«من ميادين النصر إلى ميادين التنمية».. كلية الإعلام بجامعة عين شمس تُحيي الذكرى الـ ٥٢ لحرب أكتوبر المجيدة

في أجواء من الفخر والانتماء، وتحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس، نظمت كلية الإعلام ندوة بعنوان “٥٢ عامًا على حرب أكتوبر المجيدة.. من العبور العسكري إلى البناء والتنمية”، احتفالًا بذكرى النصر العظيم الذي أعاد لمصر عزتها وكرامتها، وذلك تحت إشراف الدكتورة هبة شاهين عميدة الكلية، والدكتورة سلوى سليمان وكيلة الكلية لشئون التعليم والطلاب.
شارك في الندوة اللواء نبيل سليمان أبو النجا أحد أبطال حرب أكتوبر، والنائب مصطفى بكري الكاتب الصحفي، والدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث بكلية التربية جامعة عين شمس، الذين استعرضوا بطولات الجيش المصري في معارك العبور، وكيف تحولت روح أكتوبر إلى طاقة بناء وتنمية في الجمهورية الجديدة.
بدأ اللواء نبيل سليمان أبو النجا اللقاء بالحديث عن كتابه “رحلة إلى جهنم”، الذي يوثق فيه تفاصيل واحدة من أخطر العمليات العسكرية في التاريخ المصري الحديث، مستعرضًا ما واجهه من صعوبات وتحديات جعلته يصف تلك التجربة بأنها “رحلة إلى الجحيم”.
وعبّر عن فخره واعتزازه بانتمائه لمصر وتاريخه العسكري، مؤكدًا ضرورة التمسك بالقيم والمبادئ التي ميّزت المصريين جيلاً بعد جيل.
كما عرض مقطعًا مصورًا أوضح من خلاله كيفية تنفيذ العمليات العسكرية والتدريبات القتالية، متحدثًا عن تأسيسه لأول وحدة قتالية بالفرقة ٩٩٩ قتال، وعن العملية التي حملت اسم كتابه، والتي وُصفت بـ”المهمة المستحيلة” لما تميزت به من خطورة وتعقيد.
واستعرض تفاصيل العملية عبر خرائط وشروحات دقيقة، موضحًا قدر المعاناة لتنفيذها بنجاح، مؤكدًا أن الإصرار والعقيدة العسكرية المصرية كانا سر تحقيق الانتصار.
كما أكد النائب والكاتب الصحفى مصطفى بكري أن حرب أكتوبر كانت نقطة تحول كبرى في تاريخ الأمة، واستكمالًا لصمود الشعب المصري بعد نكسة ١٩٦٧، مشيرًا إلى المؤامرات التي استهدفت الوطن العربي ومحاولات القضاء على القومية العربية.
وأكد أن أخطر أدوات تلك المؤامرات اليوم هي الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي، التي تُستغل في بث الشائعات ضمن حروب الجيل الرابع.
ودعا بكري إلى ضرورة الوعي بخطورة تلك الحملات، وعدم الانسياق وراء الأخبار الزائفة، مشيرًا إلى الأوضاع الراهنة في فلسطين والسودان وما تمثله من تهديد مباشر للأمن القومي المصري.
كما أوضح الدكتور جمال شقرة أهمية ترسيخ الوعي التاريخي لدى الأجيال الجديدة، محذرًا من محاولات تزييف التاريخ وتشويه الرموز الوطنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى حملات التشكيك التي طالت رموزًا كصلاح الدين الأيوبي وأحمد عرابي، مؤكدًا أن هناك من يسعى لمحو الهوية الوطنية وتشويه البطولات المصرية التى لم تسلم من محاولات التشكيك، كما عرض عددا من مانشيتات الصحف الأجنبية التي مجدت بطولات الجيش المصري.
وفي ختام الندوة، تم فُتح باب المناقشة أمام الطلاب الذين تفاعلوا بطرح أسئلتهم وآرائهم. واختتمت الدكتورة هبة شاهين اللقاء بكلمة أكدت فيها أهمية استلهام روح أكتوبر في مواجهة التحديات، وأن ما بدأه جيل النصر بالسلاح، يُستكمله اليوم جيل الشباب بالعلم والوعي والبناء.
واختُتمت الندوة بتكريم الضيوف تقديرًا لعطائهم الوطني ودورهم في تعزيز الوعي لدى الطلاب.




