جامعة المنصورة الجديدة تسلّط الضوء على مخاطر التفكك الأسري في ندوة تثقيفية بالتعاون مع الأزهر الشريف

في إطار حرص جامعة المنصورة الجديدة على توعية طلابها وتنمية وعيهم المجتمعي والأخلاقي، نظمت الجامعة بالتعاون مع منطقة وعظ الدقهلية الأزهرية ندوة تثقيفية بعنوان “أثر التفكك الأسري على التحصيل الدراسي والسلوك الشبابي”، تحت رعاية الدكتور معوض محمد الخولي، رئيس الجامعة، وفضيلة الشيخ سامي عجور، مدير عام منطقة وعظ الدقهلية.
عُقدت الندوة بمشاركة كليات طب الأسنان، والعلوم، والقانون، وبحضور عمداء الكليات ومديري البرامج، وعدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
حاضر في الندوة فضيلة الشيخ محمد يحيى محمد صالح، والشيخ أحمد عبد العليم الشربيني، من علماء الأزهر الشريف بمنطقة وعظ الدقهلية، حيث استهلت الندوة بتعريف الطلاب بمفهوم التفكك الأسري، موضحين أنه يتمثل في انفكاك فرد أو أكثر عن أسرته وضعف الروابط الأسرية والمودة والرحمة بين أفرادها، وهو ما يؤدي إلى انحلال العلاقات ونشوب الخلافات داخل الأسرة، رغم أن ديننا الإسلامي قد نهى عن ذلك، مستشهدين بقوله تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}،
وبقول رسول الله ﷺ: «إن أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهله».
وتناول المحاضران أسباب التفكك الأسري وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع، لا سيما على التحصيل الدراسي والسلوك الشبابي، مشيرين إلى أن المتغيرات الاجتماعية والنقلة التكنولوجية السريعة أسهمت في ضعف الروابط الأسرية، حتى أصبح بعض الأبناء لا يتواصلون مع والديهم كما ينبغي. كما أوضحا أن غياب الدور التربوي والتوجيهي للوالدين يؤدي إلى ضعف الانتماء الأسري وزيادة السلوكيات السلبية بين الشباب.
وقدما خلال الندوة مجموعة من الحلول العملية للحد من ظاهرة التفكك الأسري، مؤكدين أهمية الحوار الأسري والتفاهم بين الزوجين بعيدًا عن العنف أو تبادل الخلافات أمام الأبناء، مع ضرورة تواجد الآباء نفسيًا وعاطفيًا في حياة أبنائهم وتشجيعهم على الحديث والمشاركة وغرس القدوة الحسنة، فضلًا عن تعزيز التعاون وصلة الأرحام بين أفراد الأسرة.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور معوض محمد الخولي، رئيس جامعة المنصورة الجديدة، أن الجامعة تولي اهتمامًا كبيرًا بتنمية الوعي الديني والمجتمعي لدى طلابها، وتحرص على تعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية من خلال التعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة، وعلى رأسها الأزهر الشريف، لما له من دور رائد في ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال.
وأشار إلى أن تنظيم مثل هذه الندوات يأتي في إطار رؤية الجامعة لبناء جيلٍ واعٍ ومستنيرٍ قادرٍ على الإسهام في نهضة المجتمع وحماية نسيجه الأسري والاجتماعي.
واختُتمت الندوة بتوجيه النصح والإرشاد للطلاب وأولياء الأمور بضرورة التقرب من الأبناء ومصادقتهم، وتجنب العنف أو التدليل الزائد الذي قد يؤدي إلى ضعف الشخصية، مع التأكيد على أهمية تحمل المسؤولية وطاعة الوالدين وتقديرهما كركائز أساسية لبناء أسرة متماسكة ومجتمع مستقر.
وأكدت جامعة المنصورة الجديدة أن تنظيم هذه الندوات يأتي ضمن جهودها المستمرة لغرس القيم الأخلاقية والتربوية في نفوس طلابها، وبناء وعي مجتمعي يعزز من تماسك الأسرة واستقرارها باعتبارها اللبنة الأولى في بناء الوطن.
