جامعات

إعلام القاهرة تطلق الدورة التدريبية للإعلاميين «الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي»

الأربعاء 8 سبتمبر، 2021 | 11:25 م

هويدا مصطفى: كلية الإعلام تشارك المؤسسات لمحاربة الشائعات والأخبار الزائفة

هبة السمري: المؤسسات الصحفية تفتقر لوحدات التحقق مما ينشر علي مواقع التواصل الإجتماعى

البرماوي: الذكاء الإصطناعي يساعد في مواجهة المعلومات المفبركة بدرجة دقة 80%

ياسر عبد العزيز: المصريون أكثر الشعوب تعرضًا للخداع وللأخبار المزيفة

كتبت-نجلاء الجعفري:
بدأت كلية الإعلام في جامعة القاهرة، أمس، دورتها التدريبية للإعلاميين بالتعاون مع مؤسسة فريدرش ناومان الألمانية، تحت عنوان «الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي»، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام، وبتنسيق من الدكتورة ليلي عبد المجيد، المدير الأكاديمي لوحدة الجودة بالكلية.

وشهدت الورشة حضور ما يقرب من 20 إعلامي وصحفي يعملون بوسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية والرقمية بالجهات الحكومية والخاصة.

وتستمر الدورة حتي غد الخميس الموافق 9 سبتمبر، بقاعة المؤتمرات بالكلية بالدور الرابع ابتداءً من الساعة التاسعة صباحًا حتي الساعة الرابعة عصرًا.

واستضافت الكلية مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مجال الإعلام والأمن المعلوماتي لتدريب الإعلاميين المشاركين بالدورة، حيث قدمت بالأمس الدكتورة هبة السمري، الأستاذ بقسم الإذاعة والتلفزيون بالكلية، محاضرة بعنوان مفهوم الأخبار الزائفة “الأهداف والأدوات والآليات”، وعقبتها الدكتورة حنان يوسف، عميدة كلية اللغة والإعلام بالقرية الذكية، بمحاضرة بعنوان “الثقافة الرقمية ونقد وسائل الإعلام ووسائط التواصل الإجتماعي كآلية للوقاية والمواجهة، واختتم اليوم التدريبي بمحاضرة بعنوان “التكنولوجيا الرقمية وصناعة الأخبار: أساليب وتقنيات الذكاء الإصطناعي والمنصات الإجتماعية وانتشار الأخبار الزائفة” قدمها الخبير المعلوماتي خالد البرماوي.

وقدم، اليوم، الدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، محاضرة نقاشية بعنوان “التأثيرات المختلفة لعمليات تزييف الأخبار وصناعتها علي أمن المجتمع” ثم محاضرة لخبير الأمن المعلوماتي المهندس وليد حجاج بعنوان “أشكال ووسائل التزييف والعوامل المؤثرة في انتشاره”، واختتم اليوم التدريبي بمحاضرة نقاشية لأحمد عصمت، مدير منتدي الإسكندرية للإعلام تحت عنوان “أساليب كشف التزييف وطرق التحري والتحقق من صدق المعلومات”.

ومن جانبها، قالت الدكتورة هويدا مصطفى، عميد الكلية، إن هذه الدورة يتم تنظيمها بالتعاون مع مؤسسة فريدرش ناومان الألمانية بإعتبارها مؤسسة شريكة تدعم الكلية في استكمال مسئوليتها في محاربة الشائعات والتضليل الإعلامي والأخبار الزائفة.

وأضافت مصطفي أن كلية الإعلام قامت بتنظيم ندوات ومؤتمرات للباحثين تتناول هذه القضايا وجاء الدور لعقد دورة تدريبية للإعلاميين تهدف إلى تزويد مهاراتهم وتنمي وعيهم فيما يخص الأمن المعلوماتي وتساعدهم أيضًا علي معرفة الأدوات التي تكشف التضليل الإعلامي من خلال إكسابهم مهارات التحقق من الأخبار وفحص مصادرها ودرجة مصداقيتها والتأكد من عدم تزييف الصور والفيديو كما تسعى لتعزيز قدرتهم على التمييز بين الأخبار الزائفة والفبركة والاختلاق والتضليل الإعلامى وتأثيراتهم على أمن المجتمع.

وقال هاني عبد الملاك، مدير برامج مصر بمؤسسة فريدريش ناومان: إن المؤسسة تشجع علي الشراكة مع كلية الإعلام وغيرها من المؤسسات لتعزيز الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والدعوة إلى حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، مشيرًا إلى أن المؤسسة بدأت عملها في مصر منذ اكثر من 40 عاما عام 1976 بالتعاون مع شركاء محليين في إطار اتفاقيات مبرمة مع الحكومة المصرية.

وأكدت الدكتورة هبة السمري، أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، على إفتقار المؤسسات الصحفية لوحدات التحقق مما ينشر علي مواقع التواصل الإجتماعى، مطالبة الإعلاميين بضرورة التحقق من الأخبار قبل نشرها نظرًا لأننا نعيش في عصر الخلل المعلوماتي وانتشار الأخبار المضللة والمضامين الملفقة التي يتم التلاعب بها.

وأضافت السمري أن الأخبار المزيفة ينبثق منها عدة أنواع للأخبار ومنها الأخبار الزائفة، والأخبار الكاذبة والأخبار المخادعة والأخبار الملفقة وكل هذه الأنواع تهدد ديمقراطيات الدول بشكل عام والدول العربية بشكل خاص، مشيرة إلى أن البيئة العربية تحتاج بدرجة كبيرة لقتل الشائعات أكثر من البيئة الأجنبية.

