ملفات

“نتعلم مصري” يرصد.. وضع أسئلة في إمتحانات الجامعات خلقت أزمة وأحالت واضعيها للتحقيق

بدأت بسؤال التمني وبن شرقي وانتهت ب"القاضية ممكن".. وخبير: لابد من تفعيل "مراجع الإمتحان" مثل باقي دول العالم

في يوم 21 أبريل، 2021 | بتوقيت 1:10 ص

*يوسف راشد: لابد من المراجع لتحقيق الانضباط.. وعلي واضع الإمتحان وضع أسئلة تقيس مخرجات التعلم بشكل منطقي

*فضل الله: الأفضل أن يهتم واضعوا الأسئلة بمحتوى مادتهم وبتطبيقاتها العامة في الحياة وليست في مجال مثار وجهات واختلافات وصراعات

شهدت عدة جامعات حكومية خلال إمتحانات الفصل الدراسي الأول وكان آخرها الشهر الماضي، وقائع غريبة ومثيرة وبعضها خلقت أزمة، وذلك علي خلفية وضع أسئلة داخل الإمتحان أثارت الجدل، مما أدي لإحالة واضعي هذه الأسئلة للتحقيق داخل كلياتهم وجامعاتهم وإلغاء انتداب بعضهم.

“نتعلم مصري” يرصد مجموعة من الوقائع حدثت خلال شهر مارس الماضي، في امتحانات الفصل الدراسي الأول، حيث بدأت أول واقعة في كلية الهندسة بجامعة جنوب الوادي، وقرر الدكتور يوسف غرباوي، رئيس الجامعة، إحالة مدرس بكلية الهندسة للتحقيقات لمخالفته معايير وضع أسئلة الامتحانات لوضعه سؤال “اختر سؤال كنت تتمنى وجوده في الإمتحانات وأجب عليه”، فى امتحان مادة مقاومة وتكنولوجيا المواد 2، لطلاب الفرقة الثانية قسم الهندسة المدنية، للتحقيقات.

وقررت الجامعة إحالة الأمر للشئون القانونية لعدم الإلتزام بالأطر العلمية فى وضع الأسئلة الامتحانية وكذلك سيتم تشكيل لجنة لتصحيح هذه الورقة الامتحانية، بعد منعه من تصحيح المادة.

الواقعة الثانية حدثت في جامعة سوهاج، حيث قرر الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي، إحالة أستاذ القانون بجامعة أسيوط منتدب لجامعة سوهاج للتحقيق العاجل، لوضعه سؤالا بالامتحان، يفترض وفاة لاعب الزمالك أشرف بن شرقي.

وأحال عبدالغفار، الأستاذ الجامعي، للتحقيق وأوقفه عن العمل مؤقتا، لوضعه سؤالا بامتحان جامعي، يفترض وفاة اللاعب المغربي الدولي أشرف بن شرقي، المحترف في صفوف نادي الزمالك، ما أثار غضب جماهير الفريق.

ووضع أستاذ المادة، سؤالا عن بن شرقي، في مادة «تنازع القوانين» للفرقة الرابعة في كلية الحقوق جامعة سوهاج، قبل أن يتناقل رواد منصات التواصل، لا سيما مشجعي الزمالك ورقة السؤال بطريقة غاضبة.

وحسب الورقة المتداولة وقتها، يتضمن السؤال مناقشة تنازع حول ميراث للاعب المغربي عقب وفاته افتراضيا متأثرا بإصابته بكورونا. وقرر مجلس إدارة نادي الزمالك تقديم بلاغا إلى النائب العام ضد جامعة سوهاج، لولا تدخل وزير التعليم العالي لحل الأزمة.

وقالت جامعة سوهاج إنها «تحترم نادي الزمالك ولاعبيه وجمهوره، مثله كسائر الأندية وجماهيرها»، موضحة أنها «تدرك أن أستاذ المادة كان يجب أن يكون أشد حرصا من ذلك، لكنها تؤكد أن أسئلة الإمتحان هي مسؤولية واضعه، لذا قررت الجامعة إيقاف ندب أستاذ المادة مع مخاطبة رئيس الجامعة للتحقيق في الأمر».

