نحو مجتمع خال من الدخان.. معهد تيودور بلهارس يقدم محاضرة علمية بعنوان “المشورة والإقلاع عن التدخين”

في إطار إهتمام معهد تيودور بلهارس للأبحاث بتعزيز الوعي الصحي والوقاية من الأمراض، وتحت رعاية الدكتور أحمد عبد العزيز مدير المعهد ورئيس مجلس الإدارة، نظم قسم الصحة العامة برئاسة الدكتورة حنان علي سيد وتحت إشرافها، محاضرة علمية بعنوان: “المشورة والإقلاع عن التدخين”، ألقتها الدكتورة هبة لطفي مدرس طب الأسرة بكلية الطب، جامعة حلوان.
خلال المحاضرة، استعرضت الدكتورة هبة لطفي تاريخ برامج مكافحة التدخين على المستوى العالمي، موضحة أن هذه الجهود بدأت منذ أكثر من عشرين عامًا، وأن معظم دول العالم باتت تمتلك برامج وقوانين واضحة تهدف إلى الحد من إنتشار التدخين وحماية الأفراد من أضراره الصحية والإجتماعية.
وأشارت إلى أن التدخين يمثل إحدى أخطر العادات غير الفطرية التي تقود إلى أمراض مزمنة مثل أمراض القلب وتصلب الشرايين وسرطانات الرئة والعقم والشيخوخة المبكرة، لافتةً إلى أن أكثر من ثمانية ملايين شخص يفقدون حياتهم سنويًا بسبب التدخين، رغم تزايد الوعي العام بمخاطره، وأن نحو 20% من البالغين حول العالم ما زالوا مدخنين.
وتناولت الدكتورة هبة أهمية استخدام الألفاظ السليمة والمناسبة في التعامل مع المدخنين، مشددة على ضرورة اتباع أسلوب إيجابي قائم على التفهم والإقناع العلمي والنفسي بدلًا من التوبيخ أو الإدانة.
وأكدت أن المشورة الطبية ليست مجرد نصيحة عابرة، بل هي تواصل منظّم بين الطبيب والمريض يهدف إلى تحفيزه على الإقلاع عن التدخين، وتقديم الدعم العلمي والنفسي اللازم، وبناء علاقة متابعة مستمرة تعزز فرص النجاح.
كما أوضحت أن للمشورة أنواعًا متعددة، منها المشورة القصيرة التي تستغرق من ثلاث إلى خمس دقائق وتُقدم لكل مدخن في العيادات العامة، والمشورة المكثفة التي تُجرى في عيادات متخصصة ضمن خطة متكاملة للإقلاع عن التدخين. وتطرقت إلى مراحل المشورة الخمس التي يمر بها المدخن أثناء محاولته الإقلاع، وهي: مرحلة ما قبل التفكير، ثم التفكير، فالتحضير، فالعمل، وأخيرًا مرحلة الثبات، مؤكدة أن دور الطبيب والفريق الطبي في كل مرحلة يتطلب تفهمًا عميقًا لحالة المريض ودعمًا مستمرًا له في مواجهة الإنتكاسات وأعراض الإنسحاب.
وأشارت إلى أهمية الدعم النفسي والسلوكي الذي يشمل جلسات فردية وجماعية تساعد المريض على التعامل مع التوتر والضغوط، بالإضافة إلى إستخدام بدائل النيكوتين ومضادات الإكتئاب لتخفيف أعراض الإنسحاب، كما شددت على أن الإنتكاسة لا تعني الفشل، بل هي جزء طبيعي من مراحل التغيير، ويجب التعامل معها بتحليل الأسباب ووضع خطة جديدة تتناسب مع ظروف المريض وتعيد تحفيزه على الإستمرار.
وفي ختام المحاضرة، نوهت بدور عيادات مكافحة التدخين التابعة لوزارة الصحة وما تقدمه من خدمات مجانية وبرامج دعم هاتفي، إلى جانب الحملات القومية للتوعية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. كما أكدت على الدور المحوري للإعلام في رفع الوعي المجتمعي بمخاطر التدخين، من خلال حملات توعوية مستمرة تستهدف المدارس والجامعات ووسائل التواصل الاجتماعي، بما يسهم في بناء جيل أكثر وعيًا وصحة.
وفي تصريح له، أكد الدكتور أحمد عبد العزيز أن مكافحة التدخين ليست مجرد قرار فردي، بل مسؤولية وطنية ومجتمعية، مشيرًا إلى أن المعهد يولي اهتمامًا خاصًا بتبني برامج توعوية وعلمية تهدف إلى دعم السلوكيات الصحية وتقليل العبء الناتج عن الأمراض المزمنة المرتبطة بالتدخين.
وأضاف أن معهد تيودور بلهارس يؤمن بأن المشورة الطبية تمثل حجر الزاوية في تغيير السلوك الصحي، وأن العلم والتوعية هما الطريق الآمن نحو مجتمع خال من الدخان. كما أوضح أن الإقلاع عن التدخين ليس قرار لحظيًا، بل رحلة وعي وتغيير يقودها العلم والدعم والمشورة، مؤكدًا على سعى المعهد ليكون شريكًا حقيقيًا في هذه الرحلة نحو حياة صحية بلا دخان.