وشددت الدكتورة حنان يوسف، عميد كلية اللغة والإعلام بالقرية الذكية، علي ضرورة تميز الإعلاميين بالمهارات التقنية والرقمية التي تحدد شكل المادة الإعلامية مع فهم للحقوق والمسئوليات الرقمية التي تبرز المزايا والحريات الممتدة لجميع مستخدمى التكنولوجيا والتوقعات السلوكية التي تأتي معة.


ويرى الخبير المعلوماتي خالد البرماوي أن هناك عدة تحديات تواجهها الصحافة اليوم وتلك التحدياث تؤثر بشكل كبير علي انتشار الأخبار الزائفة ومنها الربح والتنظيم، التكلفة، السبق الصحفي، الوصول للجمهور، هوية الصحافة في العصر الرقمي.

وأضاف البرماوي أن الذكاء الإصطناعي يساعد في مواجهة المعلومات المفبركة بدرجة دقة 80% وذلك من خلال قدرته على تحليل أسلوب الكتابة ومتابعة سلوك مشاركة المحتوى من قبل الجمهور والرجوع لمصادر المحتوى الأصلية موضحًا وجود بعض المشاريع التي تحارب وتكشف الأخبار المزيفة مثل مشروع فاندنجو ومشروع good news ومشروع DNA، ومشروع News guard.

وحول خوف الإعلاميين من إتخاذ الإنسان الآلى كأحد أدوات الذكاء الإصطناعي دورهم في مهنتهم، قال البرماوي: لا يمكن الاستغناء عن الصحفي ولكن يمكن الاستغناء عن الوظائف التقليدية التي يقوم بها وإرفاقها للإنسان الآلي ومن ثم سيتفرغ الصحفي للوظائف التي يصعب علي الإنسان الآلي القيام بها مثل التحليل الدقيق والتحقق والتوثيق.

وأشار الدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إلى وجود تأثيرات للأخبار الزائفة علي المجتمع ومنها فقدان القدرة علي الحكم الذاتي العقلاني من قبل الأفراد، التأثير علي الأمن القومي، إفساد الانتخابات، تقويض الديمقراطية والأمن الشخصي، صعود الشعبوية، وجود جائحة معلوماتية، إثارة الشغب والفوضى وقلب الحقائق، التزييف العميق وتراجع الثقة.

ويرى عبد العزيز أن المصريين هم أكثر الشعوب تعرضًا للأخبار المزيفة وللخداع واستشهد بنتائج الدراسات والأبحاث التي أُجريت مؤخرًا من قبل مراكز بحثية متخصصة، حيث توصلت إحدى الدراسات إلى أن 86% من المصريين مستخدمي الإنترنت وقعوا ضحية أخبار مزيفة ولمكافحة هذا التزييف هناك ثلاثة مستويات أولهم: المستوى الرسمي والذي يمكن من خلاله مواجهه التـزييف بالبيانات الرسمية وسرعة الرد والشفافية، وثانيهم المستوى الشعبي والذي يتحقق من خلال التوعية والتحقق والتواصل مع المؤسسات المعنية، وثالثهم المستوى الأمنى والذي يتم من خلاله الرصد والملاحقة والتحليل.

وأضاف عبد العزيز أن المواجهة الإعلامية للأخبار الزائفة ضرورة حتمية يجب وضعها في الإعتبار ويمكن تحقيقها من خلال كشف التقنيات المستخدمة في الدعايا الكاذبة، شرح بديل مناسب وكامل بدون تعقيد، توضيح نوايا مصدر الشائعة، تجنب النصوص الطويلة والشروحات الفنية المعقدة، المرونة والسرعه في التصدي للشائعات، استخدام رسائل قوية وصياغات قصيرة، إنشاء مجال إعلامي حر مسئول متعدد متنوع يخضع للتقييم.

وقال المهندس وليد حجاج، خبير أمن معلوماتي، إن المعلومات قديمًا كانت مؤمنة بالكامل ولكن مع دخول التكنولوجيا ورفع المعلومات والبيانات الشخصية علي الإنترنت أصبح الأمن المعلوماتي في خطر، مشيرًا إلى أن سياسات الخصوصية لأغلب الأشخاص يتم اختراقها نظرًا لعدم قرائتهم الصحيحة لسياسات الإشترك بمواقع التواصل الإجتماعي ولغياب الرقابة الأبوية ودور الأسرة ولإنعدام الوعي التكنولوجي المختص بالحفاظ علي الخصوصية.

وأضاف أحمد عصمت، مدير منتدي الإسكندرية للإعلام، أن الهندسة الإجتماعية مثل “البرمجيات المزيفة، الايميلات التصيدية” تستخدم التلاعب النفسي لخداع المستخدمين لإرتكاب أخطاء أمنية أو الكشف عن معلومات حساسة موضحًا وجود ثلاثة أساليب تتعلق بمعالجة المعلومات لأغراض الهندسة الإجتماعية وهي السياق المفقود، التحرير المخادع، وآخرهم وأخطرهم التحول الخبيث والذي يعدل مقاطع الفيديو من خلال الذكاء الإصطناعي لإنشاء شئ مزيف يبدو حقيقيا.

ونصح عصمت الإعلاميين بضرورة وضع هذه الحكمة في الإعتبار وهي “لا تصدق كل ما ترى أو تسمع” كما نصحهم بضرورة التحقق من الصور والفيديوهات، مشيرًا إلي بعض الأدوات التي تحقق ذلك.