جامعات

إعلام القاهرة تختتم دورتها الأولى للصحفيين “الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي”

الجمعة 10 سبتمبر، 2021 | 1:09 ص

هويدا مصطفى: كلية الإعلام في سعي مستمر لعقد بروتوكولات مستمرة لرفع وعي الإعلاميين

ليلى عبد المجيد: الحكومة المصرية تحارب الأخبار الزائفة من خلال مؤسساتها المتنوعة وهناك فجوة بين القانون وتطبيقه

سامي طايع: الأردن أولى الدول العربية التي درست التربية الإعلامية بمدارسها وأتمني أن يحدث ذلك بمصر

كتبت-نجلاء الجعفري:
إختتمت كلية الإعلام بجامعة القاهرة، اليوم الخميس، أولى دوراتها التدريبية للإعلاميين بالتعاون مع مؤسسة فريدرش ناومان الألمانية تحت عنوان «الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي»، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام، وبتنسيق من الدكتورة ليلي عبد المجيد، المدير الأكاديمي لوحدة الجودة بالكلية.

وبدأت الجلسة الأولى بمحاضرة الدكتور سامي طايع، أستاذ العلاقات العامة والإعلان بالكلية عن “نماذج وتجارب عالمية وإقليمية في مواجهة الأخبار الزائفة”.

وقال طايع إن وسائل الإعلام هي المحرك والمصدر الأساسي لبث خطاب الكراهية بين المجموعات داخل الدولة الواحدة، وكذلك بين الشعوب المختلفة لأنها أحيانا تقدم المضامين الإعلامية بشكل متحيز.

وبرر طايع ظهور خطاب الكراهية بإنتشار وسائل الإعلام الجديدة وعرفه بأنه يقوم على الاستقطاب والتقليل أو الترهيب من الطرف الآخر ويعتمد لغته علي التشوية والتعبيرات غير اللائقة ونشر الأخبار والمعلومات “الكاذبة والمغلوطة والخاطئة والمضلله” والتي يتم تقديمها علي أنها أخبار غالبا ما يكون هدفها الإضرار بسمعه شخص أو كيان أو جني الأموال من خلال عائدات الإعلانات.

وأضاف طايع أن هناك توجه عالمي لتنظيم مبادرات لنشر مبادئ التربية الإعلامية ومواجهة خطاب الكراهية الموجه للطرف الآخر في عمليات الإتصال ومن ضمن هذه المبادرات مبادرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لتعليم صغار السن الطريقة التي يجب أن يتعاملون بها مع وسائل الإعلام وتحليل كل ما يتعرضون له وطبقت اليونسكو هذه المبادرة بدولة الأردن السنة الماضية بعد تدريب المدرسين وتعد الأردن أولى الدول العربية التي قامت بتدريس التربية الإعلامية لطلاب التعليم الأساسي.

وتمني طايع أن يحدث ذلك بمصر، مشيرًا إلي أن منظمة اليونسكو قدمت لمرات عديدة مقترحًا بإدراج مادة التربية الإعلامية لطلاب التعليم الأساسي بمصر، مستشهدًا بإهتمام بعض الدول الأجنبية مثل كندا وفنلندا بإلزام المدارس بحصة أسبوعية في مجال التربية الإعلامية وذلك للسعي وراء حدوث تفاهم عالمي ضد الكراهية والعنصرية.

ومن جانبها، ألقت الدكتورة ليلي عبد المجيد، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام، محاضرة نقاشية حول “طرق مواجهة الأخبار الزائفة قانونيًا واجتماعيًا وإعلاميًا وإلكترونيًا”، موضحه من خلالها مفهوم الأخبار الزائفة وأنواعها، مشيرة إلى أن الأخبار الزائفة تهدف للانتشار المتعمد للتضليل عبر وسائل الإعلام التقليدية ووسائل الإعلام الجديدة وخاصة وسائل التواصل الإجتماعى، وتابعت: هناك أنواع للأخبار المزيفة وهناك أشكال للتضليل الإعلامي ومنها العناوين المثيرة، التلاعب بالمحتوى، المضامين الملفقة، المضمون المتلاعب به، انتحال صفة مصادر حقيقية، الربط الخاطئ، السخرية، الأخبار المزيفة، الأخبار المضللة، الأخبار المتحيزة.

وأضافت عبد المجيد أن هناك بعض العوامل التي تساعد في انتشار الأخبار الزائفة والتضليل ومنها: جاذبية المعلومات والأخبار الزائفة، تطوير أدوات تزييف الأخبار وظهور الذكاء الإصطناعي، صعوبة التحقق في كثير من الأحيان من مصداقية المعلومات عبر الإعلام الرقمي، عدم قدرة بعض المتلقين على البحث والتحري، إعادة إرسال الأخبار المزيفة بين المستخدمين.

