مدير تعليم القاهرة تشارك الطلبة زيارة متحف البريد المصرى: نطلعهم على عظمة الدولة وعمقها الحضارى

فى إطار حرص مديرية التربية والتعليم بالقاهرة على تنمية وعى طلابها وتعزيز انتمائهم الوطنى، واطلاعهم على عظمة الدولة المصرية وعمقها الحضارى الممتد عبر العصور، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (ممثلة في الهيئة القومية للبريد)، شاركت الدكتورة همت إسماعيل أبو كيلة، مدير المديرية، الطلبة بإدارة المطرية التعليمية، زيارة متحف البريد المصري.
جاء ذلك تحت إشراف هانم عبد السلام مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام، ومحمد حسين مدير عام إدارة المطرية التعليمية، كان فى استقبالها سالى سعيد مدير عام الإدارة العامة للعلاقات العامة والفعاليات، وكريم الباجورى مدير إدارة المتحف، ولفيف من قيادات هيئة البريد وفريق إعلام الهيئة القومية للبريد.
وتاتى هذة الزيارة ضمن سلسلة من الفعاليات والزيارات الميدانية التى تنظمها المديرية بهدف توسيع مدارك الطلاب الثقافية وتعميق معرفتهم بتاريخ الخدمات البريدية والاتصالات في مصر. إذ يعد متحف البريد المصري أحد معالم البلاد وشاهدا على عراقتها باعتبارها من أقدم بلدان العالم التى شهدت ظهور خدمات البريد.
وفى البداية، كان استقبال الحضور بقاعة كبار الزوار، بعدها تفقد الطلاب فى مدخل المتحف نقطة تحديد المسافات بين العاصمة القاهرة وبقية المحافظات الأخرى، متمثلة بنجمة مرسومة أسفل تمثال الخديوى إسماعيل.
ثم توجهوا إلى قاعة اجتماع مؤتمر اتحاد البريد العالمي، والتي تُعرض من خلالهما صور لاجتماع المؤتمر العاشر لاتحاد البريد العالمي عام 1934، وبهذه المناسبة أصدرت مصلحة البريد طابعا تذكاريا يحتوي على صورة الخديوي إسماعيل باللغتين العربية والفرنسية، كما تعرض شعار البريد العالمي وتجهيزات المؤتمر في ذلك الوقت، وصورا لأعضاء مؤتمرات البريد الدولي في برن من عام 1874 م حتى مؤتمر استوكهولم عام 1924، ومعاهدة البريد العامة والاتفاقيات الملحقة بها لكل مؤتمر
وتعرف الطلاب على قسم أدوات البريد بالمتحف، والذى يحتوى على مجموعات متنوعة من الموازين والحقائب البريدية ومحافظ الطوابع والحوالات وضواغط الرصاص والأختام القديمة والحديثة وصناديق خطابات ميكانيكية وعادية.
بالإضافة إلى مشاهدة قسم الملابس، الذى يشتمل على أنواع مختلفة من الملابس لكبار الموظفين ولرؤساء الأقسام والموزعين وشارات مختلفة قماشية ونحاسية، ويحتوي قسم المباني بالمتحف على نماذج مصغرة لبعض المباني البريدية كمصلحة البريد بالقاهرة ومكتب بريد رأس البر ومكتب بريد قصر عابدين ونموذج لمكتب بريد قروي ونموذج مصغر لقلم توزيع لمراقبة بريد القاهرة.
كما استمتع الطلاب بقسم الخرائط والإحصاء والرسومات البيانية والإحصائية تظهر تطور أعمال المصلحة من مراسلات مسجلة وعادية وحوالات داخلية وخارجية وطرود، كما تابعوا قسم النقل بالمتحف والذى يحتوى نماذج متعددة لوسائل نقل البريد القديمة والحديثة من عربات خشبية وحديدية وسكة حديد وبواخر لنقل البريد.
وأيضاً قسم الطوابع الذى شمل مجموعات من الطوابع المصرية والأجنبية وقوالب وألواح لصناعة الطوابع، كما يضم تصنيفا فريدا لمجموعات الطوابع لكل من البريد الأوروبي والبريد الأفريقي والبريد الآسيوي والبريد الأمريكي والبريد الأسترالي، كما شمل تطور المتحف استخدام التكنولوجيا الرقمية نظام QR كود المعروضات المهمة باللغة العربية.
وأخيراً، شاهد الطلاب أهم أقسام المتحف وهو قسم البريد الجوي الذي يشتمل على نماذج مختلفة من الحمام الزاجل ونماذج لبعض الطائرات مهداة من شركة الطرق الجوية البريطانية (imperial airways)، ونموذج لأول خطاب ورد إلى الإسكندرية من لندن في 17 أغسطس عام 1929 م، وأول خطاب بالبريد الجوي أرسل إلى كراتشي من البريد المصري بالخط الجوي بين القطر المصري والهند.
وقد أبدى الطلاب والمشرفين إعجابهم وسعادتهم بزيارتهم لمتحف البريد والتعرف على مقنيانة التى تضم تراث حضارتنا المصرية العريقة، والذى تجعل الجميع يشعر بفخره وانتمائه لهذا الوطن العظيم.
ويعد متحف البريد المصري واحدًا من أقدم متاحف البريد على مستوى العالم؛ حيث إنه أنشئ منذ عام ١٩٣٤ ليكون شاهدًا على مراحل تطور البريد المصري منذ عام ١٨٦٥م، وحتى يومنا هذا، وقد تم ترميمه وتطويره بالكامل بهدف إحياء التراث المصري والحفاظ عليه ليسجل تاريخًا من ريادة مصر في مجال البريد بتقنيات حديثة تمزج أصالة الماضي بروح معاصرة، حيث يحتوي متحف البريد المصري على مجموعة مذهلة من المقتنيات البريدية النادرة والطوابع، والتي تجسد التراث البريدي المصري بشكل فريد.
جدير بالذكر، أن متحف البريد يقع في ميدان العتبة وقائم على مساحة ( ٧ ) آلاف متر مربع ويحتوي على مجموعة من المقتنيات الأثرية والتاريخية التي توضح تاريخ البريد على مر العصور، إلى جانب أهم الطوابع وإصدارات هيئة البريد منذ إنشائها، كما يحكي تطور الكتابة والرسالة في صور مختلفة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقنية الـ “QR Code” في العرض المتحفي، بجانب الاستمتاع بالمتحف بطريقة “برايل”، كما يضم العديد من الأدوات التي كان يستخدمها الطوافون وسعاة البريد، وتطور الرسائل منذ العصر الفرعوني والروماني والقبطي والإسلامي، بجانب طوابع متفردة تحكي عن البريد الأوروبي والإفريقي والآسيوي والأمريكي والأسترالي، بالإضافة إلى العديد من الوثائق التاريخية النادرة.