الواقعة الثالثة والأخيرة كانت في جامعة المنوفية، حيث قرر الدكتور علوى الخولى، عميد كلية الهندسة جامعة المنوفية، إحالة أستاذا بالكلية للتحقيق لوضعه سؤالا ذكر فيه كلمة “القاضية ممكن”، والذي تسبب في إثارة غضب جمهور نادى الزمالك، لوضعه سؤالا طلب فيه، وضع تصميما للوجو عبارة عن “القاضية ممكن”، فى إشارة إلى هدف محمد مجدى أفشة لاعب النادى الأهلى، في مباراة نهائى دوري أبطال إفريقيا الموسم الماضي، ما آثار غضب جمهور الزمالك.

من جانبه، قال الدكتور يوسف راشد، أمين المجلس الأعلي للجامعات السابق وأحد الخبراء في التعليم العالي، أنه من الأفضل تفعيل “مراجع الإمتحان”، لافتا أن أي إمتحان في العالم لابد أن يكون له شخص يراجعه بخلاف واضع الإمتحان.

وأضاف راشد، في تصريح خاص ل”نتعلم مصري” أن المراجع يكون أستاذ آخر، وإذا كان هناك استاذين يضعان الإمتحان يراجعوا لبعض، ولا توجد مشكلة في ذلك، مشيرا إلي أن الفنية العسكرية بها مراجع للإمتحان ويمضي علي ذلك، لتحقيق الانضباط وهذا صحيح، ضاربا مثال بالجامعات البريطانية لديهم مراجع في الإمتحان وغيرها، مستطردا: “افرض انت غلطان في سؤال ولا في الصياغة ولا مش واخد بالك من حاجة، يتم مراجعتها”.

وأوضح راشد أن الأستاذ واضع الإمتحان لابد أن يراعي المخرجات المرادة من التعلم والأسئلة تقيس ذلك، لافتا أن الأهم ليس وضع أسئلة فيما درسه الطالب وبالتالي يجب وضع أسئلة تقيس مدي تعلمه وليس ما تم تدريسه، وبالتالي قياس مخرجات التعلم بشكل منطقي.

وقال الدكتور محمد رجب فضل الله، أستاذ المناهج وطرق التدريس، إن هناك قواعد وشروط توضع لبناء أدوات التقويم عامة والامتحانات خاصة، مؤكدا أن الهدف الرئيسي من الإمتحانات هو قياس نواتج التعلم المستهدفة، وتحديد مستويات التحصيل لدى الطلاب.

وأضاف فضل الله، ل”نتعلم مصري”، أن واضع الإمتحان، وهو في الجامعات غالباً ما يكون أستاذ الماده يجب أن يشغله أكثر قياس مدى تحصيل الطلاب لمادته، وتابع: ومن الجميل وخاصة في العلوم الإنسانية والإجتماعية أن يواكب واضع الأسئلة الأحداث الجارية والمناسبات بحيث تأتي محتويات هذه الأسئلة مواكبة لها دون أن يعكس هذا المحتوى تحيزاً معيناً أو عصبية بغيضة ودون أن يكون مرضياً لأصحاب اتجاه معين ديني أو سياسي أو رياضي وضد اتجاه آخر.

واستكمل: ولذا فانني -ومن وجهة نظري- فإن الزملاء الذين أثاروا الرأي العام في الآونة الأخيرة قد اجتهدوا في مواكبة أحداث جارية ولكن خالفهم التوفيق في تجنب الصراعات وإحداث الأزمات، والأفضل أن يهتم واضعوا الأسئلة بمحتوى مادتهم وبتطبيقاتها العامة في الحياة، وليست في مجال مثار وجهات واختلافات وصراعات.