وتابعت عبد المجيد أن هناك بعض العومل التي تساعد علي مواجهه الأخبار الزائفة ومنها الرد السريع على الأخبار الزائفة في نفس الوسائل التي يستخدمها المروجين لها، تطوير المعرفة الإعلامية، وجود بيئة إعلامية شفافة، مواجهه انخفاض مستويات ثقة الجمهور بوسائل الإعلام التقليدية، سن القوانين والإلتزام بمواثيق الشرف ومدونات السلوك المهني، التربية الإعلامية والرقمية، المواجهه الإلكترونية، المواجهة الإعلامية، المواجهة المجتمعية الرسمية والشعبية، عدم الإكتفاء بتكذيب الأخبار المزيفة وتقديم معلومات مفصلة وجديدة.

واستكملت: الحكومة المصرية تحارب الأخبار الزائفة ويظهر ذلك من خلال بعض المراكز والإدارات التي أسستها الحكومة من أجل محاربة الشائعات وتكذيبها والرد عليها ويظهر ذلك في الدور الذي يقوم به المركز الإعلامي بمركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار وإدارة مكافحة الشائعات والمعلومات الكاذبة بمكتب النائب العام وكذلك الصفحات الرسميه للوزارات والمؤسسات الحكومية.

وترى عبد المجيد أن القانون لا يكفي للقضاء علي الأخبار الزائفة نظرًا لوجود فجوة بين وجود القانون وتطبيقة، مقدمه النصيحه للصحفيين بالتحقق من المعلومات ومصادرها والتأكد منها وكذلك التحقق من معلومات الموقع ومن الصور.

وأختتم اليوم التدريبي بالعرض والتدريب العملي الذي قدمه الخبير المعلوماتي خالد البرماوي بعنوان “آليات مواجهة الأخبار الزائفة.. الشك وفك بنية التضليل”.

وقال البرماوي إن التفكير النقدي أول طريق للكشف عن بنية التضليل الإعلامي، موضحًا أن العاطفة تحد من العقلية النقدية وتجعلها متحيزة لبعض الآراء والاتجاهات مضيفًا أن المضامين السياسية والترفيهية والخدمية هي أكثر أنواع المضاميين التي تتعرض للتضليل بينما المضامين الرياضية والإقتصادية هي الأقل تضليلًا.

وتابع البرماوي: المراحل الأخيرة من تطور الخلل المعلوماتي بدأت عام 2016 بعد النداء بإجراء استفتاء بخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي وشهد عام 2020 تطورًا كبيرًا في هذا الخلل المعلوماتي إثر انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث انتشرت الأخبار المفبركة وبدأت في الظهور علي السطح بقوة.

وختم البرماوي حديثه بوجود طرق تساعد الصحفيين علي تجنب الخلل المعلوماتي ومنها الشك، السؤال، التحقق، التوثيق، فهم السياق والخلفية.

وأختتمت الورشة بجلسة ختامية تم بها تكريم الإعلاميين المشاركين بالدورة وتوزيع الشهادات عليهم من قبل الدكتورة هويدا مصطفي، عميد الكلية، وهاني عبد الملاك، مدير مكتب مصر بمؤسسة فريدريش ناومان.

وعبرت الدكتورة هويدا مصطفي عن سعادتها بالتفاعل الذي حدث بين المدربين والمتدربين، مؤكدة على وضع الإهتمام برفع وعي وثقافة الإعلاميين من ضمن أجندة الكلية نظرًا للمسئولية المجتمعية التي تقع علي عاتقها والتي تجعلها في سعي مستمر لعقد بروتوكولات وشراكات مستمرة مع المؤسسات الحكومية والخاصة لخدمة المجال الإعلامي بشكل عام ولخلق جيل من الإعلاميين مدرك بمفهوم التربية الإعلامية ومطبق لمعايير مكافحة الاخبار الزائفة والتضليل الإعلامي وعلي وعي بخطورة انتشارها وتأثيرها علي الأمن القومي.

وأشار هاني عبد الملاك إلي أن مؤسسة فريدرش ناومان الألمانية بالتعاون مع كلية الإعلام بصدد عقد ست دورات تدريبية أخرى للإعلاميين وللصحفيين للتحدى من إنتشار الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي، وذلك بعد نجاح الدورة الأولي في خلق رجع صدى قوي لدي المتدربين.