د.فاتن عزازي تكتب: كيف نحقق تكافؤ الفرص التعليمية في نظام القبول للجامعات؟
إن القبول بالجامعات المصرية له عدة أبواب هي:
١- مكتب التنسيق.
٢- الشهادات العالمية مثل IG، الدبلومة الأمريكية، وغيرها.
٣- الاستيم
٤- خريجي الدبلومات الفنية.
٥- الشهادات العربية المعادلة.
٦- الشهادات الاجنبية المعادلة.
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال؟
إذا كانت كلية الهندسة على سبيل المثال تأخذ من ٩٠٪ عن طريق مكتب التنسيق.. هل الطالب الذي حصل على ٨٩٪ وحرم من دخول كلية الهندسة أفضل أم خريجي الثانوي الصنايع؟ أم خريج الدبلومة الأمريكية؟ أم خريج الشهادة العربية المعادلة؟
لا أحد يعرف الإجابة أو يجزم بها فجميع الإحتمالات واردة
لماذا؟
لأنه لا توجد مسطرة تقييم واحدة تسري على جميع تلك الفئات لتفاضل بينها ويتم اختيار أفضل العناصر ويتحقق تكافؤ الفرص التعليمية واختيار أفضل العناصر.
ولكن كيف يتم القبول في الجامعات في الدول الأجنبية المتقدمة ؟ هل لديهم ما لدينا؟
الإجابة لا
حيث إن التعليم الجامعي بالخارج غير مجاني فإن كل جامعة يتقدم لها طلاب حاصلين على شهادات ثانوية من بلدها ومن دول أخرى عديدة بشهادات عديدة.
وحيث إن كل جامعة تنفق على نفسها من مواردها الخاصة فإنها تكون حريصة على اختيار أفضل العناصر الطلابية لترفع من ترتيبها العالمي وتزيد من نسب الإقبال عليها.
فإنها تقوم بعقد إختبارات قبول في الجامعات كي توجد مسطرة تقييم واحدة تسري على الجميع بغض النظر عن الجنسية والجميع متساوي.
هل يمكن تطبيق إختبارات القبول للقبول بالجامعات بمصر؟
نعم، ولكن بعد إتخاذ إجراءات تعالج المخاوف المجتمعية لذلك.
ما أهم تلك المخاوف؟
الواسطة وعدم الحيادية
وأن تكون إختبارات الجامعات ليست على نفس القدر من الصعوبة.
وكيف نعالج تلك المخاوف لنحقق الحيادية وتكافؤ الفرص التعليمية؟
أولا: عمل بنك أسئلة لاختبارات القبول لكل مجموعة من الكليات التي تجمعها مواد مؤهلة مشتركة يكون موحد بين الجامعات ، الحكومية منها والخاصة.
ثانيا: تجهيز قاعات لمعامل حاسب آلي مؤمنة ومتصلة بالانترنت في كل جامعة لعقد إختبارات قبول إلكترونية لا يتدخل فيها العنصر البشري وتظهر النتيجة فور إنتهاء الإختبار.
ثالثا: يمكن للطالب دخول اختبارات القبول في أي جامعة يقوم بالتسجيل الإلكتروني عليها حكومية أو خاصة أربع مرات خلال دراستة في السنة النهائية للشهادة الثانوية ويتم احتساب الدرجة الأعلى له ولا تتم إجراءات القبول إلا بعد إجتياز امتحان الشهادة الثانوية لجميع أنواعها.
رابعا: تأخذ كل جامعة العدد المتاح قبوله بالنسبة لها من الطلاب الحاصلين على اعلى الدرجات بها في جميع كلياتها تبعا لدرجات الطالب.
خامسا: يسمح لمن لم يقبل في جامعة دخول جامعة أخرى لم تستكمل أعدادها المطلوبة طبقا لمجموع درجاته ثم الجامعات الاهلية والخاصة وهكذا.
ما الذي يترتب على هذا النظام؟
أولا: يتحقق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية ويدخل الجامعة أفضل العناصر فقط.
ثانيا: سوف تنتهي رهبة الثانوية العامة لأنها ستصبح مجرد إجتياز فقط لا مجموع.
ثالثا: سوف تقل دائرة الدروس الخصوصية لأن الطلاب سوف تركز على مواد التخصص المؤهلة في كل كلية فقط وليس جميع المواد الدراسية.
هذا مجرد مقترح شخصي مني لتحقيق تكافؤ الفرص التعليمية في نظام القبول بالجامعات، أتمنى سماع آرائكم في إمكانية تنفيذه وما يمكن أن يترتب عليه من إيجابيات أو سلبيات.
أ.د. فاتن عزازي
أستاذ أصول التربية والتخطيط التربوي
رئيس شعبة بحوث المعلومات بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية