أهم الأخبارجامعات

رئيس جامعة مصر للمعلوماتية: العلم والتخطيط وروح الفريق أهم دروس انتصارات 6 أكتوبر

الخميس 23 أكتوبر، 2025 | 3:58 م

نظمت جامعة مصر للمعلوماتية احتفالية خاصة بمقرها في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمناسبة احتفالات مصر بانتصارات حرب 6 أكتوبر 1973، حضرها عمداء الكليات الأربعة التابعة للجامعة وأعضاء هيئة التدريس وعدد كبير من الطلاب والطالبات.

وألقى الدكتور أحمد حمد القائم بأعمال رئيس الجامعة، محاضرة بعنوان “ذكرياتي مع حرب أكتوبر”، عرض خلالها عددا من دروس نصر أكتوبر العظيم، التي استفاد منها في حياته العملية، داعيا المشاركين في الاحتفالية للتأسي بهذه الدروس في حياتهم العملية والاجتماعية لان هذه الدروس تؤكد أنه “لا مستحيل مع العلم”.

وعرض الدكتور أحمد حمد عددا من الدروس التي تعلمها على مدي حياته العملية منذ تخرجه من الكلية الفنية العسكرية عام 1966 مرورا بمشاركته في حرب 1967 وحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر 1973، ثم رحلته في الحياة المدنية كأستاذ دكتور متخصص في “تحليل الأنظمة الإلكترونية” والتي امتدت من عام 1996 وحتى الآن.

وقال رئيس جامعة مصر للمعلوماتية إن أولى تلك الدروس والتي تعلمها من حياته في القوات المسلحة انه لا توجد أي مشكلة دون حل، فأي مشكلة واجهتنا في أي مرحلة من مراحل حربي الاستنزاف واكتوبر 1973 تغلبنا عليها بالعلم، وتفكيرنا خارج الصندوق، واستماعنا لآراء جميع أعضاء فريق العمل وحتي الأحدث سنا فالكل شارك برايه، وهذه الروح هي التي حققت الإنجازات التي تفخر بها مصر وقواتنا المسلحة خاصة في العبور العظيم، وهي مرحلة تجلت فيها عبقرية المصريين واعتمادهم علي التخطيط الشامل الذي يغطي كل الجوانب، والاعتماد علي فكر المهندسين والمتخصصين من أبناء الكلية الفنية العسكرية، الذين ضربوا أروع نماذج الفداء.

وتناول عددا من الإنجازات التي شرف بالمساهمة فيها ضمن فريق من المهندسين وخبراء الكلية الفنية العسكرية، مثل تغلبهم علي تنوع مصادر تسليح القوات الجوية شرقا وغربا، وبالتالي صعوبة تعرف وحدات الدفاع الجوي المعتمدة علي السلاح الشرقي علي الطائرات الغربية التي تسلمتها مصر قبل حرب 1973، حيث نجح فريق من مهندسي الفنية العسكرية في حل تلك المشكلة وأوجدنا نظام إلكتروني مصري لا شرقي ولا غربي للتعرف علي جميع وحدات اسطول الطيران المصري، لافتا إلى أن هذا الإنجاز يعكس درسا مهما وهو اننا قادرون علي ايجاد تكنولوجيا مصرية تلبي احتياجاتنا الحقيقية.

وضرب مثلا آخر بنجاح مصر في إيجاد تكنولوجيا مصرية تتمثل في ابتكار المهندسين نظام إلكتروني لتحسين دقة ضربات المدفعية، حيث يأخذ في حساباته، حالة الجور في طبقات الجو في مجال الإطلاق، والتي يتسبب عدم مراعاتها في عدم دقة المدفعية.

وأوضح أنه عبر مسيرته في الحياة المدنية والممتدة نحو 29 عاما تؤكد أهمية دروس حرب أكتوبر، خاصة العمل بروح الفريق والاعتماد علي التخطيط الدقيق والشامل والانضباط، وأيضا أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، وهو الدافع الأول وراء انشاء الدولة سلسلة من كليات علوم الحاسب والاتصالات، لإدخال التطبيقات التكنولوجية الحديثة في التعليم العالي وسوق العمل المصرية، لافتا إلى أنه عقب تقاعده من العمل بالقوات المسلحة عام 1996، شرف باختياره للتدريس في أول كلية لعلوم الحاسب بجامعة عين شمس، حيث تدرج في مستوياتها الأكاديمية إلى أن تم اختياره وكيلا للكلية، حيث استفاد من حياته العسكرية في التخطيط لعمل الكلية من خلال وضع خطة لمدة 5 سنوات، جعلت منها نموذج يحتذي به في الكليات المثيلة، ناهيك عن حرصه علي تعيين 23 معيدا بالكلية حاليا يمثلون عماد عمل الكلية.

وقال الدكتور أحمد حمد إن جامعة مصر للمعلوماتية ستكثف جهودها في الفترة المقبلة، في مجال البحث العلمي، وزيادة الموارد والامكانيات المخصصة له، لتشجيع أعضاء هيئة التدريس وجميع الطلاب والطالبات، لزيادة مساهمتهم في البحث العلمي وابتكار برامج ومشروعات بالتقنيات الحديثة تخدم المجتمع والاقتصاد القومي، بحيث نصبح منتجين للعلم والتكنولوجيا وليس فقط مستهلك له، فمصر وشبابها قادرون على تحقيق المستحيل.

واختتم الدكتور أحمد حمد كلمته بتوجيه نصيحة للطلاب والطالبات بأنه لا توجد صعوبات في تحصيل العلم، وهي الحكمة التي تعلمها أثناء دراسته بفرنسا للحصول علي درجة الدكتوراه، فبسبب عدم إلمامه في بداية بعثته للغة الفرنسية واجه صعوبات خاصة أن أحد الأساتذة الفرنسيين والمشرف علي رسالته للدكتوراه منحه مهلة شهر فقط يمكنه خلاله توجيه أسئلة باللغة الإنجليزية، وسيرد عليه أستاذه باللغة الفرنسية، وهو ما ضغطه لسرعة تعلم اللغة الفرنسية خلال ذلك الشهر، وهو ما يؤكد أنه لا مستحيل مع العلم وأن الإنسان يمكنه تحقيق أحلامه.