أهم الأخبارمقالات

الدكتورة جيهان رجب تكتب: «الملكة التي علمت العالم معنى الحضارة.. المرأة المصرية في العصر الفرعوني»

الخميس 30 أكتوبر، 2025 | 8:17 ص

عندما تذكر الحضارة المصرية، لا يمكن أن تذكر دون المرأة، فهي لم تكن ظلا لرجل ولا هامشا في التاريخ، بل كانت قلب الدولة النابض وعقلها المدبر في أحيان كثيرة. وفي الوقت الذي كانت فيه نساء العالم يعانين من القيود والجهل، كانت المرأة المصرية تحكم وتشرع وتبني المعابد وتخلد اسمها على جدران الزمن.

من الملكة ميريت نيت، أول إمرأة تجلس على عرش مصر في فجر التاريخ، إلى الملكة حتشبسوت التي حملت لقب فرعون بكل قوة واقتدار، مرورا بـ نفرتيتي رمز الجمال والذكاء، وإيزيس التي جسدت الوفاء والخلود، كانت المرأة في مصر القديمة نموذجا فريدا للقوة والعلم والرحمة والقيادة.

احترم المصري القديم المرأة واعتبرها شريكة الحياة وركيزة الأسرة، فحظيت بحقوق لم تعرفها نساء الأمم الأخرى: كان لها حق الملكية، والإرث، وإبرام العقود، والعمل في المعابد والإدارة، بل والمشاركة في اتخاذ القرار السياسي.

لم تكن المرأة المصرية “زينة القصر”، بل كانت “عماد الدولة”؛ تشارك في الزراعة والتجارة والطب والفنون، وتربي أجيال الملوك والكهنة والعلماء.

واليوم، حين نفتح أبواب المتحف القومي للحضارة المصرية، نجد بين جدرانه صوت المرأة الفرعونية يهمس بالحكمة والقوة، منقوشا على جدران المعابد ومصوغا في النقوش الذهبية التي تشهد أن الحضارة المصرية لم تكن رجلا عظيما فحسب، بل امرأة عظيمة أيضا.

في كل ركن من أركان المتحف القومي للحضارة، تلمع ملامح امرأة كانت ملكة ومعلمة وطبيبة ومشرعة، تنبض بالحياة رغم مرور آلاف السنين.

إنها المرأة المصرية التي أنجبت التاريخ وصنعت المجد، وها هي اليوم تعود لتلهم العالم من جديد بأن الحضارة تبدأ من إمرأة… من مصر.

الدكتورة جيهان رجب تكتب: «الملكة التي علمت العالم معنى الحضارة.. المرأة المصرية في العصر الفرعوني»
الدكتورة جيهان رجب تكتب: «الملكة التي علمت العالم معنى الحضارة.. المرأة المصرية في العصر الفرعوني»