- في سحب البساط من الطرق التجارية عبر الصحراء، وتحوليها ناحية مدن جنوب أوروبا، فتراجع طريق الذهب واختفى دوره لكن لا تزال آثاره العلمية والثقافية باقية إلي اليوم.
واختتمت الباحثة دراستها بتوصية بإطلاق مبادرة بإعادة إحياء طريق الذهب عبر الصحراء الكبرى الإفريقية الذي ربط أجزاء القارة أسوة بمحاولة الدول الأسيوية وعلى رأسها الصين التي نادت بمبادرة “حزام واحد طريق واحد” لإحياء طريق الحرير، واتخذت خطوات فعلية على أرض الواقع.
وتكونت لجنة الإشراف علي الرسالة من الدكتور محمد أحمد بديوي، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية الآداب جامعة أسيوط “مشرفًا”، والدكتور محمد السيد أبو رحاب، أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية ووكيل كلية الآداب للدراسات العليا بجامعة أسيوط “مشرفًا”، والدكتور أحمد شوقي إبراهيم العمرجي، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية المساعد بكلية الآداب جامعة أسيوط “مشرفًا”